لأول مرة تقف إسرائيل فى قفص الاتهام أمام العالم كله.. الدعوى التى أقامتها جنوب إفريقيا ضدها أمام محكمة العدل الدولية تتهمها فيها بالإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى خطفت الأضواء من جميع الأحداث والأخبار العالمية يومى الخميس والجمعة الماضيين بينما المحكمة منعقدة فى مقرها بلاهاى فى هولندا وحول مقر المحكمة وفى أغلب عواصم العالم خرجت مظاهرات حاشدة مؤيدة لحقوق الفلسطينيين ومنددة بالغارات الوحشية والقصف المدفعى لكل شىء فى قطاع غزة المحتل.. مساكن.. مدارس وجامعات ومستشفيات ومخيمات.. مؤسسات دولية.. المدنيين من جميع الأعمار ٧٠٪ منهم من النساء والأطفال وكأن جيش الاحتلال عامداً متعمداً يريد أن يقضى على الأجيال القادمة من الفلسطينيين حتى بلغ من استشهد وحتى الآن أكثر من ٢٤ ألفا والمصابون أكثر من ٦٠ ألفا غير المفقودين تحت الأنقاض.
فى اليوم الأول لنظر الدعوى أجاد ممثلو جنوب أفريقيا فى عرض دوافعهم لاتهام إسرائيل بمخالفة الاتفاقية الدولية بحظر أعمال الإبادة الجماعية التى وقعت عليها ضمن ١٥٣ دولة وقدموا من الأفلام والصور وتصريحات المسئولين الإسرائيليين أنفسهم ما يؤكد صحة اتهاماتهم وجاءت تعليقات المراقبين والمعلقين السياسيين وأساتذة وخبراء القانون الدولى من جميع أنحاء العالم مشيدة بأداء الفريق القانونى الممثل لجنوب أفريقيا.
فى اليوم التالى الذى خصص لسماع رد الفريق القانونى لإسرائيل جاء الرد ضعيفاً يستند إلى أكاذيب وادعاءات يسهل كشف زيفها وارتبك أحد أعضاء فريق الدفاع الإسرائيلى إلى درجة أن أوراقه اختلطت وظل مرتبكاً لأكثر من دقيقة وهو يردد «يبدو أن أحدهم قد عبث بأوراقى»! وراح محامٍ آخر يكذب ببجاحة مؤكداً أن إسرائيل لم تعطل دخول المساعدات للفلسطينيين وأن التأخير جاء من الجانب المصرى المسئول عن معبر رفح ما يؤكد ما قيل عن الإسرائيليين مراراً أنهم شعب يكذب وكأنه يتنفس!
ما اضطر د.ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات أن يرد ببيان رسمى يكشف هذا التضليل ويؤكد أن معبر رفح كان مفتوحاً من أول يوم للحرب ولم يغلق لحظة واحدة وأن التأخير كله كان بسبب الجانب الإسرائيلى وطول وبطء إجراءات التفتيش التى فرضها.
على أية حال لم يتبق إلا أيام قليلة وتقول محكمة العدل الدولية كلمتها وتفصل فى الدعوى.. كل التوقعات أن القرار سيكون فى صالح الفلسطينيين وستجد إسرائيل نفسها مدانة رسمياً بحكم قضائى دولى أمام العالم كله.. وبموجب قرار المحكمة ستكون الولايات المتحدة مدانة أيضاً بالتواطؤ مع إسرائيل فى هذه الجريمة طبقاً لما نصت عليه الاتفاقية.
تبادل الأسرى فوراً
مقتل أسيرين إسرائيليين أمس الأول على أيدى القوات الإسرائيلية فجر الأوضاع داخل إسرائيل ولم يعد الشعب الإسرائيلى يقبل مرة أخرى أن يقتل أبناؤه برصاص إسرائيلى فخرجت المظاهرات الغاضبة مطالبة بإسقاط الحكومة وعقد صفقة لتبادل الأسرى فوراً دون الانتظار لتحقيق أية أهداف أخرى أعلن عنها رئيس الحكومة نتنياهو بعدما ثبت فشله فى تحقيق أى منها.
