«ستار عينيها» قصة قصيرة للكاتبة الدكتورة إيمان سيد إسماعيل

الدكتورة إيمان سيد إسماعيل
الدكتورة إيمان سيد إسماعيل

 

سألته ذات يوم ان كان قد أحبها حقا

قال: لقد أصبحت آوى إليها .. ليست امرأة ككل نساء العالم .. هي الوحيدة الفريدة التي حينما أتطلع إليها أرى روحي تنصهر ربما أصير ذهبا خالصا أو نبع ماء عذب .. أشعر أنى أرتقى إلى درجة الروح الخالدة وأصير أشبه كائنات النور..  فأنا في محرابها أتطهر من كل الذنوب والآثام .. أعود كطفل يتعلم الحياة ..

 

كم هي جميلة وبريئة .. كم هي نقية الروح .. أنظر إلى وجهها فأرى نور القمر يلتقى بأشعةً الشمس الذهبية التي تنسدل على وجنتيها وفى عينيها ملكت لون السماء وعمق البحر .. كيف لتلك المعجزة أن تتحقق في كيان واحد .. أراها من نور .. أجلس بين يديها وكأنى ودعت ظلام الدنيا وذهبت معها إلى أقصى الجنان .. يمنحني عناقها دفء من نوع خاص .. وكأننا نلتقى فوق السحاب وكأننا نجوم متلألئة تشع أضواء مختلفة من حب وعشق وشوق وأحلام وتناغم .. حين أضع رأسي بين ذراعيها أشعر أنى تركت صخب العالم إلى حياة تمتزج فيها الراحة مع الأحلام ..

استسلم إلى ذلك العالم الذى تخلقه بحنانها وحبها .. عالم من ورود وأشجار .. عالم يبعد عن العالم آلاف العقود .. هي عالمي الخاص.. هي الروح والرياحين وزهر الياسمين .. هي رائحة الحب وطعم الجمال .. حين أراها اود ان أقول لها .. عانقني واصمتي .. فعناقك جنة والصمت عالم منفرد .. دعي شعورك يتكلم .. لغته ابلغ من الكلمات ..

لا تسألني يا صديقي إن كنت قد وجدت الحب .. إنها للحب معنى وحياة ومنهاج.

سألته : وأين هي الآن ؟

فأجاب: لازلت أتوارى خلف ستار عينيها يحميني من غدر الزمان وطعنات الأيام .. لازالت أجمل حلم يسكن خيالي وأبحث عنه بين الوجوه .. وأوقن أنى سألتقيها وتبدأ معها الحياة ..