بدون تردد

حقيقة تستوجب الانتباه

محمد بركات
محمد بركات

هناك حقيقة لافتة للانتباه طفت على سطح الأحداث خلال الثلاثة شهور الماضية، منذ بدء حرب الإبادة الشاملة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى وحتى الآن.

هذه الحقيقة تستوجب الانتباه والتسجيل نظراً لتأثيرها الجسيم على مسار الحرب ودلالتها البالغة، التى يجب الاهتمام بها ووضعها موضع الاعتبار.

وتلك الحقيقة تؤكد لنا جميعاً أن الولايات المتحدة الأمريكية هى صاحبة القول الفصل فى وقف أو استمرار إسرائيل فى عدوانها الوحشى واللاإنسانى على قطاع غزة، وإنها تستطيع إن أرادت وقف المذابح والمجازر الإسرائيلية الدائرة هناك دون رادع طوال ما يزيد على المائة يوم حتى الآن.

وفى ظل ذلك بات واضحاً لنا ولكل العالم، أن الولايات المتحدة هى التى أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لتصعيد حربها الإرهابية على غزة،...، وإنها هى الداعمة والمساندة لها دون قيد أو شرط، وإنها هى التى رفضت ولاتزال ترفض إصدار قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق للنار ووقف المذابح.

ليس هذا فقط بل قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل، كل ما تحتاجه من أسلحة وذخائر وقنابل وصواريخ وكل ما يلزم من وسائل الدمار الشامل لاستخدامها فى حرب الإبادة والتدمير الإسرائيلية على قطاع غزة.

كما قدمت لها أيضا وفوراً كل الدعم المالى الذى يمكن أن تحتاجه للقيام بالمذابح وحرب الإبادة،...، والأكثر من ذلك أنها شاركت فى مجالس الحرب الإسرائيلية، التى أعدت وخططت للحرب، وحضر رئيسها ووزيرا دفاعها وخارجيتها هذه المجالس، كما أمدت إسرائيل بقوات خاصة للمشاركة فى العمليات.

وفى ظل ذلك تدور رحى الحرب والعدوان الإسرائيلى الغاشم واللاإنسانى على الشعب الفلسطينى، منذ السابع من أكتوبر الماضى وحتى الآن، وتدور عمليات القصف والقتل والدمار، للنساء والأطفال والشيوخ وللمساكن والمبانى، ولكل صور الحياة فى قطاع غزة، الذى تحول إلى حطام وركام ومقابر على مرأى ومسمع ومتابعة من عيون وآذان العالم كله والولايات المتحدة على وجه الخصوص، دون تحرك فاعل وجاد لوقف إطلاق النار وتوقف العدوان.

وكل ذلك يدفعنا إلى القول بأن الضرورة تقتضى، مواصلة التحرك الجمعى العربى والإسلامى والدولى للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية بكل السبل والوسائل المتاحة والممكنة،...، وخاصة بلغة المصالح التى تربط هذه الدول بالولايات المتحدة اقتصادياً وسياسياً، لدفعها للقيام بدورها لوقف العدوان الغاشم والهمجى واللاإنسانى الذى دخل شهره الثالث دون رادع أو مانع، وسط حالة غير مسبوقة من العجز الدولى وموت الضمير الإنسانى.