أضواء

إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية

عبدالله حسن
عبدالله حسن

على مدى يومين شاهد العالم على الهواء مباشرة محاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية فى لاهاى على ارتكابها جرائم الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى فى غزة وخان يونس ورفح وغيرها من المدن الفلسطينية، المحكمة عقدت جلساتها بناء على طلب من دولة جنوب إفريقيا التى عانت من جرائم الإبادة الجماعية على أيدى الاحتلال البريطانى واعتقال ثوار المقامة للإحتلال وعلى رأسهم الثائر الإفريقى نيلسون مانديلا الذى سجن لمدة ٢٧ عاما وحين خرج من السجن بعد زوال الإحتلال انتخب رئيسا للبلاد وقاد حملة للدفاع عن حقوق الإنسان ومقاومة الإحتلال ودعم الشعب الفلسطينى فى كفاحه ضد الإحتلال الإسرائيلى، ومن هذا المنطلق تحركت حكومة جنوب إفريقيا ورفعت قضية أمام محكمة العدل الدولية لمحاكمة إسرائيل لارتكابها جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقى ضد الشعب الفلسطينى على مدى ثلاثة أشهر حتى اليوم قتلت خلالها أكثر من ٢٥ ألف فلسطينى معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن بالإضافة لأكثر من ستين ألف مصاب بإصابات مختلفة وسبعة آلاف مفقود تحت الأنقاض، وتحدث ممثلو جنوب إفريقيا عن معاناة الشعب الفلسطينى  من ممارسات الاحتلال الإسرائيلى على مدى ٧٥ عاما من قهر وتعذيب وانتهاك لأبسط حقوقهم الإنسانية، كما عرضوا لقطات تسجيلية لتدمير المدن الفلسطينية ولمسئولين إسرائيليين يؤكدون خلالها نيتهم  لمواصلة قتل الفلسطينيين ويرفضون أى محاولات لوقف إطلاق النار حتى  ينتهوا من مهمتهم فى الإبادة الجماعية للفلسطينيين وتهجير باقى السكان قسريا إلى خارج البلاد وتنتهى بذلك القضية الفلسطينية إلى الأبد.

وكان موقف مصر القوى الذى أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى اليوم الأول لهذا العدوان الإسرائيلى على الفلسطينيين بأن مصر ترفض تسوية القضية الفلسطينية على حسابها أو أى دولة أخرى بتهجير الفلسطينيين قسريا إلى خارج بلادهم وأن إحلال السلام لن يتم إلا بحل القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧ . 

ولعل جلسات محكمة العدل الدولية وإدانتها لإسرائيل تكون رادعا لها وبداية لمحاكمة المسئولين الإسرائيليين عن هذه المجازر وفى نفس الوقت بداية لحل القضية الفلسطينية نهائيا.