احذر .. لا تفعل هذه الأشياء في شهر رجب 

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بهجوم معلوماتي وكأنه ممنهج يسطوا مدعو العلم والفتوي وأنصاف المفكرين علي كل نفحات ربانية في الشهور والسنين، ويتربصون بمواسم ايمانية يحاول أن يجتهد فيه المسلمون للقرب من الله  أكثر ويستشعرون حلاوة الإيمان، حيث يروجون فيه لذبيحة تسمي «الرجبية» ويروجون لضرورة الخروج الي زيارة المقابر وتوزيع صدقات في شهر رجب بشكل خاص وغيرها من الأشياء التي يؤكد علماء الأزهر ودار الإفتاء بأن لا اصل لها في الشرع . 

ومن هذه النفحات الربانية التي يكثر فيها هؤلاء الخوض في المعلومات المغلوطة هي الأشهر الحرم ،وخاصة بدايتها وهو شهر رجب المحرم والتي يدعو فيها الاسلام  الناس الي التقرب من الله اكثر واستغلالها لتصفية الروح بالذكر والدعاء والتوقف عن فعل اشياء كثيرة من المعاصي وذلك لتضاعف العقوبة فيه دون غيره من الشهور وفي هذا الصدد نلقي الضوء علي بعض الأفعال التي حذر الاسلام المسلمون الوقوع فيها في الأشهر الحرم ومنها هذا الشهر الفضيل الذي نعيش أيامه ولياليه الآن وهو شهر رجب .

 تعريف قدر ومكانة الأشهر الحرم 

وللتعريف بمكانة الأشهر الحرم منذ التاريخ يقول الدكتور إبراهيم الهدهد، الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر
إن هذه الأشهر الحرم كان هدفه الأول هو حفظ النظام الكوني، َوأن هذه الشهور كانت محرمة في كل الشرائع منذ خلق السماوات والارض، قال تعالى: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ".

الأفعال التي يجب الحذر من الوقع فيها  في شهر رجب 

اولاً القتال بشتي أنواعه

 ورد الدكتور الهدهد، علي سؤال ما هي الإفعال التي يجب أن يحذر المسلمون من الوقوع فيها  في شهر رجب؟، فأجاب اولا القتال حيث أكد رئيس جامعة الأزهر السابق أنه تم سؤال النبي صلي الله عليه وسلم  عن حكم القتال في الأشهر الحرم، فجاء الرد من الله "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.

وأشار إلى أن المعنى المراد من قوله تعالى {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ }، هو جهاد الدفع ورد العدوان، والمعنى قاتلوا المشركين مجتمعين كما يقاتلونكم مجتمعين، داعيا الإنسانية جميعا إلى اتباع الفطرة وحقن الدماء احتراما لحرمة هذا الشهر.

ثانياً : حرمة ظلم النفس في شهر رجب 
 

ومن جانبه اوضح الدكتور اسامة فخري مدير عام ادارة شئون القرآن الكريم  بوزارة الأقاف أن  (ظلم النفس) : مصطلح عميق وله دلالات واسعة ، وهو من المفاهيم التي لا بد وأن يدركها كل إنسان ، خاصة ونحن نعيش هذا الشهر الكريم (شهر رجب) وهو أحد الأشهر الحرم الذى جاء فيه توجيه خاص من الله (عز وجل) بعدم ظلم النفس؛ حيث قال تعالى: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ”.

وتابع الدكتور اسامة فخري إن ظلم النفس لا يُختزل في جانب دون آخر ، لأن البعض يظن أن ظلم النفس معناه إنزال الأذى بالغير عن طريق الإساءة أو التعدي بالقول أو الفعل ، غير أن مفهوم ظلم النفس أوسع بكثير من هذا المعنى المختزل والضيق .

معني ظلم النفس 

اوضح الدكتور اسامة فخري بأن ظلم النفس أوسع من الظلم بأنواعه ، والظلم بأنواعه جزء من ظلم النفس ، فمن الممكن أن يظلم الإنسان غيره، أما أن يظلم نفسه فليس معقولًا ، والمقصود بظلم النفس: إساءة الإنسان لنفسه وفق أي تصرف يصدر عنه (قول أو فعل أو تعبير أو سلوك) يكون خارجًا عن أوامر الشرع الشريف أو مجافيًا للقيم الأخلاقية النبيلة ، أو صانعًا للشرور والمفاسد والقبح في الكون؛ حتى إن بعض العلماء ذكر أن منع الإنسان نفسه عن خير يمكن أن يفعله، أو إيقاعها في شر يمكن أن يحجزها عنه يعد من أشد أنواع الظلم للنفس. 

أنواع  وصور الظلم 

وبين فخري إن الذي يتأمل بعمق يجد أن كل أنواع الظلم في حقيقتها ظلم للنفس، وقد قال تعالى : (ما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)،

فمن صور ظلم النفس: ألا يلتزم الإنسان ما ورد في الشرع الشريف من أوامر ونواهي ، فالأوامر والنواهي الواردة في الشرع الشريف ليست تضييقًا على الإنسان أو تقييدًا لحريته ، وإنما هي قوانين لصيانة الإنسان ، هي قوانين يصنع بها الإنسان خيرا وجمالًا في الدنيا ؛ لينتظره الخير والجمال في الآخرة . فكون أن يترك الإنسان واجبًا ، ويقبل على أمرٍ منهي عنه، فهذا من قبيل ظلم للنفس ، وكما ذكر بعض العلماء : قد يظن الإنسان في ظاهر الأمر أنه يحقق لنفسه متعة – بتركه الواجب – ، بينما هو يظلم نفسه ظلماً قاسياً فالذي يترك الصلاة ويتكاسل أو يشرب الخمر أو يرتكب أي معصية نقول له: أنت ظلمت نفسك لأنك ظننت أنك تحقق لنفسك متعة بينما أورثتها شقاءً أعنف وأبقى وأخلد، ولست أميناً على نفسك.

ولفت مدير الدعوة بالأوقاف أن الإنسان في ظاهر الأمر يحقق شهوة لنفسه بالمخالفة، لكن في واقع الأمر أنه يتعب نفسه  نفسك.

واختتم الدكتور فخري حديثة :  إذن كل ترك للطاعة وكل إقبال على المعصية، فهذا من ظلم النفس 

ثانيا: ومن صور ظلم النفس : أكل مال اليتامى بغير حق، وأكل أموال الناس بغير حق، إنقاص المكاييل والموازين والغش فيهما ، وكل الأخلاق المذمومة من الغش والخداع والزيف والاحتكار وما شابهها في باب المعاملات ، وكذلك الكذب وعدم الأمانة والغيبة والنميمة وكل خلق مذموم يكون سببًا في إشاعة الفساد أو القبح . 
فهذا كله ظلم وأفعال يجب أن يحذر من الوقوع فيها المسلمون بشكل عام وخاصة في الأشهر الحرم التي منها شهر رجب الحالي. 

فتاوي دار الافتاء عن شهر رجب 

حكم ما يُسمى بـ( طلعة رجب ) لتوزيع الصدقات عند المقابر


وورد الي دار الافتاء سؤالاً يقول فيه صاحبه : ما حكم ما يُسمى بـ( طلعة رجب ) لتوزيع الصدقات عند المقابر

وأجابت دار الإفتاء بأن الصدقة عن الميِّت جائزة ومستحبة شرعًا ويصل ثوابها له، سواء أكان التصدق عن الميت في شهر رجب، أو في غيره من الشهور.

ولفتت الدار الي أن توزيع الصدقات في شهر رجب وغيره من الأوقات الفاضلة أرجى ثوابا، ولا حرج أيضًا في توزيع هذه الصدقات عند القبر أو في أي مكان يتوارد عليه المساكين والفقراء وذوو الحاجة؛ لأن الجواز يعمُّ جميع الأزمنة والأحوال والأماكن متى روعيت الضوابط والآداب، ويجب الالتزام مع ذلك بآداب زيارة القبور من عدم رفع الصوت، وكذا مراعاة المعايير الصحية والطبية في توزيع الصدقات إن كانت طعامًا أو شرابًا، ونحو ذلك.

ما حكم صيام يوم السابع والعشرين من شهر رجب؟


فيما ورد سؤال الي دار الافتاء يقول : ما حكم صيام يوم السابع والعشرين من شهر رجب؟ اقول النبي صلي الله عليه وسلم :  فإني اعتدتُ صيامه كل عام؛ تعبيرًا مني عن الفرح بما أنعم الله به على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الليلة المباركة.

وأجابت الدار بأن صيامُ يوم السابع والعشرين من شهر رجب فرحًا بما أنعم الله تعالى به على نبيه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم في هذا اليوم المبارك هو من الأمور المستحبة المندوب إليها والمرغَّب في الإتيان بها وتعظيم شأنها؛ وقد تواردت نصوص جماعة من الفقهاء على ذلك.