فى المليان

موقف لا يـقـبـل المزايدة وإلغاء الاتفاقية المشبوهة

حاتم زكريا
حاتم زكريا

فى الوقت الذى تواصل فيه إسرائيل حرب الإبادة الجماعية على غزة وأجزاء واسعة من الضفة الغربية، تتواصل معها المجازر الوحشية بحق الفلسطينيين العزل والصحفيين ممثلي الوكالات وأجهزة الإعلام العربية والأجنبية. 

وإذا كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد قام فى الفترة الأخيرة بجولة فى تركيا واليونان وقطر والأردن، فإنه لا أحد يعرف بالضبط الأهداف الحقيقية لجولته المكوكية..

وفي لقائه الأخير مع الملك عبد الله الثاني عاهل الأردن حذر الملك الوزير الأمريكي من التداعيات الكارثية لإستمرار الحرب على غزة، وجدد رفض بلاده للتهجير القسري للفلسطينيين فى الضفة وغزة.. وفى محطته الرابعة لجولته بالمنطقة أكد بلينكن يوم الأحد الماضي بالدوحة إنه من الضروري أن تبذل إسرائيل المزيد من الجهد لحماية المدنيين الفلسطينيين فى قطاع غزة، الذين يجب أن يتمكنوا من العودة الى ديارهم ما أن تسمح الظروف بذلك!! 

ولا شك أن موقف مصر من الحرب الإسرائيلية الوحشية والمدمرة على قطاع غزة معلن ومثبت على كافة الأصعدة والمستويات.. وقد تأكد هذا الموقف الذى لا يحتاج الى مزايدة من أحد خلال زيارتين لوفدين أمريكيين للقاهرة يومي الأربعاء 3 يناير والخميس 5 يناير.. في اللقاء الأول التقي الرئيس السيسي بوفد من الحزبين الديمقراطي والجمهوري برئاسة السيدة «جوني أرنست» بحضور سامح شكري وزير الخارجية.. 

وفى اللقاء الثاني استقبل الرئيس وفداً يضم السيناتور كريستوفر فان هولين والسيناتور جيفري ميركل عضوي مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي، بحضور سامح شكري وزير الخارجية.. 

وجاء اللقاءان فى إطار التشاور المستمر بين مصر والولايات المتحدة على مختلف المستويات، ولاسيما فى ضوء الأوضاع الإقليمية الراهنة خاصة فى قطاع غزة، فى ظل حرص الجانب الأمريكي على الإستماع الى رؤية مصر والرئيس السيسي للسياق العام للوضع الحالي التي تضمنت التشديد على ضرورة العمل بجدية على التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً للمرجعيات المعتمدة، وأكدت أن الأولوية الراهنة تتمثل فى التوصل إلى وقف إطلاق النار وحماية المدنيين ونفاذ المساعدات الإنسانية بالكميات الكافية، لمواجهة المأساة الإنسانية التي يواجهها أهالي القطاع إتساقاً وتنفيذاً للقرارات الأممية ذات الصلة. كما شدد الرئيس فى الاجتماعين على رفض مصر التام لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية من خلال تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.. ومن جانبهم شدد أعضاء الوفدين بالجهد المقدر الذى تقوم به مصر على المسارين السياسي والإنساني..

وكان الوفد الأمريكي الذى يضم عضوي لجنة الإعتمادات بمجلس الشيوخ الأمريكي عن الحزب الديمقراطي السيناتور كريستوفر فان هولين والسيناتور جيفري ميركل.. قد قاما بتفقد مساعدات الهلال الأحمر المصري بالعريش، وأستقبلهما كل من أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، واللواء دكتور محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء..

وقد أكد الأمين العام للجامعة العربية لهما ضرورة إضطلاع الولايات المتحدة بمسئولياتها للضغط على إسرائيل لوقف الحملة العسكرية التي تقوم بها قوة الإحتلال فى حق الفلسطينيين، ومساعيها الحثيثة لترحيل السكان قسراً من شمال القطاع لجنوبه، مشدداً أن الممارسات الإسرائيلية تعد بمثابة عقاب جماعي يرقي الى جرائم حرب تنتهك القانون الدولي والإنساني..

ومن ناحية أخري أعتقد إنه من الأخبار المهمة التي لفتت إنتباهي وإنتباه الكثيرين من المتابعين للدور الأثيوبي المتآمر فى أوضاع القرن الإفريقي، توقيع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود قانوناً بإلغاء الإتفاقية المبرمة والمشبوهة بين حكومة إثيوبيا وإقليم أرض الصومال، بشأن المنفذ البحري لبناء قاعدة عسكرية، وذلك بموافقة مجلسي البرلمان الصومالي، وأشاد الرئيس الصومالي بنواب المجلسين للدور التاريخي الذى لعبوه فى الدفاع عن تراث الأجيال الصومالية وإستقلال البلاد، وقال إن هذا القانون هو الموقف الرسمي لجمهورية الصومال الفيدرالية، ورسالة قوية لكل من يريد الغزو البري والبحري والجوي للشعب الصومالي.. 

وكان الرئيس السيسي قد تواصل هاتفياً مع الرئيس الصومالي الدكتور حسن شيخ محمود، مؤكداً له موقف مصر الثابت بالوقوف الى جانب الصومال الشقيق ودعم أمنه وإستقراره..