بقلم واعظة

وبدأ السباق

أمل محمود أبوعيطه منطقة وعظ جنوب سيناء
أمل محمود أبوعيطه منطقة وعظ جنوب سيناء

ونحن فى رحاب مفتاح مواسم الخيرات ألا وهو شهر رَجَبَ «رجب الأصب» وسمى بذلك لأنه يصب فيه الخير صبًا صبًا؛ فهو أحد الأشهر الحرم التى عظمها الله عز وجل وخصها بالذكر فى كتابه الكريم فقال تَعَالَى: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾ ، وجاءت السنة النبوية لتبين لنا وتفصل هذه الأشهر؛ فعن أَبى بَكْرَةَ نُفَيْعِ بنِ الحارثِ رضى الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّه السَّماواتِ والأَرْضَ: السَّنةُ اثْنَا عَشَر شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُم: ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقعْدة، وَذو الْحجَّةِ، والْمُحرَّمُ، وَرجُب مُضَر الَّذِى بَيْنَ جُمادَى وَشَعْبَانَ) فلماذا خص الله عز وجل هذه الْأَشْهُرَ الأربعة بالذكر! خَصَّ اللَّهُ عز وجل هذه الْأَشْهُرَ الأربعة بِالذِّكْرِ، وَنَهَى عَنِ الظُّلْمِ فِيهَا تعظيما وتَشْرِيفًا لها، وَإِنْ كَانَ الظلم مَنْهِيًّا عَنْهُ فِى كُلِّ وقت وزمَانِ. والمقصود بظلم النفس هنا نوعان:

ارتكاب المعاصى والذنوب وما حرم الله فهذا للنفس وظلم النفس بالغفلة عن الطاعات واغتنام مواسم الخيرات فعن حبر الأمة وترجمان القرآن سيدنا عبدالله ابن عباس رضى الله عنهما قال: فى تفسير قوله تعالى: (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) فلا تظلموا أنفسكم فى كلهن، ثم اختص من ذلك أربعة أشهر، فجعلهن حرمًا، وعظم حرماتهن، وجعل الذنب فيهن أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم، فلنعظم ما عظم الله ولنتسابق ولنطرق أبواب الخير جميعها، ونتاجر مع الله عز وجل بالقرآن، ونتغلب على صدأ القلوب بالذكر، ونعالج شح النفس بالصدقة والإنفاق فى سبيل الله، ولنهجر المضاجع ولنتعرض لظمأ الهواجر، ولنُحسن النوايا والأخلاق وليكون لنا حظًا ونصيبًا ممن امتدحهم الله عز وجل فى كتابه فقال: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (السجدة: آية ١٧، ١٦) فلنقتدى بالسلف الصالح وحرصهم على فِعلِ جَميعِ الطَّاعاتِ وهمتهم العالية فى طرق كل أبواب الخير وكل عام وأنتم بخير.