بسبب أعتراضه علي بيعهم للمخدرات أمام منزله .. تاجرا المخدرات ينهيان حياة شاب

المجنى عليه والمتهمين
المجنى عليه والمتهمين

آمال‭ ‬فؤاد‭ ‬

  جريمة قتل بشعة دارت أحداثها بمنطقة شبرا الخيمة وكلمة السر فيها تعاطي وتوزيع السموم»المخدرات» على الناس؛ عندما تجرد شابان ملأ قلبهما الشر من كل معاني الإنسانية وتجسدا فى هيئة ابليس وأقدما على قتل شاب بعد التعدى عليه بالضرب وتهديده بالقتل، بينما يحاول الضحية الذي خرج قاصدًا شراء طعام من أحد المطاعم الشهيرة والقريبة من منزلهم الدفاع عن نفسه، لكن أحد المتهمين  اشهر سلاحه الأبيض فى وجهه، والثاني أخرج مطواة موجهًا للمجني عليه 4طعنات نافذة فى القلب وطعنة اخرى بالجانب الايسر، ليسقط على الأرض وسط بركة من الدماء، وعندما حاول أحد جيرانه الدفاع عنه تصدى له أحد المتهمين وهدده بالقتل لو اقترب من المجني عليه، كيف سقط المتهمان فى قبضة الشرطة؟ وكواليس الحادث التي كشف لنا عنها شقيق المجني عليه؟ وكيف استقبلت أسرة وخطيبة المجني عليه خبر وفاته؟ تفاصيل الحادث المأساوي نسردها فى السطور التالية.

المجني عليه  في هذه الواقعة شاب في عمر الزهور يدعى «أحمد أسماعيل إبراهيم» 21 سنة  يعمل عامل في بنزينة، يقيم في 5 شارع ليبيا بمنطقة شبرا الخيمة، مع اسرته المكونة من اب مسن وأم ربة منزل وأربعة أشقاء، معروف عنه بين أهالي منطقته الطيبة وحسن الخلق، دائما لا  يشغل تفكيره غير السعي من أجل الحصول على لقمة العيش بالحلال لتوفير احتياجاته ومتطلبات زواجه في المستقبل القريب، وأسرته التي يحلم بتكوينها والبيت الذي يسعى لتجهيزه في أسرع وقت حتى يتزوج من الفتاة التي تعلق بها قلبه واختارها لتشاركه حياته؛ خرج احمد في هذا اليوم قاصدا أحد المحال لشراء هدية رأس السنة الجديدة والذهاب الى خطيبته وتقديمها لها، لم يخطر بباله أن يجد المتهمين يتربصان له ويضمران له الشر ينتظران خروجه من المنزل، ولكن لماذا فعلا ذلك؟!، للإجابة على هذا السؤال علينا أن نعود قبل الواقعة خمسة عشر يوما؛ عندما جاء المتهمان ووقفا امام منزل المجني عليه يبيعان المخدرات في الشارع، وعقب علم المجني عليه بما يفعلانه، تحدث مع سكان الشارع وتصدى مع جيرانه الذين ازعجهم هذا المشهد لهؤلاء وطردوهما ومنعهما من تجارة السموم أمام منزله والشارع بأكمله، ودارت بينه وهذين المتهمين مشادة، قام أحدهما بضربه على رأسه وتدخل الناس وفضوا الشجار، واثناء ذلك توعد المتهمان المجني عليه،وانتهى الامر او كما بدا ذلك لأحمد وباقي سكان الشارع، دون أن يدري أن المتهمين يخططان ويدبران للتخلص من الشاب الشجاعا لذي تصدى لهما مرة ثانية ومنعهما من توزيع سمومهما على المتعاطين وكسب المال الحرام.

الجريمة

بدت الأمور هادئة حين دقت الساعة الرابعة عصرا؛ خرج أحمد المجني عليه من منزله قاصدا أحد المطاعم القريبة من بيته لشراء وجبات غذائية له ولأسرته، وأثناء ذلك افتعل المتهمان مشاجرة معه وتطاول احدهما عليه بالسب والشتم، وعقب ذلك دارت بينهما مشادة كلامية على اثرها اعتدى الاثنان على المجني عليه بالضرب وتطور الشجار واحتدم وانهال احد المتهمين بالطعنات في جميع أنحاء جسد المجني عليه، حاول بعض شهود عيان الواقعة التدخل وفض الشجار بين المتهمين والمجني عليه، ولكن أحد المتهمين هدد بالقتل أي شخص يحاول التدخل والدفاع عن المجني عليه مشهرًا مطواة في وجه الجميع، وانهال شريكه على المجني عليه بالطعنات حتى سقط أحمد غارقا في دمائه، وفور ذلك اتصل أحد شهود العيان بشقيق المجني عليه وأبلغه بالذي حدث طالبا منه الحضور الى مستشفى النصر العام بمنطقة شبرا، حيث بدت الأمور غير مطمئنة.

بلاغ

تلقت الأجهزة الأمنية بقسم شرطة شبرا الخيمة بلاغا من مستشفى النصر العام بمنطقة شبرا الخيمة يفيد بوصول شاب غارق في دمائه بين الحياة والموت في حضور شقيقه وأحد أصدقائه، على الفور انتقل فريق البحث الجنائي الى المستشفى محل البلاغ؛ تبين أن الجثة لشاب في العقد الثاني من عمره يرتدي كافة ملابسه مطعون بأربع طعنات نافذة في الجانب الايسر والقلب والرأس وعقب مناقشة رجال المباحث لشقيقه وصديقه اللذين نقلا احمد إلى المستشفى،اكدا أن المجني عليه دفع حياته ثمنا لرفضه بيع المخدرات امام المنزل، وعقب ذلك انتقل فريق البحث الى مسرح الجريمة، تبين قيام المتهمين بالتشاجر مع المجني عليه،استمع ضباط المباحث إلى أقوال شهود عيان الواقعة، كما قاموا بتفريغ الكاميرات المحيطة بموقع الحادث التي سجلت الجريمة لحظة بلحظة، وعقب ذلك وضعت أجهزة البحث الاكمنة المحكمة وفي غضون ساعات قليلة؛ ألقت الشرطة القبض على المتهمين وتحرر محضر بالواقعة وإحالة المتهمين إلى النيابة للتحقيق.

كشفت التحريات؛ انه قبل الواقعة تعرض شخصان للمجني عليه أحدهما يدعى عصام والشهير «ببلحة»والآخر يدعى مصطفى 20 سنة والشهير «بدشة»، حيث  هدد المتهمان المجني عليه بسلاح ابيض وضربه على رأسه لمنعهما من توزيع المخدرات امام منزله، حاول المتهمان في البداية إظهار الأمر على انه مجرد شجار ولكن بمواجهة المحقق المتهمين بكاميرات المراقبة وما اسفرت عنه تحريات المباحث؛ انهار الاثنان معترفين بالجريمة، وجهت لهما النيابة تهمة القتل العمد وقررت حبسهما 4 أيام على ذمة التحقيق.

شهود

ذهبنا الى أسرة المجني عليه وعقب وصولنا كان الحزن يهيمن على اسرة وجيران المجني عليه، صعدنا إلى شقة المجني عليه بالطابق الخامس الذي كان يقيم فيها مع أسرته، التقينا بشقيق المجني عليه يوسف 24 سنة والذي أكد؛ أن والدته وباقي اشقائه خرجوا الى مدفن شقيقه،فالام لا تزال في حالة ذهول وعدم تصديق ما حدث، كما كان شقيق المجني عليه ايضا في حالة حزن شديدة، وأضاف: شقيقي احمد رحمه الله نزل لشراء طعام لنا واتفقنا بعد تناول الغذاء سوف ننزل معا لشراء هدية رأس السنة لخطيبته، وبعد حوالي نصف ساعة، تلقيت اتصالا من احد أصدقاء شقيقي يبلغني أن احمد تشاجر مع اثنين وطعناه بالمطوة، أسرعت اليه ونقلته مع صديقي للمستشفى،امي كانت مش مصدقة الخبر، ولحد دلوقتي بتنادي على احمد، وكمان خطيبته في حالة انهيار، كلنا منهارين، احمد كان راجل رفض أن يبيع المتهمان المخدرات في الشارع، تصدى لهما وحذرهما من بيع هذه السموم في الشارع الذي يسكنه وسوف يبلغ عنهما الشرطة، حسبنا الله ونعم الوكيل، وكلنا يقين ان هذين المتهمين سوف يأخذان عقابهما الذي يستحقانه بحكم المحكمة الذي ننتظره.

إقرأ أيضاً : جريمتان السبب فيهم المخدرات l المدمن قتل فاعل الخير .. ونصح جاره بالابتعاد عن «الشابو» فذبحه


 

;