كتب فتحي البيومي
منذ قدومهم إليها "الإسماعيلية" إبان فترة حفر قناة السويس، وقد حفرت في قلوبهم مكاناً خاصاً لها، فرغم اختلاف لغاتهم وجنسياتهم سواء كانوا فرنسيين أو إنجليز أو يونانيين إلا أنهم قد اجتمعوا على شيء واحد لا خلاف عليه وهو حب هذه المدينة الباسلة الخالد اسمها خلود قناة السويس.
لقد ارتبطت نشأة الإسماعيلية بوجود الأجانب بها، وذلك للعمل في الأعمال الفنية الدقيقة بالشركة العالمية لقناة السويس حيث يوجد بالمدينة المقر الرئيسي للشركة، وتشكل الجالية اليونانية أقدم وأكبر جالية أجنبية في الإسماعيلية، حيث وفدوا إليها مع بداية الحفر أي مع نشأة المدينة.
اقرأ أيضاً| قصة منح ديليسبس امتياز حفر قناة السويس
تاريخ الجالية اليونانية بالإسماعيلية
وعن توافد وتاريخ الجالية اليونانية بالإسماعيلية يقول الباحث والمؤرخ أحمد فيصل، يعتبر اليونانيون رابع الجاليات الأجنبية الموجودة في المدينة من حيث الامتيازات والوضع الاجتماعي بعد الفرنسيين والإنجليز والإيطاليين، وقد وصل أعداد اليونانيين في الإسماعيلية في عام 1907 نحو 1078 نسمة وعام 1947 وصل عددهم إلى 1686 نسمة بحسب ما ذكرته الدكتورة راجية إسماعيل في كتاب تاريخ مدينة الإسماعيلية، وقد تخصص للجالية اليونانية منطقة سكنية خاصة بهم في الحى الأفرنجي وقد تم بناء كنيسة بها تسمى كنيسة مارجرجس، ويوجد كثير من منازل اليونانيين في الحي العربي وكانت تبنى من الطوب والخشب، كما كان يوجد 1850 عائلة يونانية في الحي العربي وذلك من عام 1900 إلى 1930.
طقوس ونشاطات الجالية اليونانية بالإسماعيلية
وعن شعائر وطقوس مارستها الجالية اليونانية بالإسماعيلية يقول فيصل: من ضمن الاحتفالات اليونانية الدينية في الإسماعيلية يوم الجمعة الحزينة حيث تخرج زفة تمثل جنازة السيد المسيح إلى ميدان شامبليون، كما مارس اليونانيين بعض الألعاب الرياضية مثل سباق القوارب والدرجات والملاكمة والسلة أيضا وأنشأت الهيئة استادا لممارسة الأنشطة اليونانية.
ويضيف فيصل، لقد كانت أول كنيسة في الإسماعيلية كنيسة ماري جرجس وهي تتبع الطائفة اليونانية، وتأسست في عام 1869 وكذلك تم انشاء كنيسة أخرى تدعى ماري مينا سنة 1935 ويتواجدوا حاليا بشارع الأمام على بحي الإفرنج.
جمعيات يونانية بالإسماعيلية
وعن الأنشطة الاجتماعية لليونانيين في الإسماعيلية يقول فيصل: لقد أنشأت أول جمعية يونانية سنة 1895 تعرف باسم الجمعية اليونانية وموجودة حاليا بشارع الأمام على بجوار الكنيسة اليونانية ماري مينا، وقد وصل عدد الهيئات الاجتماعية إلى ست عشرة هيئة ترعى مصالح اليونانيين في شتى المجالات هذا بجانب أربعة نواد اجتماعية ورياضية، كذلك أنشأت العديد من الجمعيات الخيرية، ومنها جمعية السيدات اليونانيات من جزيرة كاسوس، ومن ضمن الجمعيات اليونانية فى مدينة الإسماعيلية جمعية المحاربين القدماء المشاركين في الحرب العالمية الأولى والثانية، أيضا وجدت جمعية التغذية وتقدم الوجبات للطلبة الفقراء وكذلك وجدت في الأربعينيات من هذا القرن جمعية الطلبة الذين تخرجوا من الثانوي.
أنشطة تجارية للجالية اليونانية بالإسماعيلية
وعن الحياة التجارية للجالية اليونانية بالإسماعيلية يقول فيصل: لقد حرص اليونانيون على الانشغال بكافة الأعمال التجارية والثقافية حيث ظهرت مجلة "لوبر وجرية الأسبوعية" ، وكانت يونانية وفرنسية وتهتم بالشئون التجارية والأدبية ونشر الإعلانات وكان يديرها يوناني يدعى لازاريدس، كذلك أنشأ أحد الإيطاليين فندق المسافرين بشارع أحمد عرابي وكان يديره أحد اليونانين بعد شرائه من مؤسسة وظل يعمل بالفندق إلى عام 1986، وأقام اليونانيون ستة فنادق في مدينة الإسماعيلية منهم واحد فى الحى العربي وقد استمر في العمل حتى عام 1960، وقد كان اليونانيون يحتكرون تجارة المأكولات في المدينة وكانت معظم محلات البقالة فى الإسماعيلية يمتلكها يونانيون، وكان يوجد محل مشهور جدا بشارع السلطان حسين يدعى جروبي أيس كريم ومثلجات يبتع "ينى ساکلاكي"، وقد وجد عدد من المخابز التي يتملكها الأجانب فقد وجدت ثلاث مخابز يونانية في حي الإفرنج، وأربعة في حي العرب.
