بتجرد

م. أحمد العصار يكتب: دولة السايس و قانون الغاب.. هل من مجير؟

المهندس أحمد العصار
المهندس أحمد العصار

■ بقلم المهندس أحمد العصار

ظاهرة ما يعرف "بالسايس" أو الشخص الذي يحتل أماكن انتظار السيارات في الشارع و يوجه المواطنين عنوة إلي "ركن" سياراتهم بدون أن يطلبوا منه ذلك، هي ظاهرة مقيتة من ظواهر البلطجة في مصر و التي تعود بنا الي عصور الفتوات و يختل معها ميزان السلم الإجتماعي و يُترك فيه المجتمع لقانون القوة بدون منظم أو حامِ أو رقيب، أي بلا دولة إلا دولة "السايس" حيث البقاء للأقوي و الأقوي فقط.

نحن في القرن الحادي و العشرين يا سادة، و ما زال لدينا أشخاص يحتلون الشوارع و يفرضوا إتاوة علي المواطنين علي مرأي و مسمع من الجميع من دون أن يحرك أحد ساكنا، لماذا تُركنا فريسة للبلطجية و أرباب السوابق في غابة كبيرة هي شوارع مصر؟

المواطن هو الحلقة الأضعف في دائرة الفوضي تلك، إن لم يدفع فمصيره السب و ربما الضرب، بجانب اتلاف سيارته، و يتعرض الملايين إلي هذه المأساة بشكل يومي، في مشهد لا تراه في أي دولة في العالم.

و تُفاقم هذه الظاهرة من مشاكل المرور نتيجة لإنتظار السيارات العشوائي و في غير الأماكن المخصصة، هذا بالإضافة إلي شبهة الفساد التي تلاحق المحليات حيث يزعم بعض من هؤلاء "السياس" انهم يتقاسمون دخلهم مع الأحياء.

الحل واضح وهو تفعيل القانون رقم ١٥٠ لسنة ٢٠٢٠ و المعروف بقانون "السايس" و تطبيق لائحته التنفيذية، والتي تنظم أماكن انتظار السيارات و تُرسمن مهنة "السايس" و تضع تعريفة محددة للإنتظار، ما علينا سوي التطبيق الفعلي علي الأرض، و إعتقادي أن المواطن سيتجاوب بشكل جيد عندما يري إطار قانوني يتعامل من خلاله.

فرض الأمن و احقاق الحق و تنظيم المجتمع هي من واجبات الدولة الأساسية و من أبسط حقوق المواطنين، فعلي الدولة بأجهزتها أن تنهض بمسئولياتها و تضطلع بدورها و تجيرنا من هذا العبث..فهل من مُجير؟

[email protected]