فى المليان

رغم التـجـاوزات والأكـاذيب مصر لا تتراجع فى مواقفها

حاتم زكريا
حاتم زكريا

رغم تجاوز الحرب الوحشية الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة حاجز المائة يوم فإن المقاومة الفلسطينية مازالت صامدة تكبد قوات الاحتلال خسائر فادحة فى الأفراد والمعدات.. وكما يقول خبير عسكرى إسرائيلى إن الجيش الإسرائيلى يدور فى حلقة مفرغة، وإن إسرائيل لا تستطيع الاستمرار فى الحرب بنفس الوتيرة.. هذا فى ظل ما أحدثته الحرب القذرة من خراب طال كل مظاهر الحياة، لدرجة وصف المنسق الأممى للشئون الإنسانية ومنسق الإغاثة نزوح نحو 85 % من سكان شمال غزة إلى جنوبها جعلها مكاناً للموت واليأس.. 

ولا شك أن القضية التى رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية فى لاهاى ونظرتها يومى 11 و12 يناير قد كشفت إسرائيل وأفعالها المجرمة رغم محاولات دفاعها المستميتة لتكذيب كل ما قامت عليه أركان قضية الإبادة الجماعية المعروضة أمام المحكمة.. 

ولا شك أن الأمم المتحدة هى الشاهد الأول والأوثق على من كان وراء عدم إنفاذ المساعدات الإنسانية إلى أهالى غزة، وقد أعربت المنظمة الدولية عن أسفها للعقبات التى تضعها سلطات الاحتلال أمام إيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة مشيرة إلى أن كل تأخير يكلف مزيداً من الأرواح.. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: «أخبرنا زملاءنا فى المجال الإنسانى، إنه فى الفترة بين 1 و10 يناير لم يكن ممكنا إيصال سوى 3 شحنات فقط من أصل 21 شحنة من المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء ومياه وغيرها من السلع الحيوية إلى شمالى وادى غزة».

وعبر دوجاريك عن أسفه أن قدرة الأمم المتحدة على الإستجابة للاحتياجات الكبيرة من القسم الشمالى لغزة يعوقها الرفض المتكرر لدخول المساعدات ونقص تنسيق السلطات الإسرائيلية من أجل وصول آمن ومستدام.. 

ووفقاً للسوابق وتاريخ الممارسات الإسرائيلية فإن المتوقع أن تضرب دولة الاحتلال بكل ما ستصل إليه محكمة العدل الدولية عرض الحائط ويكفى فضيحتها أمام العالم كله رغم محاولات فريقها القانونى لتفنيد الإتهامات التى وجهتها جنوب أفريقيا عن طريق فريقها القانونى برئاسة وزير العدل رولاند لامولا باختلاق أكاذيب من اختراعها! 

ويكفى ما علق عليه رئيس جنوب أفريقيا عقب المحاكمة الدولية بلاهاى وقوله: «أنا فخور بأننا ندافع عن القضية الفلسطينية.. ولم أشعر بالفخر أكثر مما أشعر به اليوم.. وأضاف الرئيس رامافوزا أن هدف بلاده فى هذه المحاكمة هو إنهاء الإبادة الجماعية فى قطاع غزة»..

وأضاف رامافوزا: يقول البعض إن الخطوة التى نتخذها محفوفة بالمخاطر نحن دولة صغيرة واقتصادنا صغير.. قد يهاجموننا لكننا سنبقى مخلصين لمبادئنا.. وكما علمنا أبو الديمقراطية فإننا لن نكون أحرارا حقاً حتى يتحرر الشعب الفلسطينى.. وكانت جنوب أفريقيا قد ارتكزت فى دعواها للمحكمة الدولية على أن إسرائيل انتهكت اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948.. وقدمت جنوب أفريقيا وثيقة من 84 صفحة إلى المحكمة تتضمن تفاصيل الأعمال التى ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية فى غزة.. 

وفشلت إسرائيل فى دحض الاتهامات بارتكاب جرائم إبادة جماعية، وتمسك وزير العدل الجنوب إفريقى رولاند لامولا بموقفه أمام المحكمة الدولية قائلاً إن إسرائيل فشلت فى دحض قضية جنوب أفريقيا التى تتهم نظام الاحتلال بارتكاب الإبادة الجماعية.. وأعرب لامولا عن ثقته أن محكمة العدل الدولية ستجبر إسرائيل لاتخاذ إجراءات مؤقتة لإنهاء الحرب فى غزة.. 

وتتواصل محاولات إسرائيل لإيقاف الدور المصرى المساند للحق الفلسطينى بتصريحات كاذبة.. وفى نفس الوقت تتواصل مصر والقيادة المصرية دورها المقدر لمناصرة والدفاع عن الحق الفلسطينى وفى هذا السياق استقبل الرئيس السيسى وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن والوفد المرافق له بحضور الوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة يوم الخميس 11 يناير..

وتوافقت مصر والولايات المتحدة على استمرار التشاور بشأن الأوضاع الراهنة فى قطاع غزة والأراضى الفلسطينية والتواصل مع مختلف الأطراف لدفع جهود التهدئة ومنع اتساع رقعة الصراع وتأكيد الرفض التام لمبدأ أو محاولات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم والتمسك بمسار حل الدولتين كأساس تحقيق الاستقرار فى المنطقة.

وحرص وزير الخارجية الأمريكى على إطلاع الرئيس السيسى على مجريات جولته الموسعة الأخيرة بالمنطقة كما التقى الرئيس السيسى يوم الأحد 14 يناير مع وانج يى عضو المكتب السياسى للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى وزير الخارجية..

وقال الرئيس السيسى للوزير الصينى نفس الكلمات ونفس الطلبات الخاصة بغزة ورفض التهجير القسرى وذلك فى حضور سامح شكرى وزير الخارجية.

جاءت زيارة الوزير الصينى فى مستهل جولته الأفريقية وكانت القاهرة هى محطتها الأولى تليها تونس وتوجو وكوت ديفوار.. 

ولا يبقى إلا أن نكرر ما قاله أنتونى بلينكن لنتنياهو: «اليوم التالى فى غزة حلم لا يمكن تحقيقه».. وهذا يفسر إحباط الرئيس الأمريكى ومسئولون كبار فى الولايات المتحدة لرفض طلبات لواشنطن متعلقة بالحرب على قطاع غزة !!