أخر الأخبار

الممثل المصرى العالمى أيمن سمان : أمريكا تبيع الوهم من خلال السينما وكُنت أظنها أرض الأحلام

الممثل المصرى العالمى أيمن سمان
الممثل المصرى العالمى أيمن سمان

‭ ‬مصطفى‭ ‬القياس

أحد طيور الفنية المُهاجرة من الذين بدأوا رحلتهم التمثيلية والفنية من هوليوود، فعلى الرغم من أنه مواليد القاهرة وعاش بها، إلا أنه كانت لديه رؤية لطموحاته، تبدأ من فرقة موسيقية بـ”شيكاغو” ومن ثم لـ”لوس أنجلوس”، ليبدأ رحلته في التمثيل بفيلم “American Sniper”، ومن ثم لأعمال أخرى من بينها “المحارب العربي” و”Don’t Look Back” في مشوار 15 عام، لتكون المُصادفة حاليا مُشاركته ببطولة فيلم مصري جديد هو الأول كمُشاركة له بالسينما المصرية، بجانب عدد من أبناء مصر في هوليوود، يحكي من خلاله واقع تخطي الحدود وكسر الحواجز من أجل الطموحات والنجاح بناء على نظرة وهمية عن أمريكا.. هو الفنان أيمن سمان الذي يتحدث لنا في لقاء خاص وهو الأول على مطبوعة مصرية عن رحلته بهوليوود وعودته ورؤيته لأحلام الشباب المصري والعربي بالهجرة لأرض الأحلام “أمريكا” والتي يصفها بالوهم.

 في البداية .. ما الجديد لديك من مشاريع وأعمال فنية قريبا بعد رحلة ومسيرة فنية في هوليوود لـ15 عام وخصوصا أنك كمصري بدايتك كانت من بوابة هوليوود وليس من مصر؟

بدأت مشواري التمثيلي بالولايات المتحدة الأمريكية رغم أن الولادة والطفولة والمعيشة كانت بمصر، ولكنني سافرت إلى أمريكا وبدأت مشواري الفني من هناك، ولكن أُشارك للمرة الأولى بعمل فني مصري من خلال فيلم سينمائي ويُشارك في بطولة هذا العمل عدد كبير من طيور الفن المهاجرين لهوليوود، وأُقدم في هذا العمل دور شخصية رجل شرير، والفيلم أكشن كوميدي ودوري فيه شر ولكن الدور تغلب عليه روح الفكاهة والفيلم اسمه “فيزا” ومن تأليف عمر عبدالحليم واخراج احمد البنداري، وإنتهينا من تصويره مؤخرا ومن المُقرر عرضه قريبا وأنا سعيد بإطلالتي للمرة الأولى على الجمهور المصري من خلال فيلم مصري، حيث أبيع الوهم للشباب المصري بصفتي أمريكي من خلال عملية نصب أقوم بها بعد نجاحهم في مصر بقوة وطمعهم في الخروج من مصر، ولكن يحدث العكس وهذه رسالة واقعية للحياة هنا في أمريكا، والتي يعتقد الشباب المصري بأنها أرض الأحلام، لكنها وهم كما تفعل أمريكا ببيع الوهم للعالم من خلال السينما.. الفيلم يُشارك فيه نُخبة من النجوم سواء مصريين في هوليوود مثل سامي الشيخ أو عصام فارس وهم أصدقاء شخصيين ومجموعة من الممثلين في مصر سواء بشرى وحمدي الوزير وعلاء مرسي والكثير من النجوم في مصر.

 هل نعتبر حضورك الأول بعمل فني مصري تمهيد للظهور والمُشاركة بأعمال أخرى بعد رحلة 15 عام في هوليوود؟

بالطبع.. أتمنى أن يكون البداية لتعرف الجمهور المصري علي بعمل مصري، وكُنت أتمنى منذ سنوات أن أُطل على الجمهور المصري بعمل مصري ولم تسنح الفرصة، لكن حينما سنحت وأعجبني الفيلم والدور تمنيت أن يكون بداية لرؤية صُناع السينما والفن المصري لتجربتي وتجارب الفنانين المصريين الآخرين المُشاركين بالفيلم، ولهم تجارب في هوليوود قبل الحضور بمصر، وأعتقد أن دور الشرير المحبوب سيكون مقبول بشكل كبير من الجمهور حينما يتم عرض الفيلم.

 طالما تحكي عن صعوبات تخطي الحدود وكسر الحواجز، فما الدافع وراء بقائك في الولايات المتحدة من أجل تحقيق حلمك بالعمل والحضور في هوليوود؟

لا أستسلم بسهولة وهذا جزء من شخصيتي وبغض النظر عن الصعوبات التي واجهتها منذ أن وضعت قدمي بأمريكا فكان بداخلي الدافع لإثبات نفسي وأن أكون بقدر القرار الذي إتخذته حيال رؤيتي لبدء رحلتي  في أمريكا.

 بمقارنة فيلم “فيزا” و “فوي فوي فوي” كفيلمان من مصر يُحاكيان النظرة السطحية للشباب المصري عن أمريكا ورحلة الطموح والنجاح.. ما رأيك بفيلم “فوي فوي فوي” خصوصا مع الجدل الذي أحدثه بسبب قصته ونهايته التي وصفها البعض مُسيئة لمصر ومن ثم أثار جدلا أكبر بإختياره مُنفردا لتمثيل مصر في ترشيحات جوائز “الأوسكار”؟

شاهدت الفيلم بمصر، ومن الأفلام التي أعجبتني للغاية من عدة زوايا سواء فيما يخص القصة أو التمثيل أو الإخراج، والفيلم في المجمل أعجبني للغاية.. بالفعل الفيلم مناسب لإختيارات “الأوسكار” والاحتفالات في العموم، فحينما شاهدت الفيلم بمصر لم يكن قد تم إختياره كفيلم مصري وحيد في ترشيحات “الأوسكار”، لكنني كُنت أرى أنه سينتشر في المحافل السينمائية بالعموم، والجدل الذي حدث على الفيلم بسبب نهاية الفيلم بتحول بطله المهاجر لممثل أفلام جنسية، فدعني أقول لك أنها نهاية واقعية ونظرة الفيلم واقعية للغاية ولا أحب أن يتم التغطية على الحقيقة، فالمصريين اللذين يهاجرون لأوروبا وأمريكا دائما ما يواجهون الكثير من التضحيات في الواقع، وأعتقد أن رسالة فيلم “فوي فوي فوي” مهمة أيضا رغم الجدل الذي حدث عليه، خصوصا أنه بالعموم من يضع كل طاقته في شيء بالتأكيد سيستثمر من وراء ذلك سواء بالحلال أو الحرام، بالإضافة إلى أن بطل فيلم “فوي فوي فوي” لم يكن يستطيع فعل ما فعله لو كان بمصر، ولو بذلك مجهوده وكامل طاقته في مجال أحبه في مصر كان سينجح ويستثمر أيضا، لذا فالفيلم نظرة تحذيرية مهمة للشباب المصري، وكذلك فيلم “فيزا” نظرته تحذيرية للشباب المصري كما سردت لك تفاصيله.

 بمناسبة الحديث عن “الأوسكار”.. كل عام لجنة إختيار الفيلم المصري المُرشح لجوائز “الأوسكار” تواجه إنتقادات وصعوبات فنية في إختيار الفيلم الذي يمثل مصر.. كيف ترى المشهد السينمائي المصري من هذه الزاوية؟

أعتقد أن الواقعية في الكتابة بقصص تلامس المشاهد هي الأهم والتي ستدفع بسينما لها رسائل هامة تمس الناس، خصوصا أن الكاتب حينما يبدأ مراحل الكتابة لا يكون في حساباته إن كان الفيلم سيُشارك بـ”الأوسكار” أو لا، لكن القصص الواقعية تصل وتمس الناس، تجمعني صداقة بأحد مُحكمي لجنة “الأوسكار” بالولايات المتحدة الأمريكية، وبالمناسبة حادثتني عن مُشاهدتها لفيلم مصري هو “فوي فوي فوي”، وتحدثت عنه بشكل جيد، وأن الفيلم لامسها بشكل كبير، وأنها صنفته كواحد من أهم 3 أفلام شاهدتهم وستصوت لهم، وهذا يعطيك نظرة عن الكتابة الصادقة بغض النظر عن اللغة والثقافة، وكذلك الحال عن الأفلام الدولية التي تُشارك في “الأوسكار” بدون مبالغة ولا تزويق، وللأسف السينما المصرية خلال سنوات فقدت تقديم القصص الواقعية وأغلب الأفلام إما تجارية أو تحمل التذويق بمكنونها.

كيف ترى التطور الذي حدث بالسينما والدراما المصرية خلال السنوات الماضية؟

خلال العشر سنوات الأخيرة شاهدت الكثير من التطور بمستوى الأعمال الفنية المصرية وشخصية الشرير المحبوب لها الكثير من الأبعاد في مصر، ولدينا من الفنانين القُدامى والشباب ما يكفي ممن حققوا نجاح كبير بهذه النوعية من الأدوار، وأنا بالأساس رغم مُشاركتي بأعمال في هوليوود، إلا أنني بكل تأكيد كُنت أتمنى الظهور بمصر بعمل مناسب، وحينما سنحت الفرصة لذلك قمت بها.

دعنا نتطرق للحديث عن تجارب الممثلين المصريين والعرب في هوليوود والتي كلها في البداية كانت تصب بمنطقة أدوار العربي الإرهابي.. كيف كنت رحلتك مع هذه الرؤية ورؤيتك لتجارب من قبلوا أداء مثل هذه الأدوار؟

بالنسبة لي لم أرغب في التمثيل من أجل الشهرة، وبدايتي كانت من خلال الموسيقى، سأختصر لك ما مررت به فيما يخص شق النظرة النمطية في أدوار العرب بالسينما الأمريكية، فلقد واجهت بالفعل موجة كبيرة من الأدوار تتركز على ظهوري أنا أو غيري من الممثلين العرب في هوليوود تتركز على أدوار العربي الإرهابي، وهذا كان عقب أحداث 11 سبتمبر، لكن الوضع إختلف بعض الشيء الآن، خصوصا بعد أن علت أصوات العرب المُقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية، وبالفعل نصتوا لنا، وبدأت النظرة تتغير، لكن مع الأسف الأدوار الآن أصبحت بعيدة عن العربي الإرهابي، لكن أغلبها سطحية للغاية وبمشاهد قليلة وأغلبها لا تُذكر، وتنصب في رؤية صُناع الأعمال بهوليوود لحضور ممثل شرقي لصالح قضية ما.

من بين تجارب المصريين والعرب في هوليوود من تراه الأنجح وعلى طريق العالمية حاليا؟

محمد دياب قابلته شخصيا وشاركت بمسلسل “Moon Knight” بأداء صوتي وليس تمثيلي، وأعتبره من أهم تجارب العرب والمصريين في هوليوود خلال السنوات الأخيرة، وأرى أنه ككاتب ومخرج فهو على الطريق نحو تحقيق العالمية بأعمال مؤثرة ولها قيمة كمخرج مصري وعربي لأول مرة يُقدم عمل بضخامة إنتاجية كبيرة مثل “Moon Knight” وبشكل شخصي أعجبني هذا العمل للغاية وحقق نجاح كبير حول العالم، وأكثر ما أعجبني بتفكير محمد دياب في تقديم هذا العمل وكنت أُحادثك عن ذلك بضرورة زيادة عدد الكُتاب المصريين والعرب في هولييود ومن ثم التكتل لأن أفضل من يروي الرواية مواطنها الأصلي وهذا ما فعله دياب، وأضاف لمسات فنية مصرية بكل الجوانب الفنية الخاصة بالعمل، وأنا بصدق أراه أصبح عالمي حاليا والطريق مفتوح أمامه.

سعيد تغماوي ممثل ممتاز وهو من الأفضل بالنسبة لي، وله “كاريزما” وحضور قوي، وهناك ممثل عربي أراه على الطريق نحو العالمية وبأدوار مهمة، هو وليد زعيتر، وأراه على الطريق بحضوره بأدوار هامة وخطوات كبيرة في أمريكا.

إقرأ أيضاً : نضال الشافعى: السينما ظلمتنى l حوار

;