مَن الأحق بتراث كوكب الشرق؟.. مدحت العدل: حصلنا على أحقية ملكية إرث أم كلثوم

مدحت العدل ود. نادية مبروك ومحسن جابر وعمرو مصطفى
مدحت العدل ود. نادية مبروك ومحسن جابر وعمرو مصطفى

لا تزال أزمة احتكار التراث الخاص بمطربى الزمن الجميل محل جدل وخلاف مستمر، حيث تجدد هذا الخلاف بعدما نشبت أزمة بين المنتج محسن جابر صاحب شركة ستارز للإنتاج الفنى، وشركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات على أحقية امتلاك تراث كوكب الشرق «أم كلثوم»، ولم تكن هذه الأزمة الأولى التى تنشأ بسبب أحقية التصرف فى تراث المطربين الراحلين، والتى قامت على إثرها الكثير من الخلافات حول أحقية امتلاك التراث الغنائى لأغانى «أم كلثوم»، وفى السطور التالية يتحدث عدد من الموسيقيين حول أزمة حقوق الملكية والتصرف فى الإرث الغنائى للمطربين الراحلين، والذين عاصروا هذا الجيل من المطربين الكبار، وما إذا كان هذا الصراع سوف يحرم الملايين من المستمعين حول العالم من هذا الفن والمبدعين الذين أفنوا عمرهم ليتركوا لنا أعمالًا خالدة.

وفيما أثير من جدل حول حقوق ملكية التراث الغنائى لكوكب الشرق أم كلثوم بين صوت القاهرة وإحدى الجهات المعنية بإنتاج الأغاني، قال الدكتور مدحت العدل ،رئيس جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين: «إن مصر تمتلك أكبر تراث غنائي بالعالم، إذ نملك أكثر من 170 ألف مصنف غنائى موجودة داخل أروقة جمعية المؤلفين والملحنين، وأضاف «العدل»، أن الجمعية حصلت على حكم قضائى بأحقيتها فى ملكية تراث كوكب الشرق «أم كلثوم»، لافتًا إلى أن هناك فرقا كبيرا بين حق الصوت والملكية الفكرية للمؤلف والملحن، وهو الأمر الذى يختلط على الكثيرين، وهم أصحاب الإبداع الأصلى، وأكد «العدل» إن تسجيلات كوكب الشرق أم كلثوم ملكا لشركة القاهرة للصوتيات وبأحكام قضائية، وأن الجمعية تمتلك توكيلات من أم كلثوم بصفة شخصية، وأخرى من ورثة الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، والفنان الراحل عبد الحليم حافظ، مشددا على أن الجمعية وشركة القاهرة أصحاب الحق الأصيل فى هذا التراث، وهو ما ينفى ما تدعيه إحدى الشركات بأحقيتها فى ملكية هذا التراث وهو غير حقيقى.

اقرأ أيضاً| «امبراطورية ميم» فى المعادى

بينما أكد الفنان عمرو مصطفى: «إن سرقة الألحان أصبحت شيئا غير منطقى والتنازلات لحق شركة الإنتاج ظلم كبير وأقرب مثال أسرة أم كلثوم التى تم سرقة كل حقوقها، وأضاف «مصطفى» كل تراثنا أصبح للبيع بسبب كل شركات الإنتاج، ومن المفترض أن يكون العمل بنسبة فى الأرباح والتنازل شىء مرفوض تماما، وأرجو دعم جمعية المؤلفين والمحلنين بإشراف مدحت العدل وهذا للحفاظ على التراث المصرى، وطالب «مصطفى» مجلس النواب بضرورة التدخل لحسم الجدل حول ملكية تراث رموز الفن وتوضيح أن جمعية المؤلفين والملحنين هى الوحيدة صاحبة الحق فى التصريح لاستخدام هذا التراث.

وقالت الإذاعية نادية مبروك رئيسة شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات إن تراث رموز الفن هو ثروة قومية يملكها الجمهور، والدولة ممثلة فى شركة صوت القاهرة، وأنها ليست ملكا خاصا لشركة أو لأشخاص، وهذا ما سنثبته بالأدلة والوثائق القانونية مع د.حسام لطفى أستاذ الملكية الفكرية والمستشار القانونى لجمعية المؤلفين والملحنين والناشرين المصرية حيث أوضح د.حسام لطفى أن حق الأداء العلنى لكبار المطربين هو مملوك لجمعية المؤلفين والملحنين، ولا يجوز لأى شخص أو جهة أن تتنازل عنه لأحد مهما كان، وأشار «لطفى» إلى أن الشركة التى تدعى ملكية محتوى «أم كلثوم» الفنى، قد تعهدت كتابيا بانها لن تمس المحتوى دون الرجوع الى الجهة صاحبة الحق الوحيد والأصيل فى هذا الشأن، وكشف الدكتور حسام لطفى عن مفاجأة بشأن الصراع على التراث الغنائى للراحلة أم كلثوم، خلال المؤتمر وعرض إقرارا وتنازلا بخط اليد للفنانة الراحلة أم كلثوم، لشركة صوت القاهرة عن أخذ كل الحقوق، موضحا أن هناك بعض الأمور لا يعلم عنها أحد، وأن أم كلثوم لا تملك سوى نسبة من أعمالها تذهب للورثة.

فى المقابل، رفض المنتج محسن جابر، مالك شركة ستارز للإنتاج الفنى الذى يؤكد أحقيته فى ملكية تراث أم كلثوم الغنائى، بيان «المؤلفين والملحنين»، واتهم العدل بدعم شركة «صوت القاهرة» بسبب خلافات شخصية بينهما.

ورأى «جابر» أن مدحت العدل يخلط بين رئاسته لجمعية «المؤلّفين والملحّنين»، وبين أعماله الخاصة، وذلك بعد استلامه إنذاراً ودعوى قضائية من شركتنا لاعتدائه على مصنّفاتنا فى بعض المسلسلات، منها «1000 حمد الله عَ السلامة»، و»جميلة»، اللذان عرضا فى موسم رمضان الماضى، وهما من إنتاج شركته «العدل جروب».

بينما صرحت حفيدة أم كلثوم السيدة جيهان الدسوقى فى بيان لها: «إنها سوف تتخذ الإجراءات القانونية التى من شأنها الحفاظ على التراث الفنى الخاص بكوكب الشرق أم كلثوم وأنها قد فوضت المستشار ياسر قنطوش لاتخاذ كل الإجراءات القانونية تجاه شركة صوت الفن بتعديل العقد بما يتناسب مع القيمة المادية لذلك التراث والتى تصل قيمته المادية فى الوقت الحالى إلى ملايين الدولارات، حيث إن العقد الخاص بالتنازل الحالى لاستغلال الحقوق الفنية والأدبية عن تراث كوكب الشرق أصبح مجحفا ولا يتناسب مع القيمة المادية لذلك التراث الفنى الضخم كما أن هذا التنازل يعد باطلا طبقا لنصوص قانون الملكية الفكرية الذى ينظم الحقوق الفنية والأدبية عن الأداء الفنى وسوف يقوم المستشار «قنطوش» باتخاذ كل الإجراءات القانونية والقضائية اتجاه الشركة وذلك من أجل حفظ حقوق تراث كوكب الشرق أم كلثوم».. بينما قال الناقد مصطفى حمدى: «أرى أن هذه المسألة مفتعلة والقصة ببساطة أن المنتج محسن جابر اشترى نصيب ورثة أم كلثوم وحماية لتراث أم كلثوم من البيع لشركات أجنبية أو شركات عربية تحديدا، وجابر قال إنه كمنتج مصرى أولى بشراء هذه الحقوق واستغلالها وحتى الآن هو محافظ عليها، كما يوجد نزاع قانونى بين صوت القاهرة التى تؤكد أن أم كلثوم تنازلت لها عن حقوق الاستغلال وفى نفس الوقت يقول محسن جابر إنه اشترى الحقوق من ورثة أم كلثوم، أما بالنسبة إلى وجهة نظرى الشخصية يجب على الأطراف كلها أن تلتقى.

بينما قال محمد عبد الله المستشار القانونى لنقابة المهن الموسيقية: «الموضوع على قيد النزاع ما بين المنتج محسن جابر وبين جمعية المؤلفين والملحنين وكل طرف يدعى ملكيته وحقه فى تداول المصنفات الفنية لكوكب الشرق أم كلثوم وكل منهما يؤكد امتلاكه للأوراق التى تثبت ملكيته أو صلاحيته فى أن يمنح أو يمنع استخدام هذه المصنفات دون إذن منه و كل طرف يملك مستنداته وكل واحد يدعى أنه المالك الوحيد وأن له الحق فى تداول هذه المصنفات وحق الأداء العلنى، وبناء عليه، صحته القضائية تكون مختصة بالنزاع ونقابة المهن الموسيقية لا تدخل طرفا أبدا فى هذا النزاع  لأن النزاع قضائى بحت والمحكمة الاقتصادية هى التى تحكم  لأحد الطرفين على حسب المستندات الموجودة إليهما وعلى حسب إذا كانت هناك أوراق أو عقود تم إنهاؤها، المسألة قضائية مكانها المحكمة الاقتصادية والمحكمة لها الكلمة الأولى والأخيرة فقط».