الحضارة المصرية تغزو العالم| صور

الآثار المصرية
الآثار المصرية

تُعد الحضارة المصرية القديمة واحدة من أكثر الحضارات غموضًا وإبهارًا وإبهارًا في تاريخ العالم، ويتم عرض المئات من القطع الأثرية المصرية القديمة في مختلف المتاحف حول العالم.

هذه المتاحف تمتلك روائع من الآثار المصرية لا يوجد لها مثيل بمتاحفنا، فحجر رشيد الذي هو مفتاح اللغة المصرية القديمة لا يزال خارج مصر معروضا بإحدى قاعات المتحف البريطاني، أما متحف بوسطن بأمريكا فقد ظفر بتمثال من الشست للملك منقرع وزوجته وهو تمثال يمتاز بالدقة المتناهية ويعتبر من أهم قطع الآثار الفرعونية التي تعود لعصر الدولة القديمة.

ومن العجيب أن المتحف المصري بالقاهرة يعرض على زواره نسخة مقلدة من هذا التمثال، كما أكده الدكتور حسين دقيل الباحث المتخصص في الآثار اليونانية والرومانية في دراسة أسرار السعادة في مصر القديمة.

ومن خلال الحصر، أستطيع أن أقول إن هناك 52 متحفا أجنبيا؛ يحتوي على ما يقرب من مليون قطعة أثرية مصرية، وقد يستغرب البعض لهذا الرقم، لكن قد يتلاشى هذا الاستغراب إذا علمنا أن 38 متحفا من تلك المتاحف تشتمل على 780 ألف قطعة، وذلك طبقا لإحصائيات رسمية بتلك المتاحف، في حين أن 14 متحفا آخر تضم عشرات الآلاف من القطع المصرية لكنها غير محصورة العدد بالضبط. 

وأضاف دكتور دقيل، أنه يوجد في بريطانيا حوالي 275 ألف قطعة أثرية بـ 7 متاحف من متاحفها، أما ألمانيا فبها أكثر من 104 آلاف قطعة أثرية مصرية موزعة على أربعة متاحف من متاحفها، في حين أن آثارنا بإيطاليا تزيد عن 60 ألفا، أما المتاحف الفرنسية فبها ما يقرب من 52 ألف قطعة آثار مصرية، هذا فضلا عن أن هناك أكثر من 56 ألف قطعة أثرية مصرية أخرى موزعة بعدد من المتاحف الأوروبية الأخرى، أما الولايات المتحدة الأمريكية فبها أكثر من 220 ألف قطعة آثار مصرية بـ 15 متحفا فقط من متاحفها.

المسلات المصرية بالخارج 

وأشار دكتور دقيل إلى أن المسلات المصرية التي تميزت بها حضارتنا القديمة عن غيرها من الحضارات الأخرى؛ فقد استهوت الأجانب القادمين إلى مصر برشاقتها ونقوشها الهيروغليفية، فحاولوا الاستئثار بها لأنفسهم، وذلك منذ الاحتلال الروماني وحتى فترة حكم أسرة محمد علي.

ففي الوقت الذي لا نكاد نرى فيه غير بضع مسلات داخل مصر، نشاهد ما يزيد عن 20 مسلة من مسلاتنا الفريدة تزين ميادين العالم؛ فمدينة روما وحدها بها 13 مسلة مصرية، منها؛ مسلة تحتمس الثالث التي تقع بساحة سان جيوفاني قرب قصر لاتيرانو، وهي أطول مسلة هناك ولديها أكبر قاعدة وتزن 230 طنا، وقد أُخذت من معبد آمون بالكرنك في عهد الإمبراطور الروماني قنسطانطيوس الثاني في العام 357م. 

مسلة "سيتي الأول"

كما توجد بروما مسلة "سيتي الأول" بساحة بوبولو، وقد أُخذت من مصر في عصر أغسطس قيصر في سنة 10 قبل الميلاد.

مسلة "إبسماتيك الأول"

 وهناك أيضا مسلة إبسماتيك الأول الموجودة بساحة مونتيتشيتوريو، والتي نُقلت أيضا في عهد أغسطس.

 كما يوجد بروما ثلاث مسلات لرمسيس الثاني، هي؛ المسلة المُقامة بساحة روتوندا، والمسلة الموجودة بحمامات ديكولتيان، ومسلة "فيلا كليمونتانا" وبروما أيضا مسلة "أمنحوتب الثاني" بالفاتيكان، والتي نُقلت من مصر في عصر الإمبراطور الروماني كاليجولا عام 37 من الميلاد.

- مسلة "تحتمس الثالث"

أما مسلة تحتمس الثالث الموجودة حاليا بجوار مسجد آيا صوفيا بإسطنبول؛ فقد نقلها الإمبراطور قسطنطين الأكبر (حكم 306-337م) من طيبة إلى الإسكندرية ومنها إلى القسطنطينية. 

مراكب الملك خوفو ومقتنيات توت عنخ آمون.. المتحف الكبير يعرض آثارًا نادرة

كما أن هناك مسلات مصرية أخرى بعدد من الدول الأوروبية، منها: مسلة كليوباترا بباريس، ومسلة كليوباترا بلندن، ومسلة كليوباترا بنيويورك، ومسلة في بروكسل، وأخرى في برلين، هذا غير المسلات الأخرى التي غرقت في مياه البحر أثناء محاولات تهريبها للخارج.

5 معابد مصرية خارج مصر

وعن المعابد المصرية الموجودة خارج مصر، فتنحصر في 5 معابد قام بإهدائها الرئيس جمال عبد الناصر لعدد من الدول؛ امتنانا من مصر لمساعدتها في عملية إنقاذ آثار النوبة أثناء بناء السد العالي، وهذه المعابد هي: 

معبد دندور

كان يقع جنوب مدينة أسوان بحوالى 15 كيلومترا، وذلك قبل أن يتم إهداؤه إلى حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، طبقا لقرار جمال عبدالناصر؛ رئيس الجمهورية العربية المتحدة رقم 4647 لسنة 1966، والمعبد موجود حاليا في متحف المتروبوليتان في أمريكا، ويرجع هذا المعبد إلى عهد الإمبراطور الروماني أغسطس (34ق.م-14م)؛ الذي استطاع كسب ولاء سكان منطقة دندور فاشتركوا معه في أعمال البناء والأنشطة المختلفة، ويشغل هذا المعبد مساحة يقدر طولها بحوالي 13.5م، وعرضها 7 أمتار، ويتكون من ثلاثة أجزاء، الحجرة الأمامية، الحجرة الخلفية، وقدس الأقداس.

معبد تافا

تقع قرية تافا (تافيس باليونانية) على بعد حوالي 48 كم جنوب أسوان، وكانت تضم معبدين أزيلت أحجار أحدهما منذ عشرات السنين، وبقي المعبد الآخر مغمورا بالمياه، وهو معبد صغير يتكون من صرح يؤدي إلى صالة للأعمدة ثم قدس الأقداس، ويؤرخ المعبد للعصرين البطلمي والروماني، وقد تم إهداؤه لهولندا تقديرا لمجهوداتها في إنقاذ آثار النوبة عام 1960م. ويُعرض بمتحف الآثار بمدينة ليدن بهولندا منذ عام 1971م .

معبد الليسيه

يقع شمال قرية إبريم، على بعد 230 كيلومترا جنوب أسوان، ومعبد الليسية يتكون من صالة واحدة بها مقصورة صغيرة وتتضمن جدرانه مناظر تجمع بين الملك تحتمس الثالث وعدد من المعبودات المصرية، وقد أُهدي هذا المعبد إلى ايطاليا عام 1966م، تقديرا لدورها في عملية إنقاذ آثار النوبة، وهو لا يزال قائما بجوار متحف "تورينو" بإيطاليا .

معبد دابود

منطقة صغيرة تقع على مسافة 15 كم جنوب مدينة أسوان، وقد أقام فيها معبدا لإيزيس ملك نوبى يُدعى "أزخر آمون" في زمن متأخر، ويوجد على بوابة هذا المعبد نقش يونانى من عهد بطلميوس السادس؛ يُذكر فيه أن "بطلميوس السادس" وزوجته "كليوبترا" قد قاما بإهداء هذه البوابة لإيزيس ومعبودات أخرى، وقد شارك في محاولة استكمال هذا المعبد الذي لم يُستكمل قط كل من الملك بطلميوس السابع، وأغسطس وتيبريوس. وفي عام 1960م وأثناء بناء السد العالي بأسوان، قامت منظمة اليونيسكو بحماية هذا المعبد ومعابد أخرى من الضياع والتدمير، وقامت الحكومة المصرية بإهداء معبد دابود إلى دولة أسبانيا عام 1968م لمجهوداتها في إنقاذ معبد أبوسمبل  .

معبد كلابشة

تم إهداؤه إلى ألمانيا، وشمل هذا الجزء إحدى بوابات معبد كلابشة المعروفة باسم "البوابة البطلمية"، وهو الآن بجناح الآثار المصرية بمتحف برلين.