«رغمًا عنكم».. قصة قصيرة للكاتب سيد جعيتم

سيد جعيتم
سيد جعيتم

 طلق ناري دوى في أقصى شمال البلاد، سقط على إثره قتيلٌ.

 يعم الفرح القرية في جنوب مصر، يومين ويتم زفاف زينة الشباب رضوان المرزوقي على الجميلة شاهندة صديق.

وصل الخبر - ( صابر المرزوقي، قتل شوقي صديق)- أسرة القاتل والقتيل هاجروا من القرية من أكثر من خمسين عامًا، وانقطعت أخبارهم،  كبرى نساء عائلة صديق، نادت:

ـ الثأر يا صديقيه.

تصدرت الأسلحة المشهد، انقلب الفرح لمأتم، أُغلقت الأبواب في وجه رضوان.

رفض رضوان التخلي عن حب عمره، قال أبوه:

ـ لا تضع رؤوسنا في التراب .

 حاول مٍرارّا، نبذتهُ العائلتين، سكنت رصاصة  صدره.

 ذهبت رغبتها في الحياة،  تراهُ، يحدثُها،  تأكل وتشرب من يده.

 الجفاف أصاب روحها، يغذونها من وريدها، حار الطبيب النفسي في فقدها النطق والبصر.

  نحيب أمها وبكاء أبيها يمسان شغَافَ قلبها، تُحاولُ طمأنتهم، صوتها لا يغادرها.

ارتدت ثوب الزفاف الأبيض، مد يده بُوردةٍ بيضاء، شعرت بحلاوة قُبلته على جبينها

تستحثهم للإسراع.

يصحبها للسماء، تزفهم دقات الدفوف وزغاريد الحور، عبر بأحمل كلمة:

ـ أحبُك.

ـ وأنا أحبُك.

  سقاها عسلًا من خمر  الجنة:

 التفتا للأرض يودعون المشيعين.