فى الشارع المصرى

أحفاد مانديلا

مجدى حجازى
مجدى حجازى

إذا كان 11يناير 2024 يومًا مشهودًا وفارقاً فى الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث تعقد محكمة العدل الدولية فى لاهاى جلساتها الأولى، للنظر فى الدعوى التى قدمتها جنوب أفريقيا فى مواجهة إسرائيل للدفاع عن الفلسطينيين، متهمة فيها إسرائيل بارتكاب جرائم حرب فى حق الفلسطينيين بقطاع غزة، ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، كما تعرفها معاهدة جنيف 1948، إنها إبادة جماعية وتطهير عرقى فى الوقت نفسه..

فإن رئيس جنوب أفريقيا، أكد حرص «أحفاد مانديلا» على إعلاء حقوق الإنسان طبقًا للمواثيق الدولية، داعمًا بذلك حق الفلسطينيين فى الحياة وحقهم فى إنشاء دولتهم على حدود ما قبل 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس، فيما قاله الأربعاء الماضى: «معارضتنا للمذبحة الجارية بحق شعب غزة دفعتنا بصفتنا دولة إلى اللجوء إلى محكمة العدل الدولية»، وأضاف: «بصفتنا شعبًا تجرع يومًا مرارة السلب والتمييز والعنصرية والعنف الذى ترعاه الدولة، نحن واضحون فى أننا سنقف فى الجانب الصائب من التاريخ». 

وحيث إن جلسات الاستماع ستتناول مطلب جنوب أفريقيا بفرض إجراءات طارئة، وإلزام إسرائيل بتعليق عملياتها العسكرية فى غزة، فى حين ستنظر المحكمة فى حيثيات القضية، وهى عملية قد تستغرق أعوامًا..

فإن ملف دعوى جنوب أفريقيا يشير إلى أن إسرائيل فشلت فى تقديم الأغذية الأساسية والمياه والأدوية والوقود وتوفير الملاجئ والمساعدات الإنسانية الأخرى لسكان القطاع، وأشار أيضًا إلى حملة القصف المستمرة التى دمرت مئات الآلاف من المنازل واضطرت نحو 1.9 مليون فلسطينى إلى النزوح، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 23 ألف شخص وفقًا لبيانات السلطات الصحية فى غزة.. ومن المتوقع صدور حكم بشأن التدابير المؤقتة فى وقت لاحق هذا الشهر.. وأحكام محكمة العدل الدولية مُلزِمة، لكن المحكمة لا تملك تنفيذها. 

كما يعرض الملف المقدم إلى محكمة العدل الدولية تفاصيل ما تصفه جنوب أفريقيا بأنه «تعبير عن نية الإبادة الجماعية» من قبل القادة الإسرائيليين، بمن فى ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته..

كما طلبت جنوب أفريقيا من المحكمة إصدار «إجراءات مؤقتة» تأمر إسرائيل بوقف حربها فى غزة، والتى قالت إنها «ضرورية فى هذه القضية للحماية من المزيد من الضرر الشديد وغير القابل للإصلاح لحقوق الشعب الفلسطينى»، ويعتبر الإجراء المؤقت هو أمر مؤقت بوقف الأفعال، أو أمر قضائى، فى انتظار صدور حكم نهائى.. وتعرّف الأمم المتحدة الإبادة الجماعية بأنها فعل «يرتكب بقصد التدمير الكلى أو الجزئى لمجموعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية».

واتساقًا مع ما تقدم، فإن الشعوب المحبة للسلام والداعمة لإرساء حقوق الإنسان تثمن موقف جنوب أفريقيا فى إصرارها على صد الغطرسة الصهيوأمريكية وحلفائها، اتقاء لشرور همجية المغتصب المحتل الذى ينكر حق الفلسطينيين فى مقاومتهم من أجل العيش على أرضهم بسلام وأمان.  

لنثق بالله ونكثر من الدعاء والاستغفار والذكر والصلاة على نبينا محمد  حتى ييسر الله لنا سبل الخلاص من آلامنا ونتمكن من تجاوز الأزمات.. ولندعُ الله، بأن يحفظ مصرنا الغالية شعبًا وقيادة، ويقينا شرور الأعداء والحاقدين.. ولندعُ الله، بأن يحفظ شعب فلسطين وينصره على الكيان المحتل وحلفائه.  
حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.