الاحتلال يسقط شهداءً جددًا بـ «دم بارد» فى الضفة

جنود الاحتلال خلال اقتحام مخيم طولكرم  بالضفة
جنود الاحتلال خلال اقتحام مخيم طولكرم بالضفة

الضفة الغربية ـ (وكالات)

تحولت الضفة الغربية إلى بقعة جديدة لجرائم الاحتلال اليومية بالأراضى الفلسطينية، إذ سقط 9 شهداء وأصيب آخرون بجروح، فى هجومين إسرائيليين بطائرات مسيرة استهدفا حارة التمام فى مخيم طولكرم  بشمال الضفة ومخيم بلاطة بمدينة نابلس.

واستهدفت غارة جوية بمسيرة للاحتلال سيارة فى مخيم بلاطة بالقرب من مدينة نابلس، ما أسفر عن استشهاد 5 فلسطينيين. وأوضح شهود عيان لوكالة فرانس برس أن جيش الاحتلال «اقتحم مخيم بلاطة وقام بتفتيش منازل فى ساعات الفجر» قبل الانسحاب. وأضافوا «عادت قوات الاحتلال مرة ثانية إلى محيط المخيم وخلال ذلك قامت طائرة مسيرة بقصف سيارة بالقرب من المخيم ما أدى الى اشتعال النار فيها».

وتابعوا «قوات الاحتلال حاصرت السيارة ومنعت الإسعاف الفلسطينى من الاقتراب. بعد أكثر من ساعة قام جنود الاحتلال بسحب أشلاء ووضعها فى أكياس سوداء ومن ثم فى مغرفة الجرافة التى كانت برفقتهم ونقلوها معهم عند انسحابهم».

وفى الهجوم الثانى، قصفت طائرة مسيرة أخرى للاحتلال، مجموعة من الشبان فى حارة التمام داخل المخيم، ما أدى إلى استشهاد عدد منهم وإصابة آخرين بجروح خطيرة، وفق ما نقلته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية عن شهود عيان.

وقال الهلال الأحمر الفلسطينى إن طواقمه نقلت جثامين أربعة شهداء من داخل مخيم طولكرم جراء قصف إسرائيلى، إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومى فى طولكرم.

ولم تكتف قوات الاحتلال بذلك بل منعت مركبات الإسعاف والهلال الأحمر الفلسطينى من الدخول إلى المخيم لنقل المصابين من المكان المستهدف، كما حاصرت مكان القصف وانتشرت الدوريات الراجلة فى محيطه.

بدورها، قالت مصادر طبية فلسطينية إن الشهداء الأربعة، هم: «أحمد طارق نعمان فرج (18 عاما)، ووليد إبراهيم محمد غانم، وأحمد معين ذيب مهداوى (36 عاما)، وأحمد موسى مطلق بدو».

ولا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلى، مستمرة فى عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها، وسط أعمال تخريب وتدمير لممتلكات المواطنين والبنية التحتية، بعد أن اقتحمت قوات كبيرة من آليات الاحتلال ترافقها جرافتان عسكريتان، فجر أمس المدينة من محاورها الغربية والشمالية والجنوبية.

وتمركز عدد من الآليات عند مداخل مستشفى الإسراء التخصصى فى الحى الغربى، والشهيد ثابت ثابت الحكومى القريب من المخيم، ومنعت الخروج منه أو الدخول إليه، وعند مدخل مركز الإسعاف فى الحى الجنوبى للمدينة، حيث احتجزت طواقمه، وفتشت مركبات الإسعاف ومنعتها من التحرك.

وشرعت جرافات الاحتلال بتجريف مدخل المخيم الشمالى وشارع مدارس الوكالة وشارع حارة العكاشة، وتخريب البنية التحتية وممتلكات المواطنين من مركبات وجدران، ومداخل عدد من المنازل والمحلات التجارية، والنصب التذكارى للشهيد مهدى الحلو، فى الوقت الذى اقتحمت حارات الربايعة والغانم والنادى والبلاونة، ونشرت المشاة فى أزقتها.

ودارت مواجهات عنيفة بين الشبان وجنود الاحتلال الذين أطلقوا الأعيرة النارية بكثافة، فى الوقت الذى حلقت فيه طائرات الاستطلاع فى سماء المنطقة على ارتفاع منخفض، فيما سُمعت أصوات انفجارات بين الفينة والأخرى.

وذكر الهلال الأحمر وجود إصابتين داخل مخيم طولكرم، إصابة بالرصاص الحى فى الفخذ، والأخرى بشظايا الرصاص الحى فى العين.

وأوقفت قوات الاحتلال مركبة على شارع نابلس بمدينة طولكرم وأنزلت ركابها منها واحتجزتهم وأخضعتهم للاستجواب، قبل أن تعتقلهم، دون معرفة هوياتهم بعد.

بدورها، أعلنت مديرية التربية والتعليم فى طولكرم تأجيل دوام المدارس فى المدينة ومخيماتها إلى الساعة التاسعة فى حال خروج قوات الاحتلال.

وقال الناطق الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة، إن مسلسل جرائم القتل اليومية التى يشنها جيش الاحتلال فى قطاع غزة والضفة الغربية، وآخرها استشهاد أربعة مواطنين فى طولكرم، وخمسة فى نابلس، هى حرب إبادة شاملة على الشعب الفلسطينى.

وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أن فشل المجتمع الدولى فى إنهاء الاحتلال الإسرائيلى ومعاقبته على انتهاكاته الجسيمة فى قطاع غزة والضفة الغربية بما فى القدس، يوفر له الإفلات من العقاب، ويبرر استمراره فى استهداف المدنيين.

وأوضحت، الوزارة، فى بيان صحفى أمس، أن اليمين الإسرائيلى المتطرف يحرص على إفشال أى جهود إقليمية ودولية لوقف الحرب، وعلى إطالة أمدها لتحقيق مصالحه للبقاء فى الحكم والبحث عن أبواب للهروب من أي مساءلة أو محاسبة.

ولفتت إلى أن اليمين الإسرائيلى يتعامل مع الحرب كفرصة لتطبيق أيديولوجيته الظلامية ومشاريعه الاستعمارية التوسعية وكراهيته للفلسطينيين ولوجودهم فى بلادهم.وأشارت إلى أن نتنياهو يتفنن فى محاولات الترويج المضلل لاختلاق حجج للدفاع عن النفس والتغطية على موقفه فى إطالة أمد الحرب لاستكمال طحن قطاع غزة بمن فيه، إذ كان أولاها رفع شعارات وأهداف صعبة التحقيق ومتناقضة، وتعمد عدم ترتيبها وفقاً لأولوية واضحة تمكنه من التلاعب فى زمن الحرب.

وأضافت الوزارة، أنه ثبت بوضوح أن إسرائيل وجيشها هما اللذان يتحكمان بالمساعدات الإنسانية ويقرران مصيرها وحجمها والمناطق التى تدخل إليها، فى إفشال متعمد لفحوى قرار مجلس الأمن الدولى رقم 2720 ومضمونه ونصه.