بدون تردد

مصر والأردن.. وفلسطين

محمد بركات
محمد بركات

المتابع للتطورات الجارية على الساحة السياسية اقليميا ودوليا، فى ظل المتغيرات الجسيمة التى طرأت على المنطقة منذ «طوفان الأقصى»، وبدء حرب الإبادة الإسرائيلية اللاإنسانية على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، يدرك بوضوح خطورة الأوضاع التى تهدد المنطقة، وتدفع بها للانزلاق على طريق المواجهة، واتساع رقعة الصراع، ما لم يتم تدارك الخطر ووقف الانفجار قبل حدوثه.

تلك حقيقة باتت واضحة ومؤكدة للأسف جراء التداعيات المأساوية للعدوان الإسرائيلى الوحشى المستمر على الشعب الفلسطينى، وحجم الدمار والقتل والتخريب الذى يحدثه كل يوم طوال الثلاثة شهور الماضية وحتى الآن.

وفى هذا السياق نرى ونتابع التحركات المكثفة التى تجرى لإنقاذ الموقف ووقف الاندفاع المتسارع نحو الخروج عن السيطرة،...، وعلى رأس هذه التحركات تأتى الجهود الفلسطينية والمصرية والأردنية المكثفة لإقناع كل الأطراف بأن هناك وسيلة وحيدة لنزع فتيل الأزمة، وتحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة.
وهذه الوسيلة الوحيدة والتى لا بديل عنها على الإطلاق، هى السعى بجدية لوقف إطلاق النار وتوقف الحرب فى غزة، والعمل للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية التى هى بالقطع جوهر ولب الصراع فى المنطقة.

وتؤمن مصر والأردن والسلطة الوطنية الفلسطينية بأن تلك هى الوسيلة المؤكدة لنزع فتيل الأزمة وتحقيق الاستقرار، ووضع نهاية للعنف والصراع القائم فى المنطقة منذ أربعينيات القرن الماضى وحتى اليوم.

وفى هذا السياق يمكننا تفهم الموقف المصرى الثابت فى السعى لتحقيق السلام العادل والدائم فى المنطقة، كضرورة لازمة لتحقيق الأمن والاستقرار لكل الدول والشعوب فى هذا الجزء المضطرب والقلق من العالم.

ويتأسس الموقف المصرى والأردنى والفلسطينى فى ذلك، على الاقتناع التام بإمكانية الوصول إلى ذلك بالتنفيذ الأمين للمبادرة العربية لحل الدولتين، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧، فى الضفة وقطاع غزة وعاصمتها القدس العربية.

والحقيقة المؤكدة على أرض الواقع، تقول بوضوح إن ذلك هو الموقف المصرى المبدئى تجاه القضية الفلسطينية، وهو موقف ثابت وراسخ طوال فترة الصراع وحتى الآن، رغم كل المتغيرات والتحولات التى طرأت على الساحة السياسية بالمنطقة قبل «طوفان الأقصى»، وبدء حرب الإبادة الإسرائيلية ومن بعدهما.

والمعلن والثابت هو أن مصر ترى أن الاستقرار والسلام لا يمكن أن يتحققا فى المنطقة دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يقوم على تلبية حقوق الشعب الفلسطينى المشروعة فى إقامة دولته المستقلة، فى الضفة والقطاع وعاصمتها القدس العربية فى إطار حل الدولتين.