ريم داوود: «إيلينا تعرف» للأرجنتينية كلاوديا بينيرو

ريم داوود
ريم داوود

ممّا قرأته وأعجبنى هذا العام، رواية «إيلينا تعرف» للكاتبة الأرجنتينية كلاوديا بينيرو، بترجمة ممتازة لنهى مصطفى. كنتُ قد قرأتُ للمؤلفة «أرامل الخميس» و«كُلّى لك»، وأعجبتنى الثانية جدًا، كذلك.

فى «إيلينا تعرف»، تفاجأ الأم بوفاة ابنتها الأربعينية، وتعتقد اعتقادًا جازمًا أن ابنتها ماتت مقتولة، وتسعى لكشف المجرم، بكلّ جهدها، رغم معاناتها الشديدة من المرض. ترفض تقبّل تأكيدات محقّق الشُرطة، الذى يخبرها أن الأمر لا يعدو كونه حادثًا. إيلينا متيقنة من أنها «تعرف» ابنتها، أكثر من أى أحد آخر، رغم علاقتهما الملتبسة، غير المألوفة، التى تميل إلى نوعٍ من القسوة المتبادَلة. شيئًا فشيئًا، وعبر سرد جذّاب، لا يخلو من مشاهد مؤلمة لآثار المرض على جسد «إيلينا» شبه العاجز، وصحّتها المتدهورة، تتكشّف للقارئ أسباب موت الابنة «ريتا»، ويدرك أن البطلة «لا تعرف» شيئًا، على عكس ما كانت تظن، وأنها «لا تعرف» ما ستفعله مستقبلًا. 

ممّا قرأته مؤخرًا وأعجبنى أيضًا، المجموعة القصصية My Mother Pattu، الصادرة بالإنجليزية لـ «ساراس مانيكام»، وهى كاتبة ماليزية فازت بجوائز عدّة. تضم المجموعة 14 قصّة، تعكس صورًا مختلفة للعلاقات الإنسانية. علاقة أم بابنها المُعاق، ومناجاتها مع الله بشأنه. علاقة فتاة مراهقة بأمها الشابّة التى رفضت وجودها منذ البداية. كذلك الخادمة الإندونيسية، العاملة فى ماليزيا، التى تدرك بعد فوات الأوان أن تضحياتها الدائمة من أجل أسرتها قد ذهبت سدى. لاحقتنى بعض قصص هذه المجموعة، بعد الانتهاء منها، لوقتٍ طويل، وبخاصّة حكاية الشقيقتين التوأم، التى تستعيدها إحداهما عقب تقدّمها فى السن. كتابةٌ متميزةٌ عن أشخاص عاديين. 

لم أقرأ هذا العام ديوانًا شِعريًا، لكننى أنحاز على الدوام لبابلو نيرودا، وأعيد قراءة أشعاره بالإنجليزية، كلّما أتيحت لى الفرصة. 

إقرأ أيضاً : القاهرة مؤرخة: لمحات من التاريخ العمراني لمدينة آسرة