فواصل

فرصة ذهبية

أسامة عجاج
أسامة عجاج

هل ينجح القانون فيما فشلت فيه الدبلوماسية والسياسة طوال أكثر من ثلاثة أشهر؟ أتمنى، فقد أخفقت الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وماراثون الاتصالات الذى تشهده عواصم المنطقة، فى وقف العدوان الإسرائيلى غير المسبوق على أهالى قطاع غزة، حتى دخلت جنوب إفريقيا على الخط، عندما لجأت إلى المحكمة الجنائية الدولية، لاتخاذ إجراءات ضد إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية، وخرق اتفاقية منع هذه الجريمة، الموقع عليها منذ عام ١٩٤٨، وكانت المفاجأة فى موافقة إسرائيل المثول أمامها، ولا أبالغ إذا قلت إن الأيام القادمة فارقة، حيث من المتوقع أن تشهد جلسة الخميس عرضا من ممثلى جنوب إفريقيا، عن مضمون دعواها، وفى اليوم التالى ستقدم إسرائيل دفاعها، مذكرة جنوب إفريقيا التى تقع فى ٨٤ ورقة، قام بإعدادها مستشارون على أعلى مستوى، وتركز على سبعة بنود، جميعها تؤكد الاتهام بشكل كامل، اعتمادا على حجم القتل التى وصلت ٢٢ ألفاً، ٧٠ بالمائة من أطفال ونساء، المعاملة الوحشية للمدنيين، الذين أجبروا على خلع ملابسهم، وتركهم فى العراء قبل نقلهم إلى مناطق غير معلومة، ونقض جيش الاحتلال والتراجع عن الوعود بتحديد أماكن قال إنها آمنة فقام بقصفها، مع تصريحات من كبار مسئولين إسرائيليين، عن أنهم يواجهون مجموعة من الحيوانات، ولا يستحقون الحياة، الحرمان من الغذاء والدواء والماء، ووصول الأهالى إلى حالة المجاعة، واستهداف المنظومة الصحية، وعدم وجود المأوى الملائم للإبقاء على الحياة، ناهيك عن دفع الفلسطينيين إلى التهجير القسرى، القضية حدث مهم ومحورى، وتحرك مقدر من جنوب إفريقيا، ومن انضم إليها من دول، رغم أن نظرها قد يستغرق شهورا وأسابيع، قبل إصدار الحكم النهائى ولكن للمحكمة الحق فى إصدار أوامر مؤقتة، بوقف إطلاق النار، وفعلتها بالفعل فى ١١ قضية خلال العشرين عامًا الماضية، كما أن إسرائيل قد تطعن فى الولاية القضائية للمحكمة، وعلى الأرجح قد يصدر الحكم مع استمرار العدوان، وفقا لتصريحات قادة إسرائيل، باستمرار العمليات العسكرية لأشهر طويلة قادمة، مع غياب أى ضمانات بالتزامها بالحكم، ولكنها وبعيدا عن فكرة التشاؤم والتقليل من قيمة الحكم، ستكون المرة الأولى التى تواجه فيها تل أبيب اتهاما، من أعلى محكمة دولية بالإبادة الجماعية، سيلحق بسمعتها الضرر الشديد، ويسقط للأبد النهج الذى سارت عليه تاريخيا، بأنها ضحية، ووصل الأمر بنتنياهو أن يتبجح ويقول (إن ما حدث فى أكتوبر يمثل الإبادة الثانية التى تقع للشعب اليهودى) .