يجعلها أرضًا خصبة لأصحاب الفكر المتطرف|

 طلب إحاطة يكشف.. 80 ألف مسجد بها عجز في الأئمة

النائب أحمد عبد السلام قورة والدكتور محمد مختار جمعة- وزير الأوقاف
النائب أحمد عبد السلام قورة والدكتور محمد مختار جمعة- وزير الأوقاف

كشف طلب إحاطة تقدم به النائب أحمد عبد السلام قورة- عضو الهيئة البرلمانية لحزب حماة الوطن بمجلس النواب، عن وجود نحو 80 ألف مسجد على مستوى الجمهورية من المساجد الخاضعة لولاية وزارة الأوقاف، بهم عجز في الأئمة والوعاظ والواعظات والعمال؛ الأمر الذي يجعل من ذلك أرضا خصبة لنشر الفكر المتطرف، بسبب ترك الاماكن الشاغرة بسبب العجز بيئة لأصحاب الأفكار المتطرفة والهدامة، بالرغم من توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي- رئيس الجمهورية بتجديد الخطاب الديني لمحاربة المفاهيم والأفكار الغير سوية ومواجهة الفكر المتطرف والإرهاب، وهو ما حذر منه مقدم طلب الإحاطة، وأوضح من خلاله مخاطر  سد عجز الأئمة والخطباء بالمساجد وتركها لأصحاب الفكر المتطرف.

عائدات الوقف الخيري

وطالب النائب أحمد قورة، في طلب الإحاطة الذي تقدم به إلي الدكتور المستشار حنفي جبالي- رئيس مجلس النواب لإحالته إلى الدكتور مصطفى مدبولي-رئيس مجلس الوزراء والدكتور محمد مختار جمعة- وزير الأوقاف، بشأن سد عجز الأئمة والخطباء والعمال والواعظات بالمساجد، بفتح الباب أمام شغل هذه الوظائف في حدود نسبة 20 ٪ ، كمرحلة أولى ولو عن طريق التعاقد مع تدبير الموارد المالية اللازمة واستغلال عائدات الوقف الخيري المخصصة لهذا الغرض، في ظل الفراغ الذي يعاني منه قرابة 80 ألف مسجد من المساجد الخاضعة لولاية وزارة الأوقاف، بسبب الفراغ الذي سببه العجز الملحوظ في عدد الأئمة والخطباء والعمال والواعظات الذين تحتاج إليهم هذه المساجد على مستوى الجمهورية.

اقرأ أيضًا | أوقاف البحيرة: انطلاق قافلة دعوية مكبرة بمركز المحمودية | صور

خاوية على عروشها من علماء الدين

وقال "قورة" في طلب الإحاطة: إن تلك المساجد أضحت خاوية على عروشها من علماء الدين ودعاة الوسطية ومن يقوم على خدمة هذه المساجد ونظافتها وتهييئها لاستقبال المصلين، بفعل إحجام وزارة الأوقاف عن اتخاذ التدابير اللازمة لسد هذا العجز الملموس، فخلت هذه المساجد من العمال الذين يخدمونها ويهيئونها لاستقبال المصلين والعمل على تنظيفها.

كما خلت ممن يؤم الناس ويرشدهم ويخطب فيهم عن تعاليم الدين الحنيف مقتفيا في ذلك المنهج الوسطي المعتدل الذي يتبناه الأزهر الشريف، والذي كفل حماية الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي على مدار مئات السنين.

فتح الباب أمام غير المختصين

وأضاف: أنه بسبب هذا العجز الصارخ تم فتح الباب أمام غير المختصين وغير المؤهلين للفُتْيَا وإمامة الناس؛ للتصدي لإدارة شئون المساجد وتوجيه روادها من غير اختصاص أو دراية أو فقه معتمد، وهو ما يهدد بخطر قد يتعذر تداركه مستقبلاً، لا سيما وأن المساجد لا يخفى دورها في التوجيه والإرشاد وتقويم السلوك الاجتماعي.

النهوض بالدور التربوي والديني

ولفت النائب أحمد عبد السلام قورة، إلى أنه أمام هذا الخطر الذي يهدد قيم المجتمع، فإنه يحتم على وزارة الأوقاف سرعة اتخاذ ما يلزم نحو توفير وتدبير الاعتمادات المالية لتعيين نسبة من الأئمة والخطباء والواعظات والعمال على وظائف دائمة، مع تدبير موارد مالية أخرى من عائدات الوقف الإسلامي المخصص للإنفاق منه على العلماء وأئمة المساجد وعلى أعمال المساجد ونظافتها لتمويل التعاقدات التي تبرمها الوزارة لسد العجز، لحين توفير درجات مالية دائمة للأئمة والخطباء والواعظات والعمال؛ وذلك حتى يتسنى للوزارة وأجهزتها ومديرياتها الدعوية، أن تنهض بالدور التربوي والديني المعهود به إليها من قبل الدولة، وأن تضع خطط وسياسات الدولة والقيادة السياسية وبرامجها لتجديد الفكر والخطاب الديني موضع التنفيذ الفعال والحيلولة دون سيطرة أصحاب الفكر المتطرف غير المعتدل على المساجد صيانة للخطاب الدعوي، الإسلامي والنأي به عن موجات الانحراف.