الرضيعة دخلت المستشفى مصابة بنزلة معوية فخرجت جثة هامدة

الضحية
الضحية

قنا أبو المعارف الحفناوي

سنوات طوال، انتظرها زوجان، تخللتها الدعوات والصلاة،  بأن يكرمهما الله بمولود، حتى استجاب الله لدعواتهما، وأكرمهما بطفلة جميلة، أطلق عليها والديها اسم «قسم”.

الفرحة كانت كبيرة للغاية، زغاريد وفرحة غمرت القبور، وكل يوم كان يمر ، كان الوالدان يخططان مستقبلا لطفلتهما، يحلمان باليوم الذي تكبر فيه وتدخل الحضانة، يتخيلان اليوم الذي ترتدي فيه ملابس المدرسة،  وزاد حلمهما بأن تصير طالبة جامعية، وأن تتخرج وتتزوج ، أحلام كثيرة كانت كلها فرحة وسعادة،  بقدوم «قسم”.

أيام وراء أيام مرت، حتى قارب عمرها، العامين، أصابتها نزلة معوية، كغيرها من الأطفال،  لم يتحمل الأب أن يرى طفلته الرضيعة، طريحة الفراش تتألم، تمنى أن يمرض هو بدلا منها، هرول مسرعًا على الأطباء،  وذهب لطبيب خاص لتوقيع الكشف الطبي على طفلته، وبعد أن كشف الطبيب، أخبره بأن طفلته مصابة بنزلة معوية، وعليه التوجه إلى المستشفى لتلقي العلاج والمحاليل.

وصل الأب بابنته إلى المستشفى، وبعد أن كشف عليها الأطباء،  تقرر صرف جرعة محاليل لها، أصيبت الطفلة باحتباس مائي وتورم في البطن، حاول الأب أن يفهم ماذا حدث لطفلته، وقتها أخبروه بأن هذا طبيعيًا  قرر الأب أن يذهب بطفلته إلى مستشفى سوهاج، وهنا كانت المفاجأة،  فلقد أخبره الأطباء بأن ابنته أصيبت بفشل كلوي، نتيجة احتباس في البول ، ثم توفيت بعد ذلك.

حرر الأب محضرًا يتهم فيه الأطباء بالإهمال، وبالفعل وجهت جهات التحقيق لثلاثة أطباء بمستشفى ابوتشت المركزي، تهمة الإهمال ووفاة الطفلة، وعاقبت المحكمة الأطباء المتهمين بالسجن 5 سنوات لكل منهم وغرامة 10 آلاف جنيه كتعويض مؤقت.

وروى محمود أبو الحسن، والد الطفلة لأخبار الحوادث ما حدث قائلا:  إن ابنته أصيبت بنزلة معوية، ومن ثم ذهب بها إلى طبيب خاص، لتوقيع الكشف الطبي عليها،  وحولها إلى مستشفى أبوتشت، لأخذ محاليل ووضعها تحت الرعاية الطبية، ثم حدث تورم في جسدها،  وعندما سأل الأطباء،  أخبروه بأن هذا طبيعيا، وبعد 4 أيام علاج داخل مستشفى أبوتشت،  أصيبت الطفلة خلالها باحتباس في البول وتورم، تم تحويلها إلى مستشفى سوهاج، وهنا كانت الصدمة، فلقد أخبروه الأطباء هناك، بأن طفلته أصيبت بفشل كلوي، نتيجة احتباس في البول ، ثم توفيت.

وأوضح أنه حرر محضرًا حمل رقم 5126 لسنة 2022، اتهم خلاله الأطباء المختصين بقسم الأطفال، بالإهمال الذي نتج عنه وفاة طفلته، وأحالت جهات التحقيق المتهمين إلى المحكمة وعاقبت المحكمة في جلستها المتهمين بالسجن 5 سنوات وغرامة 10 آلاف جنيه، قائلا : بنتي ضاعت مني والقضاء أنصفني”.

وكشف تقرير النيابة الإدارية  عدم وجود جهاز سونار والذي منع  فحص الطفلة وكشف تأخر حالة الطفلة والكلى التي وصلت إلى الفشل الكامل والتوقف عن أداء وظيفتها وتصريف البول واختزانه مما أدى إلى انتفاخ بطن الطفلة، وغياب وجود جهاز لفحص كيمياء الدم وهو ما لم يكشف وصول التسمم لأعلى نسبة في الدم وهو ما أدى إلى تسمم الرئة والكبد.

كما تضمن التقرير عدم تواجد الأطباء فى النوبتجيات المقرر حضورهم فيها، مما يفقدها قيمتها ويعلل تقصيرهم فى قيامهم بمهامهم المنوطة إليهم وهو ما يؤدي إلى تفاقم حالات المرضى ووصول بعضهم إلى الوفاة.

وكانت جهات التحقيق بقنا، قررت إحالة 3 أطباء بمستشفى أبو تشت المركزي، للمحاكمة بتهمة الإهمال والتأخر في تشخيص حالة الطفلة، والتسبب في وفاتها، داخل المستشفى.

ووجهت جهات التحقيق إليهم تهمة التسبب خطأ في وفاة الطفلة نتيجة إهمالهم وتأخرهم في تشخيص حالة الطفلة المتوفاة، مما أدى إلى تفاقم حالتها المرضية، واكتشاف الفشل الكلوي، ومن ثم الوفاة.

إقرأ أيضاً : مصرع طفل بطلق خرطوش طائش في حفل زفاف بالبحيرة


 

 

 

;