مع صب خرسانة المفاعل الرابع بمحطة الضبعة.. الحلم النووي يقترب من الإكتمال

 الضبعة
الضبعة

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، عبر الفيديو كونفرانس، في مراسم صب خرسانة المفاعل الرابع بمحطة الضبعة النووية، حيث تنفذ شركة "روساتوم" الحكومية الروسية أعمال الإنشاءات، وأفادت وكالة "ريا نوفوستي" أن المحطة ستتكون من 4 وحدات للكهرباء بقدرة إجمالية تبلغ 4.8 غيغاوات.

وتعتبر المرحلة الرابعة هي بداية مرحلة الإنشاءات الكبرى لكل الوحدات النووية في المشروع، والذى مقرر له وفق الجدول الزمنى المحدد الانتهاء في عام 2028 ودخوله مرحلة التشغيل، والتى لا تعد هذه الفترة طويلة كما أشار أنه يعد مشروعا هاما فى هذا التوقيت وبالحجم الكبير.

اقرأأيضا|تدشين أعمال الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الرابعة بمشروع الضبعة 

تساهم محطة الضبعة النووية المرحلة 4 في الحصول على الطاقة النظيفة والآمنة وقليلة التكلفة وطويلة الأجل، ويعتبر أول مشروع كبير لروساتوم في أفريقيا، تقوم شركة روساتوم الروسية ببنائها في محافظة مطروح على شواطئ البحر الأبيض المتوسط على بعد حوالي 300 كيلومتر شمال غرب القاهرة.

ومن الجدير بالذكر أنه بحلول عام 2028 ستقوم الشركة الحكومية الروسية ببناء أربع وحدات من المحطة لتوفر الوقود النووي طوال دورة حياة محطة الطاقة النووية البالغة 60 عامًا، وتوفير خدمات التدريب والصيانة والإصلاح لمدة 10 سنوات بعد انتهاء المشروع.

وتتكون محطة الضبعة النووية، التي تقع على الساحل الشمالي لمصر، بالقرب من محافظة مطروح، من أربعة مفاعلات لتوليد الكهرباء بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل.

وكانت البداية في 19 نوفمبر2015 عندما وقعت مصر وروسيا على إتفاق مبدئي، بموجبها ستقوم روسيا ببناء وتمويل أول محطة للطاقة النووية في مصر، وفي نوفمبر 2017 تم توقيع العقود الأولية لبناء 4 وحدات VVER-1200 بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وكان الحلم النووي قد بدأ عام 1956 عندما وقع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عقد الاتفاق الثنائي مع روسيا بشأن التعاون في شئون الطاقة الذرية وتطبيقاتها في النواحي السلمية وغيرها من الاتفاقيات والعقود التي تتيح لمصر الدخول إلى العالم النووي، وبعد ذلك بعام واحد وفي عام 1957 قرر عبد الناصر إنشاء هيئة الطاقة الذرية، حصلت من خلالها مصر على أول مفاعل ذري للبحوث العلمية بقوة 2 ميجا وات، ومعمل لإنتاج النظائر المشعة حيث تعاونت مع موسكو لإنشاء أول مفاعل نووي للأبحاث والتدريب في إنشاص، شمال شرق القاهرة.

وفي عام 1961 طرحت مصر مناقصة لتوريد محطة نووية لتوليد الكهرباء قدرتها 150 ميجاوات وتحلية المياه بمعدل 20 ألف متر مكعب في اليوم، وبلغت التكلفة المقدرة للمشروع في ذلك الوقت 30 مليون دولار، حيث تسببت نكسة 1967 في وقف كل هذه المشاريع القومية ومنها مشروع الضبعة النووي.

وكان أول صب خرساني في الوحدة الأولى قد بدأ في يوليو 2022، وكان أول صب خرساني بالوحدة الثانية في نوفمبر من نفس العام، وتم وصول أولى أجزاء مصيدة قلب المفاعل في مارس من العام الماضي، ثم أول صب خرساني للوحدة الثالثة في مايو، وتركيب أول معدة طويلة الأجل في أكتوبر، واليوم تم صب خرسانة المفاعل الرابع.

وقال الرئيس السيسي في كلمته "أتقدم بجزيل الشكر لمشاركة صديقي العزيز فلاديمير بوتين في هذه المراسم الخاصة الصب الأول في الوحدة الرابعة بمحطة الضبعة النووي.. صب الوحدة الرابعة يسمح لمصر بالبدء في المرحلة التالية ببناء المفاعلات النووية.. محطة الضبعة النووية أغراضها سلمية لتطوير مستقبل مصر.. هذا حدث تاريخي وصفحة جديدة في العلاقات المصرية الروسية، وإنجاز يضاف لإنجازات التعاون بين البلدين.. بفضلكم ودعمكم المباشر حققنا جميع الأهداف التي وضعناها في 2017".

وأضاف" تنفيذ مشروع مصر القومي بإنشاء المحطة النووية بالضبعة يسير بوتيرة أسرع من المخطط الزمني المقرر، متخطيا حدود الزمان، ومتجاوزا كل المصاعب..ما يشهده عالمنا اليوم من أزمة في إمدادات الطاقة العالمية، يؤكد أهمية القرار الاستراتيجي الذى اتخذته مصر بإحياء البرنامج النووي السلمي لإنتاج الطاقة الكهربائية، كونه يساهم في توفير إمدادات طاقة آمنة ورخيصة وطويلة الأجل، وبما يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري".