«ميراث الجحيم» قصة قصيرة للكاتب وحيد صبري

الكاتب وحيد صبري
الكاتب وحيد صبري

 

ما هذا؟

إنَهُ الصوت الذي اعتدت سماعه من فترة في قبو المنزل  كل ليلة! حينها كنت أظن أنه صوت هرة أو ما شابه، لكن في هذه الليلة بالتحديد، سمعت صوت الصراخ يتعالى بشكل غريب ومخيف، الكل في المنزل يغط في نوم عميق، ألا يسمعون هذا الصراخ عجيب، سأنزل وألقي نظرة لكنه صوت مخيف جدا، إلهي ماذا عساي أن أفعل؟

 سأستجمع شجاعتي وآخذ معي مصباحي اليدوي، وهذه السكين أُخبئها في معطفي، وغالبا أنه سيكون صراخ قطط أو ما شابه سأخذ معي عصاي لكى أطرد هذه القطط من المنزل نعم سأطردها عندي عمل باكرا في الصباح وأريد أن أنام، وأخذت أنزل السلم في هدوء، لكن ما هذا كلما أنزل أكثر فأكثر ، يا إلهى رجلاي ثقيلتان جدا لا تستطيعان حملي، وقلبي يكاد أن ينخلع من مكانه، يا إلهى ما هذا الذى يحدث لي، فوصلت جاهدا إلى باب البدروم ووضعت المفتاح وفتحت الباب بصعوبة لأنه مغلق منذ سنوات طويلة، يا إلهى ما هذه الدماء التي تملأ الأرض سأخرج سريعاً لا بل سأبقى وفى لحظة تردد انغلق الباب فجأة والمفتاح في الخارج إذا لا مفر لابد أن أعرف ما هذا؟

 وانتهت خيوط الدماء إلى نهاية البدروم، فوجدت لوحة قديمة جداً تملأ الجدار مرسوم عليها بعض رؤساء حيوانات مخيفة ومنقوش عليها بعض الحروف الغريبة ومكان به فراغ وجه أيعقل هذا؟

حكاوي جدتي القديمة عن القبو.

وكنت أظنها هذيان أو بعض حكايات من ِكِبار السن، أهو يا إلهي اللوحة هي الباب الملعون الذي دخل إليه جدي ولم يستطيع الخروج، أغلق الباب الآن!

ماذا أفعل؟

ما هذه الأصوات التي تتعالى وتشبه الترانيم؟

يجذبني هذا الصوت مع ضوء اللوحة إليها دون إرادتي!

ما هذا تجذب اللوحة وجهي لمكان الوجه أنه نفس مقاس وجهي، وارتفاعه نفس طولي تمامًا يا إلهي!

تتداعى الأمور بسرعة!

انزاحت اللوحة ووجدت المكان تغير تمامًا! يا إلهي ما هذا مراسم استقبال من كائنات غريبة، لا إنسانية ولا جان مرعبة ومريبة حقاً!

الكل يرحب بي مرحباّ بأميرنا! أريد أن أنطق أنا لست أميركم ولا أستطيع النطق.

يسوقونني إلى رجل يجلس على كرسي ضخم يشبه كراسي الملوك.

من هذا الرجل؟  أعرف هذا الشبه جيداً.

إنه يشبه جدي!

الرجل: تقدم يا حفيدي العزيز أنا لم أمت.

أنا البشرى والطبيب الوحيد الذي اكتشف العلاج الچيني، والتأثير الروحاني وإتقان بعض التعاويذ وأعمال السحر المؤثرة والمسيطرة مُباشرةً على العقل، ولعلك جربت ذلك عندما اقتربت من اللوحة وأتقنت

كل شيء يمكن أن يخدم هدفي في تحويل البشر إلى أشباه آلات تخدم أهدافي وهذه مملكتي الخاصة من المحولين، وآن الأوان لتكون عوناً لي وولى عهدي!

لكن يا جدي أنا لا أريد.

الجد: لا تقل هذا.

هؤلاء لابد أن يجدوا كبيراً لهم يأتمرون بأوامره ولابد أن نكون نحن أسياد هذا العالم.

وما هدفك يا جدى؟

السيطرة السيطرة على كل العالم والبشر وأكون أنا السيد الوحيد ههههههه.

: أَتَعْلم يا حفيدي حيات هؤلاء المحولين مرتبطة بي لذلك أمن مكرهم والغدر بي.

ولذلك فضلتُ مجيئك لترث تركتي هذه وتكون عوناً لي، ويكون بقائهم مرتبط بك أيضاً لأنك الوحيد الذي تحمل صفاتي وتشبهني چينياً.

: لا يا جدي لن أفعل ذلك أبداً.

الجد: ليس لديك خيار يا حفيديـ، فقد أعددت كل شيء من أجل هذا اليوم وستكون كما أُحب أنا وأُريد فأنا أعرف مصلحتك أكثر مِنك.

فقلت لَهُ: أريد أن أقول لك سراً يا جدي ولكن في إذنك إذا سمحت.

: اقترب يا حفيدي وولى عهدي.

اقتربت منه وما أن أصبحت بجواره.

أمسكت بالسكينة التي كُنت أخبئها في معطفي وطعنته طعنة نافذه في قلبه.

فقال جدي وهو يصارع الموت: لما يا حفيدي؟

فأجبت: لست قاتلاً ولن أكون إحدى الدُمى الخاصة بك يكفي أن أبى لقى مصرعه بسبب طمعك وتجاربك القذرة.

الأرض قد ابتلعت مرضى نفسيين ومُتكبرين كُثر مِثلك، وستبتلعك أنت أيضاً.

فسقط الجد وكل من في المكان من المُحَوَلين يأنون وجعاً فمات الجد ومات جميع المُحَوَلين المرتبطة حياتُهم به. ولكن صوت غريب عبر مُكبرات صوت ما هذا ؟

تسجيل صوتي للجد يردد في المكان.

الجد: رسالتي لك يا حفيدي لن تسمعها إلا إذا غدرت بي سينهار كل شيء الآن وسنموت معاً.

وبدأ كل شيء بالانهيار وانتهى كل شيء.