«نواب الشعب»: تل أبيب تزيف الحقائـق وتلعـب دور الضحيـة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

■ كتب: أحمد ناصف

أكاذيب وافتراءات يعيش عليها الاحتلال الإسرائيلي لتبرئة نفسه بصفة مستمرة، هذه الأكاذيب لا تنقطع دوما وترددها إسرائيل ولا تزال، منذ بدء العدوان الوحشي على قطاع غزة، والذي خلف ما يقرب من 24 ألف شهيد، وعشرات الآلاف من الجرحى والمفقودين، وما تخلل ذلك العدوان من محاولات مستمرة لفرض التهجير القسري على أهالي القطاع لدول الجوار، وهي المحاولات التي تصدت لها الدولة المصرية بحسم، واستطاعت عبر جهد دبلوماسي لم ينقطع منذ 7 أكتوبر أن تخلق رأيا عاما عربيا ودوليا رافضا لهذا السيناريو المشبوه.

◄ جبالي: ما ذكرته دولة الاحتلال أمام «العدل الدولية» كذب محض يشهد عليه المجتمع الدولى

◄ جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني موثقة

وفي إطار محاولات الإفلات من مسئولياتها كدولة احتلال، والتهرب من الاتهامات التي رصدتها جنوب أفريقيا في دعوى تاريخية أمام محكمة العدل الدولية، حاولت إسرائيل في ثاني جلسات المحاكمة، خلط الأوراق للإفلات من العقاب، رهاناً منها على إعلام لا يرى الحقيقة كاملة، ودوائر صنع قرار في عواصم غربية تحكمها ازدواجية المعايير.

وخلال الجلسات، ردد الدفاع الإسرائيلي مزاعم كاذبة، وادعى مسئولية مصر الكاملة عن معبر رفح، وزعم أن السلطات المصرية هي المسئولة عن دخول المساعدات دون موافقة تل أبيب، في محاولة للتنصل من اتهامات الإبادة الجماعية بحق أهالي غزة.

◄ إبادة جماعية
وردا على هذه الأكاذيب، قال الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، في الجلسة العامة للمجلس، الأحد الماضي: «تابعت منذ أيام قليلة مجريات جلسات محكمة العدل الدولية بمناسبة نظرها الدعوى المقامة من دولة جنوب أفريقيا ضد دولة إسرائيل؛ لإدانتها بارتكاب جريمة «إبادة جماعية» أثناء الحرب التي تشنها على قطاع غزة بالأراضي الفلسطينية المحتلة؛ واسترعى انتباهي ما جاء على لسان ممثل دفاع دولة الاحتلال من ادعاءات حاول من خلالها تحميل الدولة المصرية، ولو بشكل غير مباشر، مسئولية عدم مرور المساعدات الإغاثية عبر معبر رفح إلى سكان قطاع غزة، وهي ادعاءات مرفوضة جملة وتفصيلاً، ولا تعدو سوى أن تكون كذبًا محضًا، بل وتجافي واقعًا ملموسًا - يشهد عليه المجتمع الدولي - عن الدور الحثيث للشعب المصري بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ في حل النزاع الدائر من ناحية، والحد من معاناة أهالي قطاع غزة من ناحية أخرى».

وأردف: وعلى دولة الاحتلال أن تعي جيدًا؛ أنه بات لزامًا عليها؛ أن تعيد النظر في سياساتها القائمة على تزييف الحقائق، ولعب دور الضحية، وامتهان القانون الدولي، واختتم: وأخيرًا؛ على شعب فلسطين الأبي أن يتيقن بأن قضيته ستبقى حية بضمائرنا، والصوت سيظل عاليًا، إلى أن يعود الحق لأهله.

أضاف المستشار حنفي جبالي، إن التوترات التي يشهدها الشرق الأوسط - ومصر في القلب منه - قد تصاعدت وتيرتها وتنامت حدتها بشكل لافت للنظر في الآونة الأخيرة، فالمنطقة تقع بين براثن تسويات سياسية مأزومة، وصراعات أهلية، ونزاعات مسلحة، تعصف باستقرار الحياة لملايين البشر، مضيفًا أنه على المجتمع الدولي أن يفطن إلى أن استمرار الأوضاع بالمنطقة على هذا النحو سيلقي بظلال قاتمة، ليس على المنطقة فحسب، بل ستمتد لتخيم على العالم أجمع، ومن يراهن على جغرافية رقعة الصراع ومحدودية آثاره خاسر لا محالة وتابع: ولا مراء أن العالم في الوقت الراهن يدفع ثمن محدودية مساعيه لرأب الصدع بين دولة فلسطين ودولة الاحتلال؛ الأمر الذي أدى إلى اتساع رقعة الصراع ونشوب توترات مقلقة بالبحر الأحمر؛ انعكست بالسلب على حركة الملاحة العالمية؛ وبالتبعية سيكون لها آثار اقتصادية معقدة - إن طال أمدها- في وقت مازال الاقتصاد العالمي يعانى من تبعات الأزمة «الروسية - الأوكرانية»، وأهاب رئيس مجلس النواب بالمجتمع الدولي اتخاذ موقف حازم للحفاظ على السلم والأمن الدوليين، من خلال الإنهاء الفوري للحرب الدائرة ضد الشعب الفلسطيني.

◄ اقرأ أيضًا | إحباط مخطط التهجير يستفز الاحتلال| أكاذيب «تل أبيب» ضد مصر.. إفلاس

◄ دور خبيث
واستنكر عدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ وممثلي الأحزاب ما ذكره فريق الدفاع الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية بشأن منع مصر دخول المساعدات إلى غزة.

من جانبه قال النائب أحمد عبدالجواد عضو مجلس الشيوخ ونائب رئيس حزب مستقبل وطن وأمين التنظيم إن الكيان الصهيونى يواصل نشاطه المضلل ودوره الخبيث الذى دأب على طمس الحقائق الواضحة أمام الجميع، ومحاولة التنصل من جرائم الإبادة الجماعية التي خلفها في قطاع غزة، مضيفا أن ما ذكرته إسرائيل عن مصر في محكمة العدل الدولية أكاذيب وافتراءات، خاصة أن الاحتلال تعود على الكذب للهروب من الجرائم التي يرتكبها، لافتًا إلى أن الاحتلال عمل على إقحام اسم مصر، في إطار محاولتهم نفي الاتهامات بالإبادة الجماعية الموجهة لإسرائيل عبر منع دخول المساعدات لسكان القطاع والقيام بعملية عقاب جماعي لأكثر من 2 مليون فلسطيني بتجويعهم ومنع عنهم سبل الحياة.

أضاف، إن أكاذيب الدفاع الإسرائيلي في لاهاي أن مصر حصلت على موافقة إسرائيل قبل تشغيل خط المياه من مصر لغزة قبل أسابيع، أكذوبة جديدة من الاحتلال، لأن هذا الأمر وإن كان قد أتى أيضا بضغط أمريكي، فإنه يؤكد أن طلب الموافقة يعني أن مصر تتعامل مع قطاع غزة ككيان محتل وأن إسرائيل عليها مسئولية تجاه القطاع ويعني أنها تتحمل جزءا من المسئولية عن معبر رفح من الجانب الفلسطيني، كما يعني أن مصر من خلال هذا التنسيق مع الجانب الأمريكي ترغب في عدم استهداف إسرائيل لخط المياه، وأوضح أن مصر لديها السيادة فقط على معبر رفح من الجانب المصري، ولم تقم بإغلاقه منذ بدء الأزمة الحالية في 7 أكتوبر الماضي، لافتا إلى أن إسرائيل تحاول الهروب للأمام وإبعاد عن نفسها جريمة التجويع الكامل والتعطيش لأهالي غزة الذين منعت عنهم الغذاء والمياه والكهرباء وكل مستلزمات الحياة.

وأشار عبدالجواد، إلى أن جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة موثقة وكانت على مرأى ومسمع من العالم، من استهدافها الجوي لدور العبادة والمستشفيات والمدارس ومحطات الكهرباء ومراكز الإيواء داخل كل قطاع غزة، بجانب تعطيل وإعاقة دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى داخل القطاع عبر معبر رفح، موضحاً أن جميع الوفود الأممية ورؤساء وقادة الدول من مختلف دول العالم ممن زاروا معبر رفح، رأوا بأعينهم أن معبر رفح مفتوح من الجانب المصري، ورأوا المئات من شاحنات المساعدات المصطفة في مدينة رفح المصرية، في انتظار دخولها إلى القطاع.

من جانبها، قالت النائبة مايسة عطوة، إن كل الدلائل تؤكد أن إسرائيل مارست فى غزة انتهاكات جسيمة تتنافى مع الإنسانية ومواثيق الأمم المتحدة، ما يتطلب فرض عقوبات رادعة وتحويل نظامها للجنائية الدولية، وأكدت أن هذه الادعاءات الخبيثة تشير أيضًا إلى أن مصر لا تزال شوكة فى ظهر كيان الاحتلال وحائط الصد المنيع ضد مخططات الصهاينة لتصفية القضية وتهجير أهالى غزة.

◄ السيادة المصرية
قال الدكتور محمود مشعل عضو مجلس النواب، إن الادعاءات التى روّجها الاحتلال الإسرائيلى عن مصر فى محكمة العدل الدولية مجرد أكاذيب لا أساس لها من الصحة، خاصة أن مصر لديها السيادة فقط على معبر رفح من الجانب المصرى، ولم تقُم بإغلاقه منذ بداية العدوان الإسرائيلى على غزة فى 7 أكتوبر الماضى، لافتًا إلى أن الاحتلال يتفنن فى إطلاق الأكاذيب ليبعد عن نفسه تهمة الإبادة الجماعية التى يمارسها ضد الأشقاء الفلسطينيين.

وأشار حازم الجندى، عضو مجلس الشيوخ، إلى أن إسرائيل تحاول درء التهم عن نفسها وإلصاقها بمصر للتشويش على جرائمها التى ترتكبها بحق الفلسطينيين، مشيرا إلى أن مصر منذ اندلاع الحرب فى ٧ أكتوبر الماضى وهى تبذل جهودا كبيرة فى حل القضية، ووقف الصراع العربى الإسرائيلى حتى لا تتسع رقعته ويؤثر على الأمن القومى للمنطقة، فضلًا عن مرور العشرات من الشاحنات والقوافل التى تحمل الوقود والمساعدات الإنسانية والإغاثية للأشقاء فى غزة، فضلًا عن تواصلها العربى والإقليمى والدولى لحل الأزمة.

وأكد محمد صلاح أبوهميلة، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهورى بمجلس النواب، رفضه للمزاعم الكاذبة لإسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بشأن منع السلطات المصرية دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وأشار إلى أن هذه المزاعم تعد امتدادًا للأكاذيب التى دأب على ترويجها الجانب الإسرائيلى منذ بداية الأحداث فى السابع من أكتوبر الماضى حتى الآن وتنصلًا من مسئولياتها كسلطة احتلال أمام القانون الدولى.