عُثرعلى "سرج جلدي قديم" في قبر فارسة صينية من خلال علماء الآثار، بعمر وهوية مالكه، منذ 2700 عام مضت.
ودُفنت راعية كانت تعيش في المناطق القاحلة في شمال غرب الصين في معطف مصنوع من جلود الحيوانات، وسراويل صوفية، وأحذية جلدية، كانت ترتدي ملابس الركوب، ودُفنت أيضًا مع سرجها الجلدي.
وتم العثور على هذا السرج في مقبرة يانغهاي بالقرب من توربان ويعود تاريخه إلى ما بين 700 و400 قبل الميلاد، وهو الأقدم الذي تم العثور عليه حتى الآن، وهو يتحدى الافتراضات حول من كان يستخدم هذه المعدات ولأي غرض.
وكان هذا الاكتشاف "مفاجأة"، وفقا لباتريك فيرتمان من جامعة زيورخ، المؤلف الرئيسي لدراسة السرج، التي نشرت في مجلة البحوث الأثرية في آسيا ، تعتبر اكتشافات السرج نادرة، حيث أن مكوناتها العضوية تتحلل في كثير من الأحيان، توجد أنواع أخرى من معدات الخيول، مثل اللجام واللقم، أكثر شيوعًا، ولكنها لا تشير بالضرورة إلى استخدام السرج.
السروج الأولى؟
حتى اكتشاف يانغهاي، كانت أقدم السروج المعروفة تنتمي إلى ثقافة بازيريك، المتمركزة في منطقة ألتاي في كازاخستان وروسيا شمال يانغهاي وتوربان، على الرغم من أن سروج بازيريك يرجع تاريخها بشكل غير مباشر إلى القرن الخامس قبل الميلاد، فقد اعتبر فيرتمان أن ثقافة بازيريك كانت رائدة في استخدام السرج قبل قرون.
وقال: "ربما تم إدخال ركوب الخيل إلى شمال غرب الصين من منطقة "بازيريك"، ومن المحتمل أن السروج وصلت أيضًا بهذه الطريقة"، ومع ذلك، حتى يتم العثور على مثل هذه العينات السابقة أو يتم إعادة تأريخ سروج القرن الخامس قبل الميلاد وتبين أنها أقدم ، يعتبر سرج يانغهاي هو الأقدم في العالم الذي تم اكتشافه حتى الآن.
مقاعد مريحة
يوفر سرج يانغهاي، الذي يحافظ عليه المناخ الجاف للمنطقة، رؤى غنية حول تكنولوجيا ركوب الخيل المبكرة والمجتمع الذي أنشأها، تم خياط جلودها ذات الشكل المجنح، المليئة بمزيج من القش وشعر الغزلان وشعر الإبل، معًا على طول الحواف الخارجية وفصلها بقسم بدون حشو (يُعرف باسم المريء)، مما خفف الضغط على العمود الفقري للحصان.
وقال فيرتمان إن ظهور مثل هذه التصاميم يكشف عن "الاهتمام المتزايد براحة وسلامة الفارس وصحة الحصان"، لقد أتاحت الراحة الأكبر السفر لمسافات أطول، وزيادة التفاعل مع مختلف الأشخاص، تشير دراسة ويرتمان إلى أنه "على عكس الاكتشافات الأحدث من مدافن النخبة السكيثية ، كان هذا السرج المبكر مصنوعًا من مواد غير مكلفة وتستخدمه امرأة عادية"، "ومع ذلك فهي شهادة على نفس الإتقان في الصنعة."
متى بدأ الناس في ركوب الخيل ومتى بدأوا في استخدام السروج هي مواضيع محل نقاش كبير، تشير إحدى الدراسات إلى أن ركوب الخيل نشأ في ما يعرف اليوم برومانيا وبلغاريا والمجر حوالي 3000 قبل الميلاد، وفي القرون التي سبقت ظهور السرج، كان راكبو الخيل يركبون بدون سرج أو يجلسون على الحصير أو البطانيات.
كما أن سرج يانغهاي يهز الافتراضات القائلة بأن سروج ركوب الخيل كانت تستخدم من قبل الرجال فقط للأغراض العسكرية، وقال فيرتمان: "إن اكتشاف هذا السرج داخل قبر امرأة يشير إلى أن النساء شاركن في الأنشطة اليومية للرعاة، والتي شملت الرعي والسفر".
تعتبر الخيول والفرسان من المواضيع الشائعة في الفن الصيني القديم، اثنان من أقدم الخيول هما خيول برونزية من 1191 إلى 1148 قبل الميلاد، يرتديان حصائرًا بسيطة بدلاً من السروج، مرآة برونزية يعود تاريخها إلى الفترة من 770 إلى 256 قبل الميلاد تظهر راكبًا مزخرفًا على حصان بسرج مشابه لذلك الموجود في يانغهاي.
تعد سروج خيول الفرسان المصنوعة من الطين من سلالة تشين الشهيرة (246 إلى 208 قبل الميلاد) أكثر تطورًا، وتشبه التصميم السكيثي، وربما تكون التماثيل الصغيرة الأكثر شهرة وملونة هي التي صنعت خلال عهد أسرة تانغ (618-907 م)، بحلول هذا الوقت، غالبًا ما تظهر بطانيات السرج والركاب.
