هانى شنودة: الموسيقى حياتي ومستمر في العزف حتى النهاية

عمرو دياب والموسيقار هانى شنودة
عمرو دياب والموسيقار هانى شنودة

أيقونة فنية، وظاهرة عصره، لقبه عشاقه من الجمهور والمطربين بعراب الفن، خاصة أن موسيقاه أقرب إلى لوحة إبداعية تحمل كثيرا من المعانى الجمالية، فتأسر القلوب، وتطرب الأذن، فقد كان سببا فى سطوع عدد لا بأس به  من المطربين الكبار وبزوغ نجمهم، إنه الموسيقار هانى شنودة، الذى يعد حالة موسيقية فريدة من نوعها، والذى أسر قلوب جمهوره مؤخرا وكعادته بعد عودته من خلال موسيقى مسلسل حالة خاصة التى كانت حديث الصباح والمساء  للسوشيال ميديا».

 كشف هانى شنودة عن كثير من التفاصيل عن العمل وسر تدخل عمرو دياب فى اختياره.

كيف وجدت ردود الفعل على موسيقى مسلسل «حالة خاصة» بعد عرضه بمنصة واتش ات؟

تلقيت عددا من ردود الفعل الإيجابية عن الموسيقى التصويرية بالعمل، ولعل أكثر ما أعجبنى فيها أنها تتماشى مع العمل ومناسبة لدرجة كبيرة للحالة التى يقدمها المسلسل، وكنت سعيدا بما تلقيته من آراء إيجابية من الجمهور، لأنها جاءت بعد فترة من عدم المشاركة فى الموسيقى التصويرية للأعمال الفنية، وسعدت أيضا بالتعاون مع فريق عمل المسلسل، الذى يقدم للجمهور عملا مختلفا عن السائد، ويحمل قضية مهمة وهى مرض التوحد.

اقرأ أيضاً| وديع مراد في حفل غنائي للمرة الأولى في مصر

وما سبب عدم مشاركتك فى تقديم الموسيقى التصويرية فى الأعمال الفترة الماضية؟

كان هناك اعتقاد خاطئ لدى كثير من صناع الأعمال، وهو أننى توقفت أو اعتزلت الموسيقى التصويرية، وهى شائعة سخيفة لا أعلم مصدرها، وهى عار تماما عن الصحة، لأنى لم أعتزل تقديم الموسيقى التصويرية، وأعمل حتى آخر نفس فى حياتى بالموسيقى، وأتصور أن هذه الشائعة السبب الرئيسى فى ابتعادى عن الساحة والمشاركة فى الأعمال الفنية، وأنا ليس من مبادئى الاعتزال أو التوقف لأنى أرى المبدع لا يعتزل مادام قادرا على العطاء. 

ولكن كيف شاركت فى مسلسل «حالة خاصة»؟

كان فريق عمل المسلسل استعان ببعض أغانى فرقة «المصريين» التى أنشأتها، وكان يتحدث المنتج طارق الجناينى مع عمرو دياب ويحكى له تفاصيل العمل وفكرته، وطرح عمرو دياب على المنتج الاستعانة بى فى العمل، لكن بسبب هذه الشائعة لم يحدثونى فى البداية، وقال المنتج ل «عمرو دياب» هل من الممكن أن نستعين بالموسيقار هانى شنودة فى مسلسل «حالة خاصة»، وخاصة أننى أعلم أنه لم يقدم الموسيقى التصويرية منذ فترة طويلة، وكان رد عمرو دياب له تواصل معه، واعرض عليه الفكرة وهو لن يمانع، وكل ما يتردد عنه غير صحيح، وبالفعل حدثنى طارق الجناينى والمخرج عبد العزيز النجار والمؤلف مهاب طارق وجلسنا معا، واتفقنا على وضع الموسيقى التصويرية للعمل، وأنا أوجه الشكر الى عمرو دياب، الذى ساعدنى فى وضع حد لهذه الشائعة، كان سببا فى مشاركتى بهذا العمل المختلف.

ومن السبب فى خروج مثل هذه الشائعة؟

هذه الشائعة لا تعنينى، ولا أفكر فيها أو فى مروجها، أحب عملى وأجتهد فيه باستمرار، ولم أفكر أيضا فى الرد على هذه الشائعة يوما ما، كل ما يهمنى العمل، لأننى إذا توقفت عن هذه الشائعة تنال منى، الموسيقى حياتى، ومستمر فى العزف حتى النهاية، خاصة أن فى القرآن قال الله فى كتابه العزيز «قل اعملوا»، وهو فعل أمر صريح.       

كيف جاءت فكرة الموسيقى بمسلسل «حالة خاصة»؟

وجدت نفسى أمام ثلاثة عناصر مهمة فى هذا العمل حتى أتمكن من التعبير عنهم بالموسيقى، الأول أن بطل العمل مريض بالتوحد، وهذا المرض به كثير من التفاصيل، وكنت حريصا على المعرفة به، أما العنصر الثانى وهو تحد بالنسبة لى، حيث من المعروف عن طه دسوقى أنه كوميديان، وعندما يقدم دورا مثل مريض التوحد، وهى شخصية جادة كان أمرا صعبا بالنسبة لى، أما الثالث كيف يمكن التعبير عن هذه الشخصية الصعبة، ولذلك استعنت بمطربة سوبرانو كآلة وسط الأوركسترا حتى يمنح للموسيقى عمقا إنسانيا، ويعبر عن حالة مريض التوحد المليئة بتفاصيل كثيرة منها الابتعاد عن الضوضاء، والذكاء الحاد، عدم الاتزان فى بعض الأمور، وكانت هذه العوامل مثلت حيرة بالنسبة لى حتى وصلنا إلى المراد.

هل كان من الضرورى قراءة سيناريو العمل قبل وضع الموسيقى التصويرية؟

قرأت السيناريو، كما شاهدت أولى حلقات المسلسل، وكان هناك عدد من التجارب الموسيقية للعمل، حتى وصلنا فى النهاية إلى الموسيقى المناسبة له، ووضعنا تتر البداية والنهاية، فكان هناك عدد من التجارب، خاصة أن هذا العمل مهم، وبرغم من أنه مكون من 10 حلقات فإن به دسامة تضاهى مسلسلات 30 حلقة، وهذا استغرق وقتا طويلا حتى وصلنا إلى الموسيقى النهائية المناسبة للعمل، وإن كنت أرى أن الفنان لا يسأل عن الوقت، لأن الإبداع الحقيقى غير مرتبط بالوقت لكنه مرتبط بالاستمرارية حتى بعد رحيل المبدع.

كيف ترى اعتماد المسلسل على أغانى فرقة «المصريين» التى قمت بتأسيسها وارتبطت بها أجيال كثيرة؟

أمر أسعدنى، خاصة أن هذه الأغانى مع التغير التكنولوجى الذى طرأ على الساحة الغنائية، ربما كان من الصعب تقديمها مجددا، وعند معرفتى وسماعى للأغانى التى اختارها فريق العمل، كانت سببا فى موافقتى على العمل، أرى أنه نوع من التقدير الى جميع أعضاء فرقة المصريين، وهى أيضا لمسة وفاء لمن رحلوا من الفرقة مثل تحسين يلمظ وممدوح قاسم، وهذا كان أيضا دافعا لى بالمشاركة فى العمل كنوع من الوفاء لهم، وأننى لن أنسى هذه الفرقة التى ساهمت فى نجاح عدد كبير من المطربين، وضمت فى أعضاء الفرقة أيضا عددا من المواهب وهم منى عزيز وإيمان يونس وعمر جوهر، وكان فريق العمل حدثنى قبل أن أشارك فى العمل عند الاستعانة ببعض أغانى فرقة «المصريين» التى قمت بتأسيسها فى عام 1977، ووجدتها خطوة إيجابية لعرض موسيقى فرقة المصريين مجددا بالساحة الفنية.

كيف وجدت الاستعانة بموسيقى فيلم «شمس الزناتى» فى إحدى الإعلانات لنادى ليفربول؟

سعدت بهذا الأمر كثيرا بعيدا عن فكرة الحقوق الأدبية، لأن معنى الاستعانة بموسيقى «شمس الزناتى» فى ليفربول أن موسيقاى تصل إلى العالمية، وأنا الغرب مستمع جيد لها، وهو فى حد ذاته أمر إيجابى ويسعدنى كثيرا، خاصة أننا كعرب نستحق أن تصل موسيقانا الى الغرب، ويفتنون بها، خاصة أن هذه الموسيقى تحمل كثيرا من المعانى الإنسانية، وهو ما يساهم فى انتشارها فى الغرب.

كيف ترى حفل هانى شنودة الذى أقيم فى السعودية وحضره نخبة كبيرة من النجوم على رأسهم عمرو دياب ومحمد منير؟

هذا الحفل ليس له مثيل فى أى بلد آخر، وأتصور أن من الصعب أن تجمع كل هؤلاء المطربين فى حفل واحد على رأسهم عمرو دياب ومحمد منير، كما شاركت أنغام، وحضر أيضا أحمد عدوية على كرسى متحرك، وهو ما ينم عن حرصه الشديد للمشاركة فى حفل يحمل اسمى، كما شاركت فرقة كايروكى، وكل هذا الحب سعدت به كثيرا، وأعادنى هذا الحفل لعديد من الذكريات التى لا تنسى فى تاريخى الموسيقى، وتذكرت كثيرا من المواقف الصعبة فى حياتى والمواقف السعيدة أيضا، وتذكرت أيضا تعاونى مع هؤلاء المطربين الكبار سواء دياب أو منير أو أنغام أو عدوية وغيرهم.