خارطة طريق أوروبية تدعو لإقامة دولة فلسطينية

بوريل: إسرائيل لا يمكنها تحقيق السلام بالوسائل العسكرية وحدها

مسئول الشئون الخارجية فى الاتحاد الأوروبى
مسئول الشئون الخارجية فى الاتحاد الأوروبى

فى ظل مساع دولية لإنهاء الحرب على غزة، شارك أمس كل من وزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكى ونظيره الإسرائيلى إسرائيل كاتس، بشكل منفصل، فى اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبى فى بروكسل. وركز الاجتماع بشكل كبير على الوضع فى الشرق الأوسط، وجاء بمشاركة وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن والأمين العام لجامعة الدول العربية. ويأتى اللقاء بعد 15 أسبوعا على بدء الحرب بين حركة المقاومة الفلسطينية «حماس» وإسرائيل، وسط مخاوف متزايدة من توسع رقعة الصراع فى المنطقة.
وشدد مسئول الشئون الخارجية فى الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل، أمس، على حل الدولتين مؤكدًا أن إسرائيل لا يمكنها بناء السلام «بالوسائل العسكرية وحدها». 

كما كرر بوريل الإدانة الصادرة عن الأمم المتحدة لرفض رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو «غير المقبول» للدعوات لإقامة دولة فلسطينية بعد حرب غزة. وقال «ما نريده هو بناء حل على أساس دولتين. لذا، دعونا نناقش الأمر. وأضاف «ما هى الحلول الأخرى التى يفكّرون بها؟ دفع جميع الفلسطينيين للمغادرة؟ قتلهم جميعـًا. الطريقة التى يدمرون بها حماس ليست هى طريقة للقيام بذلك. إنهم يرسخون الكراهية لأجيال». وأكد بوريل أنه عرض على وزراء التكتل «نهجا شاملا» للتوصل إلى سلام دائم بما فى ذلك تنظيم مؤتمر دولى.

من جانبه، انتقد وزير الخارجية الأردنى أيمن الصفدى «الأجندة العنصرية المتطرفة» للحكومة الإسرائيلية وقال إنها تتحدى العالم برفضها قبول حل الدولتين لإنهاء الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال الصفدى للصحفيين على هامش اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبى فى بروكسل إن «الطريق الوحيد للخروج من هذه المأساة هو حل الدولتين... وهم يتحدون المجتمع الدولى بأكمله، وحان الوقت لأن يتخذ العالم موقفا». وأضاف متسائلا: «انظروا إلى أين أوصلنا بعد أن انخرطنا لأكثر من 30 عاما فى العملية (السلمية)»، فى إشارة إلى محادثات سلام إسرائيلية فلسطينية متقطعة منذ التسعينيات.

كما قالت أنالينا بيربوك وزيرة خارجية ألمانيا، قبيل حضور الاجتماع إن حل الدولتين الذى من شأنه أن يتيح التعايش السلمى بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو الحل الوحيد للصراع المستمر. وأضافت «كل أولئك الذين يقولون إنهم لا يريدون أن يسمعوا شيئا عن مثل هذا الحل لم يقدموا أى بديل»، ودعت أيضا إلى «وقف إنسانى» عاجل للحرب المستعرة فى قطاع غزة.
وفى تصريحات مقتضبة للصحفيين، قال وزير الخارجية الإسرائيلى كاتس إنه فى بروكسل لمناقشة قضية الأسرى الذين تحتجزهم حماس وإعادة التأكيد على أن إسرائيل ستفكك الحركة وتستعيد أمنها القومى. ورفض الرد على أى أسئلة.

وقبل الاجتماع أرسل السلك الدبلوماسى للاتحاد الأوروبى ورقة مناقشة إلى الدول الأعضاء تقترح خريطة طريق للسلام فى الصراع الإسرائيلى الفلسطينى الأوسع. وتتضمن الخطة دعوة لعقد «مؤتمر تحضيرى للسلام» ينظمه الاتحاد الأوروبى ومصر والأردن والسعودية وجامعة الدول العربية، مع دعوة الولايات المتحدة والأمم المتحدة أيضا للمشاركة فى عقد المؤتمر. وسيعقد المؤتمر حتى لو رفض الإسرائيليون أو الفلسطينيون المشاركة. لكن الوثيقة تشير إلى أنه سيتم التشاور مع الطرفين فى كل خطوة من المحادثات حيث يسعى المندوبون إلى وضع خطة سلام.

وتوضح الوثيقة الداخلية أن أحد الأهداف الرئيسية لخطة السلام ينبغى أن يكون إقامة دولة فلسطينية مستقلة «تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل فى سلام وأمن». وتقترح وثيقة الاتحاد الأوروبى أيضا على المشاركين فى مؤتمر السلام أن يوضحوا «التداعيات» لكلا الجانبين، اعتمادا على ما إذا كانوا يقبلون أو يرفضون الخطة التى يجرى الاتفاق عليها خلال المؤتمر. ولم تذكر الوثيقة ما هى هذه التداعيات.