«قهوة سادة» قصة قصيرة للكاتبة الدكتورة إيمان سيد إسماعيل

الدكتورة إيمان سيد إسماعيل
الدكتورة إيمان سيد إسماعيل

جلس في هدوء وثبات ينفث دخان سيجارته ويشرب قهوته المعتادة بدون سكر هكذا يحبها قهوة سادة .. يمسك الجريدة بين يديه ويقرأها بتمعن .. يرتشف من فنجان قهوته بين الحين والآخر ولا يكترث بثرثرات المارة والباعة من حوله .. لا ينظر إلى هاتفه كل دقيقة  كالبقية المحيطة به .. يرتدى بدلة سوداء وقميصا من اللون الأبيض أضفى على وجهه مزيدا من الصفاء يبدو أنه يحب كل شيء على طبيعته حتى في الألون .. أبيض أو أسود .. ينظر بين الحين والآخر إلى أشعة الشمس فتتلألأ عيناه بلونهما العسلي ..

لم ينتبه لتلك الجالسة على الطاولة المقابلة تراقبه منذ أكثر من ساعة فلقد لفت نظرها منذ الوهلة الأولى .. ذلك التميز والغموض المحيط بتفاصيله يبدو أنه أخذ عقلها فلم تستطع أن تحرك عينيها عنه .. تتابعه وهي شاردة ..

ماذا لو نظر إليها أو قال لها صباح الخير .. أو أنه طلب منها رقم هاتفها أو دعاها للعشاء معه في مكان هادئ يطل على النيل .. أو أرسل لها خطابا كالذي تقرأ عنه في الروايات وبدأه بكلمة حبيبتي .. ماذا لو جاء الآن وجلس على طاولتها وتحدث معها عن أحداث يومه وتسمعه هي بشوق واهتمام .. ترى كيف سيكون صوته ؟ لابد أن له صوت رجولي رخيم كتلك الهيئة التي هو عليها ..

أفاقت من شرودها على حركته المفاجئة .. وقف فجأة وأخذ سجائره وجريدته واتجه إلى طاولتها وهو ينظر مباشرة إلى عينيها اللتين نظرا إليه في دهشة وتعجب وتساؤل .. وصل إليها قائلا .. صباح الخير سيدتي.