شريف حسنى: المسرح لعبتى l حوار

شريف حسني
شريف حسني

محمد‭ ‬بركات

شريف حسني واحداً من أكثر العناصر تفجيراً للكوميديا، ضمن أحداث عرض “طيب وأمير” التي تعرض على خشبة مسرح “ميامي” بوسط القاهرة، بعد تجديده، حيث لعب شريف دور الشخص الفضولي أو “الحشري” بلغة المصريين، الذي صادفه البطل في الشارع واقترح عليه حلولاً عدة للتغلب على مشكلته من دون أن يطلب منه ذلك، وهي تركيبة كثيراً ما نصادفها في الشارع المصري، ليؤكد أنه ممثل كوميدي من طراز فريد، وتعيد المسرحية اكتشافه بعد أن لعب أدوراً صغيرة في مسرحية “اللوكاندة” مع أشرف عبد الباقي.. “أخبار النجوم” التقت شريف حسني لمعرفة كواليس مشاركته الأولى على خشبة مسرح الدولة.

  مسرحية “طيب وأمير” أولى تجاربك على مسرح الدولة.. كيف تقيم التجربة؟

حرصي على المشاركة في العرض جاءت بناءً على الثقة في هذا العمل من عدة جوانب، أبرزها أن مدير المسرح الكوميدي هو الفنان ياسر الطوبجي، وهو بالأساس فنان كوميدي “تقيل”، كذلك مخرج المسرحية محمد جبر الذي رشحني للدور، والذي أكد لي أنه يشعر بتوافق الشخصية في المسرحية معي، وأن هذا الدور يليق بي كثيرًا، وأنا أثق في رأيه كثيرًا، فعندما قرأت المسرحية شعرت بذلك بالفعل، وأن هذا الشاب من الممكن أن يكون مصدرًا كبيرًا للضحك والكوميديا، وبالتالي كانت هناك ثقة كبيرة بأن المسرحية ستخرج للنور بشكل جيد ولائق، بعد تجديد مسرح “ميامي”، سعيد جداً من مشاركتي في المسرحية، استمتعت جداً بهذه التجربة، لأن عشقي الأول هو المسرح، خاصة المسرح الكوميدي، وشرف لي العمل في مسرح الدولة.

  يشارك في العرض مجموعة كبيرة من النجوم.. هل وجدت لنفسك مساحة للإرتجال بينهم؟

بالتأكيد، توجد مساحة للإرتجال لجميع أبطال المسرحية، العرض اعتمد على كوميديا الموقف بعيداً عن الإستحواذ على مساحة أكبر بين الأبطال بإعتبارهم صاحب النصيب الأكبر، خاصة هشام إسماعيل الذى لعب دور “الموظف الطيب” بخبرة ممثل كوميدي “شاطر” ومتزن، اتسم أدائه بعدم المبالغة، تاركاً الموقف واللفظ يؤديان دوريهما بعيداً عن الافتعال أو محاولة الإستحواذ على مساحة أكبر باعتباره بطل العرض وصاحب النصيب الأكبر فيه، وهذا كان ظاهراً في تلك المساحة التي أتاحها، لذلك الشخص الفضولي أو “الحشري” الذي أجسد شخصيته، هو لشاب يلتقي بالبطل فجأة دون سابق إنذار، ويتسبب لهم في مواقف صعبة، نتيجة مفهوم “الجدعنة” الخاطئ لديه، ويكتشف في النهاية أن الأخطاء التي ارتكبتها تكون هي طريق نجاته، حتى تحية الجمهور في نهاية العرض تكون تحية جماعية لا يستحوذ عليها أحد بإعتباره النجم، أو يدخل في الأول للتحية.

  هل واجهت صعوبة في تقديم الكوميديا على مسرح الدولة؟

لم احتاج أن أضيف على الدور إلا بعض اللزمات الخاصة بي مثل “يا شعب” و”دلوقتي بقيت حضرتك”، وهذا يرجع للكوميديا السلسلة التي كتبها أحمد الملواني مؤلف العرض، والشخصية التي ألعبها مستحدثة بهدف تمهيد طريق البطل للدخول في الحكاية التي سيعيشها، والجمهور يشعرني بأن الكوميديا التي أقدمها مقبولة بالنسبة إليه أم لا، وأولًا وأخيرًا يأتي القبول ويكون بمثابة فضل من الله على الممثل، ومخرج العمل هو المسئول على العمل وعدم وضعه في قالب معين جامد أو نمط ثابت دون تقديم إسفاف، وتقديم رسالة هادفة، ومع وجود مساحة للإرتجال لا يوجد فرق بين القطاع العام والخاص.

  كيف كان تعاونك مع هشام إسماعيل على المسرح؟

الكواليس كانت ممتعة جداً معه، هشام إسماعيل “معلم” على المسرح، وكان بيننا “كيميا” كبيرة، نادرا ما نجدها بين كوميديين بهذا الشكل، وأعطى لي مساحة كي أقدم المزيد من الضحك، كما أن ردود أفعاله تضيف للكوميديا المقدمة بيننا، فكان سبب أساسي لنجاح دوري على المسرح.

  هل ردود الفعل حول دورك كانت مرضية؟

وجود الفنان على خشبة المسرح يكشف موهبته، ويتلقى رد الفعل في نفس الوقت، ويعرف من تفاعل الجمهور إذا كان أداءه على المستوى المطلوب من عدمه، وهذا ما يميز “أبو الفنون” أن ردود الفعل تكون مباشرة وصادقة، وأجمل رد فعل تلقيته من الجمهور عندما قالو لي أنني ذكرتهم بكوميديا الزمن الجميل، وقاموا بتشبيهي بالفنان الكبير الراحل عبد الفتاح القصري، وزوجتي ويزو كانت سعيدة جدًا بالمسرحية وبأدائي، وقالت لي “أنت أبهرتني”، وفي الحقيقة رأيها كان فارق معي كثيرًا، ودائمًا ما أحصل على وجهة نظرها عندما يعرض عليّ أي عمل جديد.

  كل أعمالك المسرحية كانت من خلال المسرح الخاص، أخرهم مسرحية “اللوكاندة” بطولة أشرف عبد الباقي.. هل وجدت إختلافاً على خشبة المسرح بين “اللوكاندة” و”طيب وأمير”؟

بعد عملى في مسرح الدولة إكتشفت شيء مهم جداً، أن سعر التذكرة رخيص جداً مقارنة بأسعار تذاكر المسرح الخاص، كما أن جميع العاملين في البيت الفني للمسرح يبذلون أقصى ما لديهم لتقديم أعمال جيدة وبأقل الإمكانيات، حتى الأجر في القطاع العام قليله جداً مقارنة بالقطاع الخاص، لأن مسرح الدولة في مصر ليس هادفاً إلى الربح، بمعنى أنه خدمة ثقافية مدعومة، تقدمها الدولة لمواطنيها بأسعار دخول بسيطة، بالتالي فإن غالبية العروض، أياً كانت جودتها، لا تغطي تكاليف إنتاجه وتشغيله، وأهم ما يميز العمل في القطاع العام الشعور بالانتماء وخدمة البلد، وكأن الممثل جندي يؤدى واجب وطني في حماية بلده، ومن خلال مساهمتي في تقديم خدمة فنية ثقافية بأسعار رمزية، لكن واجهنا صعوبة الروتين الإداري.

  ما الذي إكتسبته من عملك مع أشرف عبد الباقي في “اللوكاندة”؟

اكتسبت منه التواضع و”الجدعنة”، وأن يقف بجانبك بحب وإخلاص دون الشعور بغيرة أو “نفسنة”، واستطاع أن يكتشف نجوم ووقف بجانبهم و”مسرح مصر” خير دليل.

  أيهما أقرب إلى قلبك العمل في المسرح أم الدراما أم السينما؟

أعشق الوقوف على خشبة المسرح سواء كان مسرح عام أو خاص، وحبى له جعلني أظل في الجامعة 6 سنوات بسبب وجودي طول اليوم في البروفات بالعروض التي تنظمها كلية التربية بجامعة عين شمس، وأخرجت العديد من المسرحيات مثل “هاملت”، والمسرح بالنسبة لي “لعبتي”، ودائمًا الجمهور هو “الترمومتر” بالنسبة لي، وهنا لا يوجد مجاملة من رد الفعل، والمسرح عشقي الأول منذ ما يقرب من 20 عام.

إقرأ أيضاً : بعد نجاح الجزء الأول.. مؤلفا « البيت بيتى »: هذه قصة الجزء الثاني!


 

;