اللصوص اختطافوا رضيعة تاجر أسيوط الثرى .. وطلبوا فدية مليون جنيه

الطفلة الرضيعة
الطفلة الرضيعة

حبيبة‭ ‬جمال

 ثلاثة لصوص معدومي الضمير، لم يكفهم أنهم اقتحموا بيتًا لسرقته، لكن عند فشلهم في العثور على أي أشياء ثمينة داخل المنزل سوى 800 جنيه فقط؛ قرروا عدم مغادرة البيت وأياديهم خاوية؛ فاختطفوا ابنة صاحب المنزل، الطفلة الرضيعة التي لم يتعد عمرها شهرين، ليساوموه عليها بفدية مليون جنيه لإعادتها.. لكن المباحث أفشلت مخططهم الإجرامي ونجحت في تخليص الطفلة من أيديهم وألقت القبض عليهم، هكذا تورطوا بغباء في جريمة لا تقل عقوبتها عن عشر سنين سجنًا بعد أن كانت أقصى عقوبة لها لا تتجاوز الـ 3 سنين سجنا.. تفاصيل مثيرة نسردها في السطور التالية؛ بداية من لحظة ارتكاب الواقعة وحتى نجاح رجال المباحث في تحرير الطفلة وصولا لحكم المحكمة الرادع

القصة بدأت في قرية تاسا، التابعة لمركز ساحل سليم، بمحافظة أسيوط، داخل بيت كبير تعيش أسرة حسين، تاجر كبير بالقرية،  معروف بين أهل قريته بالأخلاق الحميدة والسمعة الطيبة، نعم الزوج ونعم الأب، لم يكن لديه أي خلافات أو مشكلات مع أحد، يعيش مع زوجته أسماء وأطفاله، أصغرهم كانت بطلة قصتنا الطفلة ياسمين، التي ولدت منذ 55 يوما فقط قبل الحادث الذي قلب حياتهم رأسًا على عقب. 

فرحة كبيرة سيطرت على الأسرة، منذ أن وضعت أسماء تلك الطفلة، على الرغم من أنها ليست ابنتهم الأولى، لكنهم شعروا بالسعادة وقتها، ورسمت الفرحة خيوطها داخل البيت، كانت الأيام والحياة طبيعية جدا، وفي ليلة من الليالي تغير كل شيء، انقلبت حياة تلك الأسرة من الهدوء للصخب، من الأمان للخوف، من الفرحة للحزن، بعدما اختطف مجهولون الصغيرة ابنة الأيام القليلة. 

المتهمون

ثلاثة متهمين، معروفين بسجلهم الإجرامي، جلسوا يخططون لجريمتهم الجديدة، اقترح أحدهم سرقة بيت التاجر المعروف حسين، فهم يعلمون جيدًا أنه ثري وعنده أموال كثيرة، نالت الفكرة إعجاب الاثنين الآخرين، ورسموا الخطة كاملة، ظلوا يراقبونه فترة من الوقت، وانتظروا الفرصة المناسبة عندما تيقنوا أنه لن يكون موجودًا في البيت في هذا اليوم، ستكون زوجته فقط هي الموجودة وأطفاله الصغار.. بدأ المتهمون الثلاثة ينسجون أحلامهم بأنهم سيجدون أموالا طائلة تنتشلهم من الفقر وتحقق أحلامهم، لم يدرك هؤلاء الشياطين الثلاثة أنهم سوف يشقون بجريمتهم عندما يجدون أنفسهم مسلوبي الحرية خلف الأسوار.

ليلة الجريمة

مساء أحد الأيام، وتحديدا بعد منتصف الليل؛ بينما الظلام أسدل ستائره على القرية، كان هناك من يتسلل عبر نافذة منزل التاجر حسين، وأحد المتهمين يقف في الشارع يراقب لشريكيه الطريق، بينما صعد الاثنان الآخران لأعلى البيت، وقتها الزوجة أسماء كانت غارقة في أحلامها وبجوارها طفلتها الرضيعة ياسمين، وفي الغرفة الثانية باقي الأطفال، استيقظت أسماء على صوت صراخ الطفلة، وبمجرد أن فتحت عينيها وجدت أمامها شخصين ملثمين، وقبل أن تصرخ لتستغيث بأحد فوجئت بأحدهما يكتم نفسها، والآخر يخرج من بين ملابسه سكينا ويهددها به، ثم كبلا يديها ووضعا لاصقًا على فمها، ثم بدأ الاثنان يبحثان عن الذهب والأموال، لكنهما لم يجدا سوى 800 جنيه فقط، فجأة تبخرت وتحطمت كل أحلامهما الشريرة، لكن سريعا اقترح احدهما أن يخطفا الطفلة الصغيرة ويطلبان فدية، وفي لمح البصر حملا الطفلة وفرا هاربين. 

خرجت أسماء بسرعة توقظ من في البيت والجيران لكي ينقذوا طفلتها، لكن اختفى المتهمون وكأنهم فص ملح وداب. 

حالة من الحزن سيطرت على البيت، يقابلها حالة من الرعب والذعر تسيطر على الأهالي في القرية، الأم المكلومة كانت في حالة يرثى لها، فلذة كبدها الرضيعة اختطفت من بين أحضانها، ولا تعلم أين ذهبت ومن هم المتهمون، وهل ستراها مرة أخرى؟!، جميعها أسئلة محيرة دارت برأسها، كادت أن تفقدها عقلها، فأسرعت وأبلغت الشرطة، وبعد البلاغ تلقى حسين اتصالا هاتفيا من المتهمين يطلبون فدية مليون جنيه نظير إطلاق سراح طفلته، لم يفكر الأب لحظة، وقرر دفع الفدية، فحياة طفلته أغلى من كنوز الدنيا، وبعد ما اتخذ قراره بالدفع؛ نجح رجال المباحث في القبض على المتهمين،دخلوا في سباق مع الزمن وكانوا واثقين من الفوز به في النهاية لإنقاذ حياة الطفلة ياسمين.

بلاغ

تلقى مركز شرطة ساحل سليم، بلاغا من أسماء. ع، مقيمة قرية تاسا، دائرة المركز، بقيام ثلاثة أشخاص ملثمين بالتسلل إلى غرفتها، في منتصف الليل، وحال رؤيتها لهم، كتموا فمها وشلوا حركتها، وأخرج أحدهم سكينا وهددها به واستولوا على مبلغ مالي 800 جنيه، وبعد ذلك كبلوا يديها ووضعوا لاصقا على فمها واختطفوا نجلتها التي تبلغ من العمر 55 يوما.

تشكل فريق بحث لكشف اللغز، وتوصلت تحريات المباحث إلى أن وراء ارتكاب الواقعة ثلاثة متهمين، اتفقوا فيما بينهم على سرقة منزل والد الطفلة وعندما لم يعثروا على ثمة منقولات ومبالغ مالية، اتفقوا على اختطاف أحد أطفاله ومساومته على دفع مبلغ مالي، وفي أقل من 48 ساعة، تمكن رجال المباحث من إلقاء القبض على المتهمين الثلاثة أثناء اختبائهم بإحدى المناطق الصحراوية، وتحرير الطفلة وإعادتها لأسرتها. 

حالة من الفرحة والسعادة سيطرت على أسرة الطفلة، وكأنهم ولدوا من جديد، وشعرت الأم بالارتياح لعودة طفلتها بين أحضانها بعد أن غابت عنها يومين كاملين مروا وكأنهما مائتي يوم. 

أحالت النيابة العامة المتهمين للمحاكمة، وظلت القضية متداولة داخل ساحات المحكمة، حتى أسدلت المحكمة الستار عنها وكتبت كلمة النهاية في تلك القصة، وبالتأكيد كانت نهاية سعيدة لأسرة الطفلة وحزينة وقاسية على المتهمين؛ حيث قضت الدائرة الـ 12 بمحكمة جنايات أسيوط، برئاسة المستشار خالد أحمد عبدالغفار، وعضوية المستشارين أسامة علي فراج، وأحمد حسونة، وأحمد أبو القاسم، وأمانة سر أحمد سمير غويل ومحمد عبدالحميد حسن، بالسجن المشدد 10 سنوات على المتهمين، ليكون هذا الحكم عنوانا للحقيقة ورادعا لمن تسول له نفسه ارتكاب الجريمة. 

إقرأ أيضاً : الأمن العام يكشف غموض واقعة اختطاف تاجر بالدقهلية.. وضبط مرتكبى الواقعة


 

;