التوتر يشتد بين ألمانيا والاتحاد الأوروبي بشأن تمويل أوكرانيا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

انتقد المفوض الأوروبي تييري بريتون ألمانيا لإعلانها خطة لتسليح أوكرانيا دون المرور عبر آلية نقل الأسلحة المشتركة للاتحاد، علاوة على ذلك، أضاف المفوض، أن جهود برلين الواضحة لإشراك دول أخرى في خطتها للتحرك بمفردها وتجنب بروكسل "لم تخدع أحداً".

وفي حديثه في مؤتمر صحفي في لوكسمبورج الأسبوع الماضي، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز أن حكومته ستقدم أكثر من 7.6 مليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا هذا العام، أي أكثر من ضعف المبلغ المخصص أصلاً في ميزانية ألمانيا لعام 2024.

كما دعا شولتز "حلفاء ألمانيا في الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز جهودهم" لدعم كييف، وهي ملاحظة قال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي لصحيفة التلغراف إنها تستهدف على الأرجح فرنسا، التي تتضاءل تبرعاتها لأوكرانيا مقارنة بتبرعات ألمانيا.

وقال بريتون للصحفيين في باريس يوم الاثنين "اليوم نرى أن ألمانيا تحاول التحرك منفردة، ولم تخدع أحدا، وتحاول على وجه الخصوص التوقف عن دعم مرفق السلام الأوروبي".

مرفق السلام الأوروبي (EPF) هو صندوق مشترك بقيمة 12 مليار يورو يستخدمه الاتحاد الأوروبي للتمويل المشترك للجيوش الأجنبية وتعويض أعضائه الذين يرسلون أسلحة إلى صراعات خارجية. وقد استفادت فرنسا على نطاق واسع من هذا المخطط حيث ساهمت بمبلغ 544 مليون يورو في المساعدات الثنائية لأوكرانيا منذ فبراير 2022، في حين أرسلت ألمانيا مساعدات عسكرية ثنائية أكبر بنحو 40 مرة ــ 17.1 مليار يورو ــ في نفس الفترة.

صرح مسؤولون أوروبيون لصحيفة بوليتيكو يوم الاثنين بأن ألمانيا تشعر بالإحباط تجاه فرنسا لاستخدامها صندوق حماية الطوارئ لاستبدال الأسلحة التي تم التبرع بها لكييف من مخزوناتها الخاصة بدلاً من شراء الأسلحة من صناعتها الدفاعية المتطورة وإرسالها بشكل ثنائي.

وذكر الموقع الإخباري أن دبلوماسيين ألمان جادلوا أيضًا بأن مساهمات برلين في صندوق حماية الطوارئ يجب أن تنخفض بسبب حجم المساعدات العسكرية التي أرسلتها إلى أوكرانيا خارج المخطط.

ومن وجهة نظر كييف، فإن صندوق الحماية الأوروبي يشكل مصدراً أقل موثوقية للمساعدات العسكرية من التحويلات المباشرة من الدول الغربية الفردية. ويمكن للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أن تستخدم حق النقض ضد حزم المساعدات العسكرية من الصندوق، كما فعلت المجر في مناسبات متعددة، بحجة أنه من الأفضل إنفاق الأموال في مكان آخر. وفي حين أن سقف الصندوق يبلغ 12 مليار يورو، فإن أقل من نصف هذا المبلغ تم استخدامه لشراء أسلحة مشتركة لأوكرانيا.

وتُعَد ألمانيا ثاني أكبر دولة تقدم المساعدات العسكرية لأوكرانيا على مستوى العالم، بعد الولايات المتحدة فقط. ومع ذلك، مع معاناة اقتصاد البلاد من ارتفاع تكاليف الطاقة في أعقاب قرار شولتز بحظر واردات الوقود الروسية، ومع عدم وجود حل في الأفق لعجز الميزانية البالغ 17 مليار يورو، تراجعت موافقة المستشارة.

وأظهر استطلاع أجراه معهد استطلاعات الرأي INSA في وقت سابق من هذا الشهر خسارة شولتس أمام جميع منافسيه الرئيسيين في انتخابات افتراضية، بينما يريد 64% من الألمان أن يستقيل من منصبه.