قُلْنَ لِي:
أَمَا تُقْلِعُ عَنْ وَهْمِكَ بِهَا؟
الوَهْمُ أنْ أنْسَى ضَمِيرَ تَبَتُّلِي
وَحَدَائِقِي فِي شَوْقِهَا المُتَحَرِّقِ
لِغَزَالَةٍ فِي الأُفْقِ تَلْعَبُ بِالسَّنَا
وَتَطُوفُ بِي قَبْلَ انْدِلَاعِ المَشْرِقِ
لِتُطَرِّزَ الرُّؤْيَا بإِبْرَةِ شَمْسِهَا
وَتُدَوِّنَ الوَجَعَ الكَلِيـمَ بِمَفْرِقِي!
الوَهْمُ أنْ أخْتَـانهَا وَعُطُورَهَا
قَمَراً بِبَحْرِ الوَجْدِ لَمْ يَتَرَفَّقِ
فَسَرَى المُتَيَّمُ فِي عُذُوبَةِ حَانِهَا
لِيَذُوبَ فِي أُنْسٍ هُنَاكَ مُعَتَّقِ
وَيَنَامَ إِنْ شَاءَتْ عَلَى حَجَرِ النَّدَى
وَيَذُوبَ فِي شَفَقِ الشَّذَى المُتَدَفِّقِ
أَنَا فِي الخَطِيَّةِ إِنْ عَدَوْتُ ظِلَالَهَا
أَمْشِي كَوَحْلٍ فِي طَرِيقٍ أَحْمَقِ
بِحَبِيبَتِي اكْتَحَلَتْ حُقُولُ المنتَهَى
فَمَضَتْ تُجَرِّرُ فِي هَدِيلٍ أَزْرَقِ!
أَرْقَى مِنَ التُّولِيبِ يَا آهَاتِهَا
أَنْقَى مِنَ الإِشْرَاقِ يَا دَمَهَا النَّقِي
لَا تَفْرُطِي الرُّمَّانَ إِلَّا فِي يَدِي
فَبِدُونِهَا يَا هِنْدُ لَنْ تَتَأَلَّقِي
مَغْرُورَةٌ؟ لَا بَأْسَ!
يُعْجِبُنِي غُرُورُ الوَرْدِ مَعْجُوناً بِمَاءِ الفُسْتُقِ
وَزَنَابِقٌ قَمَرُ الحَدِيقَةِ صَاهِلاً
وَأَنَا المُسَافرُ فِي صَهِيلِ الزَّنْبَقِ!