أسس قدماء المصريين، أول جامعة في تاريخ البشرية وهى التى كان لها الفضل الأكبر فى تخريج علماء اليونان ومنهم أفلاطون الذى أمضى 13 عاماً فى الدراسة بجامعة هليوبوليس، وذلك طبقاً لما جاء فى كتاب "من أسرار الفراعنة " لحسن سعد الله مدير عام المكتب الإعلامي بوزارة الدولة لشئون الآثار.
تأسست جامعة "أون" منذ حوالي 5000 سنة مضت، وكانت ذات شهرة واسعة ومركزًا مهمًا للمعرفة والتعلم، خاصة في علوم الفلك والهندسة والطب، وكان من بين روادها زوي المهارة والمعرفة "أمحتوب" الكاهن الرئيسي والوزير الملك زوسر اللي بني هرم زوسر، والمصمم الذي صمم أول التراكيب الكبيرة للحجارة قبل 2700 سنة قبل الميلاد، وفي العصر المتأخر درس فيها أفلاطون وفلاسفة اليونان القديمة، فيثاغورث حاول يدرس فيها ومتقبلش».
وعرف في التاريخ باسم "زوسر" في "سقارة"، ويكشف ورق البردي "Westcar" أيضًا بأن مؤسس السلالة الخامسة كان خوري جامعة "أون" قبل اعتلاء العرش، ويُعد الإنجاز الأكثر أهمية لجامعة "أون" هو النداء لعبادة الإله الوحيد، القرص الشمسي "لاتون"، على يدي "اخناتون" الذي نادى بأفكار كهنة "أون".
شعار الجامعة، المسلّة والصقران، ويوضح الشعار مدى الترابط بين الاسم والتاريخ القديم للجامعة، وتمثل المسلة بيت الحياة في مدينة أون، بينما يرمز الصقران إلى الإله المصري في ذلك الوقت، الجامعة الآن تقع في منطقة قصر الزعفران، الذي بني أثناء حكم الخديوي إسماعيل، وسمي القصر بهذا الاسم لأن المنطقة المحيطة به كانت مشهورة بمزارع الزعفران.
جامعة «أون» المصرية، تردد إليها أشهر علماء مصر القديمة، وكانت حلمًا للفيلسوف وعالم الرياضيات فيثاغورث الذي لم يلتحق بها في العصر الحديث، لكن ما قصة تلك الجامعة التي أصبحت سيرتها متداولة بين الناس حتى بعدما دمرها الغزو فيما بعد؟
حكاية جامعة «أون»
يروي الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان، أن جامعة أون، هي أقدم جامعة في التاريخ، كانت مركزا علميا كبيرا، يضم علماء فلك، وكان به مرصد فلكى، وعندما دخل الفرس مصر تعمد «قمبيز» هدم المنارة العلمية للمصريين.
وتابع ريحان: جامعة أون أو هيليوبوليس كما أطلق عليها اليونانيون أنشئت عام 2240 ق.م وما تبقى من آثارها حتى الآن الموقع الأثرى عين شمس بالمطرية وبه بقايا مسلة من الجرانيت الأحمر وهى إحدى مسلتين من إنشاء الملك سنوسرت الأول ثانى ملوك الأسرة الثانية عشر.
وأضاف: عرف عن كهان هليوبوليس أنهم كانوا أغزر علماً واستطاعوا أن يؤثروا فى حياة مصر الثقافية والروحية وأقاموا بمعبدهم بالمدينة أقدم جامعة فى العالم وأون هي مدينة الشمس بالمصرية القديمة أو بالإغريقية هليوبوليس.
وأوضح ريحان، أن «أون» كان شعارها المسلة وعلى اليمين واليسار الصقر حورس، وهو نفس شعار جامعة عين شمس الحالية، مسلة الجامعة مكتوب عليها بالهيروغليفي «برعنخ» بمعنى بيت الحياة، نفس وصف جامعة «أون»، وبرغم مرور آلاف السنين، ما يزال اسم الجامعة موجود حتى الآن، متمثلا في جامعة عين شمس، التي اتخذت من شعار الجامعة القديمة شعارًا لها.
