بدأت بـ«تياترو محمد علي».. تاريخ أوبرا الإسكندرية وسر تسميتها بمسرح «سيد درويش»

مسرح سيد درويش
مسرح سيد درويش

في كل ركن من أركان مصر تجد أحد العلامات التاريخية التي تؤكد على اهتمام مصر وتقديس شعبها للثقافة والفن وواحدة من أبرز هذه العلامات التي امتد تاريخها الفني لمئات السنين كشاهد على مكانة المسرح المصري هي أوبرا الأسكندرية أو باسمها التاريخي مسرح سيد درويش.

وتعد أوبرا الاسكندرية أو مسرح سيد درويش صاحب رحلة تاريخية أمتدت لمئات السنين شهد خلالها مسرح سيد درويش الكثير من التغيرات والتحولات حتى وصل في النهاية إلى أوبرا الاسكندرية وأولى محطات مسرح سيد درويش التاريخية مع قرار بناءه عام 1862 باسم مسرح «زيزينيا» ليكون واحدا من أوائل المسارح فى الإسكندرية التي شهدت العديد من العروض المسرحية أبرزها فرقة سليم.

وبعد 45 عام من بناء مسرح سيد درويش والذي حمل اسم «زيزينيا» مع أول بناء له تم هدم المسرح في عام 1907 لتقرر عائلة قرداحي أحد العائلات الشامية في الاسكندرية شراء الأرض وتأسيس مسرح جديد عام 1918 يحمل اسم «تياترو محمد علي» لتكون ثاني محطات تاريخ اوبرا الاسكندرية «مسرح سيد درويش».

اقرأ أيضا| رئيس الأوبرا ينعى المايسترو عبد الحميد عبد الغفار

«تياترو محمد علي»

وعهدت عائلة قرداحي للمهندس الفرنسي جورج بارك بأمور تصميم المبنى ليستوحى المهندس الفرنسي جورج بارك خريج مدرسة الفنون الجميلة بباريس التصميم المعماري لثاني عمليات بناء مسرح سيد درويش من تصميم اوبرا فيينا ومسرح اوديون بباريس.

واستغرق بناء مسرح سيد درويش أو «تياترو محمد علي» 3 سنوات وفي عام 1921 فتح «تياترو محمد علي» ابوابه لاستقبال الجمهور في أول عرض مسرحي له « شهرزاد» في 30 يونيو 1921.

مسرح سيد درويش

وعلى مدار سنوات شهد خلالها المسرح العديد من العروض المميزة تم تغيير اسم المسرح من «تياترو محمد علي» إلى مسرح سيد درويش في عام 1962 ليحمل اسم الموسيقار المصرى الكبير ابن مدينة الاسكندرية «سيد درويش» تقديرا له ولدوره الفني ولمسيرته.

ومع اطلاق اسم سيد درويش على المسرح ظل المبنى متمسكا باسمه التاريخي حاملا مهمة تذكير العالم بتاريخ سيد رويش الفني وشاهدا على مجد الإسكندرية المسرحى بعرض روائع نجيب الريحانى وجورج أبيض.

ورغم التغيرات التي طرأت على مسرح سيد درويش وذلك بخضوعه لوزارة الثقافة المصرية ظل اسم سيد درويش مرتبطا بالمكان حتى مع بدء في اعمال تطوير أوبرا الاسكندرية أو مسرح سيد درويش منذ عام 2000 لينافس دور الاوبرا العالمية.

لتفتتح دار اوبرا الاسكندرية أو مسرح سيد درويش ابوابها فى عام 2004  بعد إجراءات التحديث والتطوير حاملا اسم دار اوبرا الاسكندرية ومتمسكا باسمه التاريخي مسرح سيد درويش ليكون اهم مركز للاشعاع الثقافى بالاسكندرية ويشهد خشبته على تقدم العديد من الأعمال المسرحية والغنائية وعروض الموسيقى العربية والعالمية.