مريم الزرعونى: «ورد أسمر يملأ رئتى» لـ «دخيل خليفة».. و«نهاية الصحراء» لـ «سعيد خطيبى»

مريم الزرعونى
مريم الزرعونى

أرى أنّ مسألة الأهمية أمر نسبى، لأنّ المهمّ فى السياق الذى أعيشه، يختلف عن المهم لدى الآخر، الذى يختبر ظروفًا وأحداثًا مختلفة بالضرورة، على الأقل فى حدود الحياة الشخصية. من هنا أحدد المهم بالنسبة لى وأبدأ بالشعر، فقد وجدت ديوان الشاعر دخيل الخليفة «ورد أسمر يملأ رئتى» أهم ما قرأت فى الشعر العربى المعاصر الصادر فى 2023، على مستوى الأسلوب والتجربة، فأنا متابعة وقارئة لإصدارات الشاعر السابقة، كتب القصيدة الموزونة ثم قصيدة النثر. فى هذا الديوان يحمل عنوانا ثانويا يصنّفه بالنصوص النثرية. المطالع للنصوص يراها على هيئة فقرة منثورة، تنضح شعرًا، وتتضافر فيها عبارات موسيقية تخفى وزنًا، وجدت هذا مثيرًا وباعثًا على التأمل، فى الأشكال الشعرية التى تتبدى فى نص واحد، يحمل صفة النثر، ويستبطن شيئا من الموسيقى التى يضيفها الوزن للشعر.

أما الرواية فلعلّ الأهم فى قراءاتى السردية لعام 2023 رواية «نهاية الصحراء» للجزائرى سعيد خطيبى والفائزة بجائزة الشيخ زايد للكتاب عن فئة إبداعات الشباب للعام 2023، برعت الرواية فى تكوين مستند بوليسى تدور فيه أحداث جريمة قتل والبحث عن القاتل، تتضافر فيها الأبعاد التاريخية والاجتماعية كشاهد على حقبة الثمانينيات، والتحولات السياسية بعد الاستقلال. لم يحالفنى الحظ هذا العام، لاقتناء إصدار قصصى أقرأ فى القصة القصيرة، لكنى أضيف كتابًا ثالثًا مهمًا «البلاغة العمياء عند طه حسين» وهو بحث للدكتور ممدوح النابى، فى أدب الرحلة، حاصل على جائزة «ابن بطوطة 2023»، تأتى أهمية الكتاب من أمرين، الأول أنه دراسة علمية فى جنس أدب الرحلة الذى كاد أن يختفى، والأمر الآخر هو النظر فى معنى وأشكال الارتحال فى الخيال دون المشاهدة، لأنها رحلات طه حسين وكلنا يعلم أنه أعمى.

إقرأ أيضاً : «فِي حَضْرَةِ اَلْأَكَابِرِ».. اَلْحَيَاةُ اَلْكَامِلَةُ لِخَالِدِينَ مَا زَالَوا يَعِيشُون بَيْننَا