النازحون: حياتنا تحولت لجحيم وقوات الاحتلال تقصف المدنيين

الفلسطينيون يبحثون عن «لقمة العيش» وسط ركام منازلهم

صيادون فلسطينيون يتفقدون حطام قواربهم
صيادون فلسطينيون يتفقدون حطام قواربهم

تتغير الأحوال فى قطاع غزة، بين لحظة وأخرى، بعد أن  دخلت  الحرب شهرها الرابع، حيث صارت الأوضاع مأساوية، ومع ذلك فإن الفلسطينيين يتحملون الصعاب، بعد أن تبدل الحال أمام  جميع سكان قطاع غزة، الذين يواجهون ظروفاً قاسية، ويعافرون من أجل لقمة العيش.

وقد انهارت حياة آلاف الأسر، التى تهدمت بيوتها  ودمرت ممتلكاتها، وضاع كل شيء كان يعينهم على الحياة، حيث  فقدوا وظائفهم وأعمالهم الحرة والمهنية، مما اضطرهم إلى تركها والنزوح  قسرا إلى أماكن أخرى.

وقد طردت  الحرب مئات الأسر من منازلها تحت وطأة القصف وغارات الطيران المستمر ليلا ونهارا، وقد خرج الفلسطينيون من شمال قطاع غزة بدون أمل، خالين الوفاض، وهم ينظرون إلى مستقبل مظلم.

وتحول قطاع غزة  إلى منطقة مشتعلة وملتهبة على مدار أيام الحرب السابقة، وهناك خسائر متعددة  مادية ومعنويا تعتصر القلوب، فلا رواتب أو فلوس تعين الفلسلطينيين العيش وتوفير احتياجات أفراد الأسرة.

وأصبح الفلسطينيون النازحون يقتاتون لقمة العيش من المساعدات التى تقدمها «الأونروا|، والتى يتم إدخالها من مصر  وبعض من الدول العربية والصديقة، عن طريق معبر رفح البري.

ورغم أنهم نازحون إلى أماكن جديدة غير بيوتهم، الا أنهم  وجدوا من حرفتهم  التى كانوا  يشتغلون بها قبل النزوح وسيلة للعيش وتوفير لقمة العيش، ولجأ البعض إلى صناعة الحلوى والمعجنات على أفران غاز عادية لسد احتياجات الأطفال، وكبار السن . ولم تكن تتوقع «ام الخلود»،  أن ينتهى بها الحال الى بيع المعجنات على النازحين بعد أن تركت منزلها وتجارتها فى حى الشجاعية، حيث كانت تدير محلاً تجارياً، والذى تعرض الى عملية تدمير كامل، لكنها الحاجة التى اضطرتها لذلك من أجل أن تكسب قوت يومها لتواصل حياتها الجديدة التى تكيفت معها، الى جانب آلاف النازحين فى منطقة المواصى بخان يونس.

وقالت إن حياتهم تحولت إلى جحيم بعد النزوح القسري، الذى طالبت به إسرائيل والتى تقوم بتنفيذ عمليات قصف بالطيران دون أن تفرق بين المقاومة والمدنيين.

من جانبه، قال زوجها، إنه كان يدير تجارة واسعة تدر عليه دخلا وفيرا، حيث تمكن من بناء فيلا من خمسة طوابق ومعه أولاده، حيث يسكن كل واحد منهم فى دور، لكن جاءت الحرب التى دمرت كل ما يملك وهدمت المنزل بأكمله مما اضطره ذلك إلى النزوح بعد أن خرج هو وأسرته دون أن يلحق بهم أى ضرر، ويحمد الله على ذلك فالنقود تتعوض، طالما أنه بقى على قيد الحياة، وطموحاته الآن هو أن يعيش حياته كما هى دون أى طموحات رغم أنها قاسية ولم  يتعود عليها لكنه الواقع الأليم الذى فرض عليه . بدوره، أكد «أبو يامن»، أن كل شئ كان يعينهم على الحياة قد ضاع،فلا وظائف ولا أعمال ولارواتب، فهو يسعى إلى كسب قوت يومه بعد النزوح من مكان إقامته بمخيم البريج ليستقر به الحال فى منطقة رفح جنوب قطاع غزة.

وأضاف انه  كان يعيش حياة مستقرة لاينغصها سوى أمور الحياة العادية، حيث تبدل حالته إلى معاناة شديدة في المأكل والمشرب والإقامة بعيداً عن الديار تحت سقف خيمة وسط آلاف النازحين في رفح بمناطق تكاد تكون فقيرة إلى الخدمات والمرافق، لكنها الحياة التي فرضت عليه وليس أمامه سوى البقاء على الأرض للحفاظ عليها فهي الملاذ والوطن.