د. محمد سمير عبد السلام:«التروما» فى الروايات العربية والعالمية

د. محمد سمير عبد السلام
د. محمد سمير عبد السلام

قرأت‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الروايات‭ ‬التجريبية‭ ‬العربية‭ ‬والعالمية،‭ ‬وبعض‭ ‬الدراسات‭ ‬حول‭ ‬تجدد‭ ‬مفاهيم‭ ‬الوعى،‭ ‬واللاوعى،‭ ‬ومستويات‭ ‬تشكل‭ ‬ضمير‭ ‬المتكلم‭ ‬العديدة‭ ‬والعميقة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الدراسات‭ ‬الميتا‭ ‬إدراكية،‭ ‬ودور‭ ‬التعلم‭ ‬فى‭ ‬عمليات‭ ‬المراقبة‭ ‬وتحسين‭ ‬العمليات‭ ‬الإدراكية‭ ‬فى‭ ‬سياق‭ ‬فهم‭ ‬تطور‭ ‬الشخصية‭ ‬الفنية‭ ‬فى‭ ‬الرواية‭ ‬الجديدة‭.‬

ومن‭ ‬الروايات‭ ‬العربية‭ ‬التى‭ ‬تابعتها‭ ‬فى‭ ‬2023‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬الحلوانى‮»‬‭ ‬لريم‭ ‬بسيونى؛‭ ‬وهى‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬المفارقة‭ ‬بين‭ ‬الصخب‭ ‬التاريخى‭ ‬وبقاء‭ ‬أثر‭ ‬الحب‭ ‬الروحى،‭ ‬عبر‭ ‬جماليات‭ ‬العمارة،‭ ‬وأثر‭ ‬المكون‭ ‬الروحى‭ ‬لشخصيات‭ ‬الماضى‭ ‬فى‭ ‬بنية‭ ‬الحضور‭ ‬والسياق‭ ‬الآنى،‭ ‬ورواية‭ ‬‮«‬شىء‭ ‬من‭ ‬سالومى‮»‬‭ ‬لسهير‭ ‬المصادفة؛‭ ‬وهى‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬تدرج‭ ‬الوعى‭ ‬الباطنى‭ ‬فى‭ ‬إدراك‭ ‬الآخر،‭ ‬وتجاوز‭ ‬التروما‭ ‬عبر‭ ‬حب‭ ‬روحى‭ ‬يمتد‭ ‬من‭ ‬الذاكرة‭ ‬الجمعية‭ ‬حتى‭ ‬بنية‭ ‬الحضور‭ ‬التى‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬حكايات‭ ‬الماضى‭ ‬الخيالية‭ ‬والطرز‭ ‬المعمارية‭ ‬للحداثة‭ ‬وما‭ ‬بعد‭ ‬الحداثة،‭ ‬ورواية‭ ‬‮«‬حكاية‭ ‬السيدة‭ ‬التى‭ ‬سقطت‭ ‬فى‭ ‬الحفرة‮»‬‭ ‬لإيناس‭ ‬حليم؛‭ ‬والتى‭ ‬تراوح‭ ‬ب‭ ‬ين‭ ‬مطاردة‭ ‬الساردة‭ ‬لشبح‭ ‬الشخصية،‭ ‬والمطاردة‭ ‬المضادة‭ ‬الإبداعية‭ ‬التى‭ ‬تحتفى‭ ‬بطبقات‭ ‬المكان‭ ‬والمكان‭ ‬الحلمى،‭ ‬ورواية‭ ‬‮«‬ملحمة‭ ‬رأس‭ ‬الكلب‮»‬‭ ‬لمحمد‭ ‬أبو‭ ‬زيد؛‭ ‬والتى‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬المزج‭ ‬الإدراكى‭ ‬فى‭ ‬تكوين‭ ‬الشخصية‭ ‬الفنية‭ ‬التجريبية،‭ ‬وتوليد‭ ‬سيرة‭ ‬هامشية‭ ‬–‭ ‬كونية‭ ‬توحى‭ ‬بتعددية‭ ‬العوالم‭ ‬الممكنة‭ ‬فى‭ ‬تأملات‭ ‬البطلة‭.‬

ومن‭ ‬الروايات‭ ‬العالمية‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬الريح‭ ‬تعرف‭ ‬اسمى‮»‬‭ ‬لإيزابيل‭ ‬الليندي؛‭ ‬وتقوم‭ ‬على‭ ‬التشابك‭ ‬التجريبى‭ ‬بين‭ ‬الترومات‭ ‬التاريخية‭ ‬ضمن‭ ‬دواخل‭ ‬الشخصيات‭ ‬الرئيسية‭ ‬وتقترح‭ ‬نموذجا‭ ‬روحيا‭ ‬مختلفا‭ ‬فى‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬شخصية‭ ‬أنيتا،‭ ‬وأختها‭ ‬المتوفاة‭ ‬كلوديا،‭ ‬وهى‭ ‬سمة‭ ‬تواترت‭ ‬فى‭ ‬مشروعها‭ ‬الروائى‭ ‬منذ‭ ‬بيت‭ ‬الأرواح،‭ ‬ورواية‭ ‬‮«‬نصف‭ ‬القمر‮»‬‭ ‬لمارى‭ ‬بيث‭ ‬كين؛‭ ‬وهى‭ ‬تحتفى‭ ‬بالعلاقة‭ ‬الباطنية‭ ‬العميقة‭ ‬بين‭ ‬البطل‭ ‬والفضاء،‭ ‬وتتواتر‭ ‬فى‭ ‬الخطاب‭ ‬الإشارات‭ ‬اللسانية‭ ‬للمرجع‭ ‬المكانى،‭ ‬وشعرية‭ ‬انعكاسه‭ ‬فى‭ ‬الوعى‭ ‬فى‭ ‬سياق‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬الأصالة،‭ ‬والرعب،‭ ‬والبهجة،‭ ‬وهى‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬الجماليات‭ ‬المكانية‭ ‬المعاصرة‭ ‬والدراسات‭ ‬المكانية،‭ ‬ورواية‭ ‬الدروس‭ ‬الإغريقية‭ ‬لهان‭ ‬كانغ؛‭ ‬والتى‭ ‬تحتفى‭ ‬بنوع‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬البطلة‭ ‬والمعلم؛‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬الإحساس‭ ‬العميق‭ ‬الباطنى‭ ‬بأصوات‭ ‬المادة‭ ‬والعناصر‭ ‬الكونية،‭ ‬والتون‭ ‬التجريدى،‭ ‬وعمليات‭ ‬المحاكاة‭ ‬اللسانية‭ ‬فى‭ ‬آن‭ ‬وأعتقد‭ ‬أنها‭ ‬ستسهم‭ ‬فى‭ ‬إثراء‭ ‬المبحث‭ ‬التداولى‭ ‬فى‭ ‬المستقبل،‭ ‬ورواية‭ ‬‮«‬الخادمة‮»‬‭ ‬لنيتا‭ ‬بروز‭ ‬التى‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬البكارة‭ ‬والعمق‭ ‬الروحى‭ ‬فى‭ ‬بنية‭ ‬البطلة‭ ‬واتصالها‭ ‬القوطى‭ ‬بطيف‭ ‬عمتها،‭ ‬وبالحبكات‭ ‬المعقدة‭ ‬داخل‭ ‬الفندق،‭ ‬ورواية‭ ‬‮«‬قفص‭ ‬الأرنب‮»‬‭ ‬لتيس‭ ‬غانتى‭ ‬التى‭ ‬تقدم‭ ‬شخصية‭ ‬تجريبية‭ ‬جديدة‭ ‬فى‭ ‬الأدب؛‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬بنية‭ ‬تأملات‭ ‬الوعى،‭ ‬وعلاقته‭ ‬الفلسفية‭ ‬العميقة‭ ‬بثقافة‭ ‬المكان‭ ‬وحالات‭ ‬التجسد‭ ‬فى‭ ‬السياق‭ ‬الثقافى‭ ‬ذى‭ ‬العناصر‭ ‬المعقدة‭ ‬المتداخلة‭ ‬بين‭ ‬الروحى،‭ ‬والجمالى،‭ ‬والتحولات‭ ‬الآنية‭ ‬للقيم‭ ‬الثقافية‭ ‬العالمية؛‭ ‬ومن‭ ‬الدراسات‭ ‬الميتا‭ ‬إدراكية‭ ‬ذات‭ ‬الدلالة‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬الميتا‭ ‬إدراك،‭ ‬والتعلم،‭ ‬اتجاهات‭ ‬مستقبلية‮»‬‭ ‬تحرير‭ ‬شيرلى‭ ‬لاركين‭ ‬؛‭ ‬ويقوم‭ ‬على‭ ‬تناول‭ ‬العمليات‭ ‬الإدراكية‭ ‬فى‭ ‬سياق‭ ‬مراقبة‭ ‬العمليات‭ ‬الإدراكية‭ ‬الأدنى؛‭ ‬وعلاقة‭ ‬الميتا‭ ‬إدراكيات‭ ‬بالارتقاء‭ ‬الروحى،‭ ‬والاحتفاء‭ ‬بمنطقة‭ ‬اليقظة‭ ‬ضمن‭ ‬دائرية‭ ‬الحضور‭ ‬النشط،‭ ‬والآنى‭ ‬للوعى‭.‬

اقرأ أيضا : منصورة عز الدين تكتب : فليصبح حكاية!