«طلب صداقة» قصة قصيرة للكاتب صابر قدح

صابر قدح
صابر قدح

طلتها جميلة .يشوبها بعض الحزن. اسمها الأجنبي يثير فيك كثير من تساؤل. وماذا تريد؟!!

وأي صداقة تجمع جيلين مختلفين وجنسيتين مختلفتين؟ شكلها يوحى بأنها تكبرني بخمسة أعوام. التعجب جعلني أدلف إلى صفحتها. بوستاتها تشير إلى أنها متعقلة. لا تشير إلى اهتمامات جنسية أو غيره أو دردشة معينة حتى أنه عندما علق أحدهم على صورتها بأن أسنانها جميلة لم تقم بالرد. قبلت طلب الصداقة.

 ومضت الأيام ولم أعطى اهتماما فالكثير أصدقاء لي على الفيس فقط للإطلاع والقراءة دون تعليق أو مشاركة

 ‏كلمات على الماسنجر ثم على الواتس تحكى معاناتها مع المرض ثم تطور الأمر، ‏لتطلب أن أقوم على إدارة ثروتها التي جمعتها من عملها وزوجيها السابقين قبل تلقى العلاج في إحدى مستشفيات دبي، ‏وفوضتني للتصرف بأي شكل أراه، المهم أن يصل المال وأرباحه إلى الأيتام والأرامل والمستحقين.

 طلبَت الاسم كاملا والرقم القومي، أرسلت الاسم، ألحت في طلب الرقم القومي أرسلت كارنيه الجريدة التي أنتمي إليها وفيه الرقم القومي أخَذَت مدة للتفكير واصلت خيوط الحكاية. ‏قلت .ولكن الرقم الذي تتواصلين به ليس من دبي .

قالت إنه رقم من أندونيسيا مسقط رأسي وزوجي الراحل من المملكة المتحدة وأنا أعالج  بدبي، لا أريد لأحد من أهلي أن يسطو على ثروتي ‏فلقد أذاقوني مر العذاب بعد أن فعلت الخير الكثير معهم ولأنني عقيم وبلا أولاد وأُوشك على انقضاء الأجل أرجو أن تعمل بوصيتي.

 

  سيصلك مندوب على العنوان ويسلمك صندوق به مليوني دولار كل ما عليك أن تتقى الله في الثكلى والأرامل والأيتام

 وقد يطلب مندوب الشركة الناقلة بعض الرسوم الزهيدة باستطاعتك استردادها عند استلام الصندوق ودعّمَت كلامها على الواتس بصور وهى راقدة بالمشفي وأخرى بصندوق المال وأخرى بإيصال بنكي  باسمى

عاهدتها أمام الله أن أكون أفضل مما تريد.

 

اتصل بى شخص أخر قال إنه في مطار القاهرة ويريد أن أحضر إليه لتخليص الصندوق جمركيا وكانت لكنته غربية أوْضحت له أن الاتفاق أن يأتي إلى عنواني وأقوم باستلام الصندوق وأعطيه المبلغ المستحق جمركيا أو خدميا، قال أنه في أزمة ويجب أن أصل إليه قلت له لو تريد أن أرسل لك من يعمل بالمطار يقدم لك ما تريد من مساعدة وتأتى إلىّ كما هو متفق عليه قال المبلغ زهيد 1500$

  ‏أكثر من عشرة أيام وخيوط القصة تتشابك لتصنع حلمًا سافرًا، تواصَلتْ معى. أرجوك لا تخذلني أموال اليتامى أمانة

قلت وأنا حسب الاتفاق لن أخون الأمانة

 ‏ضحكت كثيرًا من الحبكة الدرامية ولم أنتظر وأنا أثق تمام الثقة أن الصندوق لن يأتي لأن( مغارة على بابا ) يشيدونها إلكترونيا ولا تثير إغراء الناس الفَقْر أمثالي وطلب الصداقة كأي صداقة عابرة على الشبكة العنكبوتية. بلا قيمة.