الهلال الأحمر المصري.. تاريخ لتخفيف المعاناة الإنسانية ومهام قتالية للنساء

الهلال الأحمر المصري
الهلال الأحمر المصري

أنشئت جمعية الهلال الأحمر المصري سنة 1911م خلال فترة الاستعمار الإنجليزي في مصر، حيث عقدت أول جمعية عمومية لها في الأول من أكتوبر عام ١٩١١م برعاية حاكم مصر في هذا التوقيت الخديوى عباس الثاني ، ورئاسة الشيخ علي يوسف، وهو سياسي وصحافي.

وبعد إحدى عشرة سنة من ذلك التاريخ، صار الهلال الأحمر المصري جمعية معترفًا بها في رابطة «جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر» (الاتحاد الدولي لاحقًا)  ولها فروع في كافة المحافظات المصرية، ولها في القاهرة عدة مقرات بالنهضة وحلوان والمقطم وفرع زينهم.

اقرأ أيضًا| تحت شعار «الأمل».. «القباج» تكرِّم متطوعي الهلال الأحمر

الأهداف 
تسعى جمعية الهلال الأحمر المصري لتخفيف المعاناة الإنسانية خاصة في مجالات الإغاثة ومواجهة الكوارث ومجالات الصحة العامة والمجتمعية، ونشر مفاهيم القانون الدولي الإنساني بين فئات المجتمع المختلفة، والدعوة إلى إعمال أحكام ذلك القانون، ونشر الوعى بأحكام اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها، وتعمل الجمعية على إقامة روابط قوية وعلاقات وثيقة مع المجتمع الدولي من خلال تعاونها وشراكتها مع مكونات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، والمنظمات الهيئات التابعة للأمم المتحدة والحكومات الأجنبية لخدمة الإنسانية

تصدر النساء بالأعمال الإنسانية 

شغل الرجال في منصب رئاسة الهلال الأحمر المصري،علي مدار عقود طويلة  ولكن عبر تاريخه، نستكشف عن تصدر النساء المصريات لواجهة العمل ،من مختلف الطبقات ينشطن في الأعمال الإنسانية ودعم الفئات التي تحتاج إلى العون حيث تفانت المرأة المصرية في دعم أنشطة الهلال الأحمر المصري، وكونَّ لجانًا لهذا الغرض، أطلقن عليها «منظمة لجان سيدات الهلال الأحمر المصري».
وكان الزي الخاص بسيدات الهلال الأحمر المصري يتكون من بدلة كحلية اللون وقميص أبيض وكرافته حمراء في وقت السلم، وفي وقت الحرب يتكون من بالطو أبيض وكاب كحلي.

وعلى مدى التاريخ، تبرعت متطوعات الهلال الأحمر المصري بالوقت والمال والدم. ففي أوقات الحرب كما حدث في حرب فلسطين في العام 1948، أشرفت سيدات الهلال الأحمر المصري على مخيم للاجئين الفلسطينيين، وأمددنهم بالأغطية والملابس والمستلزمات المعيشية. ودربن فتيات المخيم على الحياكة وأشغال الإبرة وعلى تعليم الأطفال القراءة والكتابة. كما أشرفن على ما يزيد على ألف لاجئ فلسطيني في أماكن الإيواء بثكنات بورسعيد. وفي حرب العام 1956 [تُعرف مصريًّا باسم العدوان الثلاثي]، ومع تهجير قرابة عشرة آلاف مواطن من المناطق المتضررة بالحرب، نظمت سيدات الهلال الأحمر المصري وسائل الإغاثة والإسعاف، ودخلت السيدات إلى بورسعيد حاملات الأدوية والمعدات الطبية. وفي حرب  1967، ثم «حرب الاستنزاف»، شاركت سيدات الهلال الأحمر بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تنفيذ عمليات مختلفة، منها خدمة تبادل الرسائل بين المواطنين المصريين، وبين أقاربهم المحتجزين أو الموجودين في الأراضي المحتلة.

وشاركت السيدات في مهام البحث عن الأسرى والمفقودين خلال الحرب، وفي إتمام عمليات تبادل الأسرى والجرحى. كما استمرت زيارات سيدات الهلال الأحمر المصري للمصابين بالمستشفيات في مدينة السويس، ولأسر الشهداء والمقاتلين لبحث احتياجاتهم وحل مشاكلهم. كل هذا علاوة على تقديم خدمات الإسعاف والتمريض وإعداد ملابس واحتياجات المتضررين وجمع التبرعات خاصة من النقابات المهنية.

الدعم النفسي

وفي حرب 1973، زارت سيدات الهلال الأحمر المصري جرحى الحرب في المستشفيات، وقدمن الدعم النفسي، وساهمن في أنشطة التمريض. كما توجهت لجنة من سيدات الهلال الأحمر المصري إلى مدينة القنطرة (50 كيلومترًا شرق القاهرة) للإشراف على سفر وعودة الطلاب بقطاع غزة، وكذلك مساعدة العائلات القادمة والعائدة إلى القطاع.

أما في أوقات السلم، فقد استمر دورهن العظيم في قيادة العمل التطوعي في المناطق التي أشرف الهلال الأحمر على تطويرها مثل منطقة زينهم [منطقة سكنية فقيرة في حي السيدة زينب]، ومتابعة تأهيل متضرري الزلزال الذي ضرب مصر في العام 1992. كما أشرفت متطوعات الهلال الأحمر على تسكين ودعم المتضررين من انهيار صخرة الدويقة في العام 2008.

كل هذا التاريخ جعل من تولي امرأة قيادة الهلال الأحمر المصري [السيدة مؤمنة كامل الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر المصري] أمرًا طبيعيًّا، تقديرًا للدور التاريخي الذي لعبته المتطوعات في تاريخ الجمعية، وثقة في قدرتهن على قيادة هذه المنظمة التي قامت على أكتافهن منذ نشأتها وحتى الآن.

دعم القضية الفلسطينية 

ولدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة وتقديم المساعدات الإنسانية والصحية لهم في ضوء توجيهات القيادة السياسية المصرية وما تضطلع به مصر من دور دفاعًا عن القضية الفلسطينية

لعب الهلال الأحمر المصري دورا كبيرافي إدخال العديد من المساعدات الإنسانية العاجلة للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودى بمجهودات كبيرة «ووضع كافة السيناريوهات لما يمكن أن يحتاجه أهالي غزة بدءًا من توفيره،ل 10 شاحنات يتم إدخالها إلى قطاع غزة، حتى  وصولة الآن إلى 100 شاحنة، ويتم تقسيم الشحنات حسب الاحتياجات سواء دوائية أو غذائية ،بجانب إنشاء مجموعتي عمل، المجموعة الأولى تعمل على اللوجيسيتات الإنسانية، من ملابس وغذاء، وإنشاء أيضًا 6 مناطق لوجستية تستقبل المساعدات من كافة الدول وتدير المنظومة اللوجستية، بشكل مركزي يتيح سهولة التحرك.


الهلال الأحمرالمصري يراجع كل ما يأتى من مساعدات ومراجعتها وإرجاع منتهى الصلاحية منها إلى مصدرها، «كما فتحنا باب التطوع للشباب، ووصل لدينا عدد المتطوعين إلى 2000 متطوع، وتوجد فرق تعمل للتواصل والروابط الاجتماعية وتواصل المصابين من غزة مع أهاليهم»، موضحا أن الهلال الأحمر يعمل مع جميع مؤسسات العمل الأهلى في مصر لتوفير سكن وطعام وغيره من الاحتياجات للمصابين .