شوقي حامد يكتب: صلاح.. مظلوم.. ومظلوم

شوقي حامد
شوقي حامد

■ بقلم: شوقي حامد

زخرت وسائل التواصل الاجتماعي بحشد جارف من الإشارات والإيحاءات والإيماءات المتهكمة والمتندرة على الابن المصري البار محمد صلاح، وكالت له الاتهامات ووجهت له التساؤلات حول قلة عطائه وندرة إنتاجه في مشاركاته مع المنتخب المصري ومقارنتها بالفيض الهائل والتأثير البالغ لقدميه ورأسه الذهبية عند قيادته لنادي ليفربول الانجليزي.

وحلا لمعظم هذه التنديدات تقديم بعض الأمثلة وإظهار بعض الخلفيات التي تؤكد فراستها وتثبت نضجها فقالوا مثلا إن فتانا الذهبي وثروتنا القومية ونبتتنا الفتية العفية رصدت له سجلاته التاريخية إصابته ١١ مرة من بينها تسع مع المنتخب الوطني واثنتان فقط بأوروبا.. وأنه دائما ما يخشى من الالتحامات وينشد السلامات حتى لا يعرض قدميه اللتين تبيضان ذهبا من أية تأثرات، وقارنوا بما قدمه في المباراتين اللتين لعبهما أمام موزمبيق وغانا وانتهتا بالتعادل وما قدمه ساديو ماني مع السنغال في مباراتي فريقه مع كلٍ من جامبيا والكاميرون وانتهتا بثلاثية تهديفية ونقطية.. ولعلنا ونحن ندحض كل الأقاويل ونرفض كل الاجتهادات ونكذب كل الشائعات ولا نقبل الزج باسم الابن البار المخلص لوطنه ومصريته في مثل هذه المقارنات وتلك التأويلات نقوم بدورنا كإعلام واعٍ ناضج متفتح.. نقبل مثلا بما يعزوه البعض من الوطنيين المخلصين لانخفاض إنتاجية صلاح مع المنتخب للرقابة المشددة التي تفرض عليه والخشونة المبالغ فيها من المتعاملين معه والراصدين لتحركاته وقلة الكفاءات والمهارات الموجودة  إلى جواره مقارنة بمثيلتها في نادي ليفربول وكذلك سوء الأحوال المناخية والأرضية الصلبة للملاعب الأفريقية حتى بعد تطويرها بقرينتها في أوروبا..

◄ اقرأ أيضًا | شاهد.. محمد صلاح في مدرجات مباراة مصر وكاب فيردي 

أما أن يتم التشكيك فى إخلاص صلاح أو التقليل من وطنيته أو التنويه لادعاءاته والاتهام بالإصابات الوهمية لمجرد التخلص من المشاركة ورغبته في المحافظة على سلامته، والتدليل على ذلك بأن إصابته العضلية التى لحقت به فى لقاء غانا لم يتم التعامل معها بأية إسعافات ثلجية أو رباطات طبية.. ولن نكون مزايدين أو مبالغين حين نؤكد أن صلاح يمثل ثروة قومية رياضية وأنه نبتة غنية عفية فتية من إنتاج التربة الثرية المصرية وأنه يتمتع بالإخلاص ويتحلى بالوفاء ويتسم بالصدق فى كل توجهاته ورغبته الشديدة في إسعاد شعبه ووطنه بكل ما لديه من وسع وطاقة.. وإلى المتندرين به المتهكمين عليه نقول كفاكم سخرية واستهزاء بثرواتنا الرياضية التي لم يكن لها مثيل ولن يكون لها شبيه ربما لحقب زمنية طويلة قادمة.. واتقوا الله لأن صلاح مظلوم مظلوم مظلوم.