قرأت هذا العام مجموعة من الروايات التجريبية العربية والعالمية، وبعض الدراسات حول تجدد مفاهيم الوعى، واللاوعى، ومستويات تشكل ضمير المتكلم العديدة والعميقة، فضلا عن الدراسات الميتا إدراكية، ودور التعلم فى عمليات المراقبة وتحسين العمليات الإدراكية فى سياق فهم تطور الشخصية الفنية فى الرواية الجديدة.
ومن الروايات العربية التى تابعتها فى 2023 رواية «الحلوانى» لريم بسيونى؛ وهى تقوم على المفارقة بين الصخب التاريخى وبقاء أثر الحب الروحى، عبر جماليات العمارة، وأثر المكون الروحى لشخصيات الماضى فى بنية الحضور والسياق الآنى، ورواية «شىء من سالومى» لسهير المصادفة؛ وهى تقوم على تدرج الوعى الباطنى فى إدراك الآخر، وتجاوز التروما عبر حب روحى يمتد من الذاكرة الجمعية حتى بنية الحضور التى تجمع بين حكايات الماضى الخيالية والطرز المعمارية للحداثة وما بعد الحداثة، ورواية «حكاية السيدة التى سقطت فى الحفرة» لإيناس حليم؛ والتى تراوح ب ين مطاردة الساردة لشبح الشخصية، والمطاردة المضادة الإبداعية التى تحتفى بطبقات المكان والمكان الحلمى، ورواية «ملحمة رأس الكلب» لمحمد أبو زيد؛ والتى تقوم على المزج الإدراكى فى تكوين الشخصية الفنية التجريبية، وتوليد سيرة هامشية – كونية توحى بتعددية العوالم الممكنة فى تأملات البطلة.
ومن الروايات العالمية رواية «الريح تعرف اسمى» لإيزابيل الليندي؛ وتقوم على التشابك التجريبى بين الترومات التاريخية ضمن دواخل الشخصيات الرئيسية وتقترح نموذجا روحيا مختلفا فى التواصل بين شخصية أنيتا، وأختها المتوفاة كلوديا، وهى سمة تواترت فى مشروعها الروائى منذ بيت الأرواح، ورواية «نصف القمر» لمارى بيث كين؛ وهى تحتفى بالعلاقة الباطنية العميقة بين البطل والفضاء، وتتواتر فى الخطاب الإشارات اللسانية للمرجع المكانى، وشعرية انعكاسه فى الوعى فى سياق يجمع بين الأصالة، والرعب، والبهجة، وهى تتوافق مع الجماليات المكانية المعاصرة والدراسات المكانية، ورواية الدروس الإغريقية لهان كانغ؛ والتى تحتفى بنوع جديد من التواصل بين البطلة والمعلم؛ يقوم على الإحساس العميق الباطنى بأصوات المادة والعناصر الكونية، والتون التجريدى، وعمليات المحاكاة اللسانية فى آن وأعتقد أنها ستسهم فى إثراء المبحث التداولى فى المستقبل، ورواية «الخادمة» لنيتا بروز التى ترتكز على البكارة والعمق الروحى فى بنية البطلة واتصالها القوطى بطيف عمتها، وبالحبكات المعقدة داخل الفندق، ورواية «قفص الأرنب» لتيس غانتى التى تقدم شخصية تجريبية جديدة فى الأدب؛ تقوم على بنية تأملات الوعى، وعلاقته الفلسفية العميقة بثقافة المكان وحالات التجسد فى السياق الثقافى ذى العناصر المعقدة المتداخلة بين الروحى، والجمالى، والتحولات الآنية للقيم الثقافية العالمية؛ ومن الدراسات الميتا إدراكية ذات الدلالة كتاب «الميتا إدراك، والتعلم، اتجاهات مستقبلية» تحرير شيرلى لاركين ؛ ويقوم على تناول العمليات الإدراكية فى سياق مراقبة العمليات الإدراكية الأدنى؛ وعلاقة الميتا إدراكيات بالارتقاء الروحى، والاحتفاء بمنطقة اليقظة ضمن دائرية الحضور النشط، والآنى للوعى.
اقرأ أيضا : منصورة عز الدين تكتب : فليصبح حكاية!