نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية، روايات بعض شهود العيان الذين كانوا في مواقع الأحداث لحظة الانفجارات الإرهابية التي استهدفت عدة أماكن متفرقة بالعاصمة الفرنسية باريس.

وقالت الإندبندنت في تقريرها، السبت 14 نوفمبر، إن مارك كلكلوج، 43 عاماً، كان يسير مع أحد زملائه بالقرب من أحد المواقع التي حدث بها إطلاق للنار، وأوضح أن المسافة بينهم وبين أحد الإرهابيين كانت تقريبا 20 مترا.

ووصف مارك، الإرهابي قائلاً: "إنه كان يرتدي ملابس سوداء ضيقة، ويحمل واحد من الرشاشات الآلية، فدخل فجأة إلى أحد المقاهي، وأطلق النار بشكل عشوائي فسقط عدد من المدنيين الجالسين على الأرض".

وقال رجل آخر، ذكرته الإندبندنت باسم "سلفستر"، إنه كان يصور الأحداث بالقرب من ستاد فرنسا الذي وقعت فيه التفجيرات الانتحارية الأولى، وفجأة تلقى ضربة من مكان مجهول جاءت في هاتفه المحمول الذي كان يصور به وحطمته، موضحا أنه شعر و"كأن هاتفه أنقذ حياته".

ونشرت الصحيفة البريطانية شهادة، بيير جانزاك، والذي قال إنه كان يجلس مع أصدقائه وشقيقته في المنزل أثناء سماع دوي إطلاق رصاص، وفجأة وجد الناس يركضون في كل مكان والكثير من الدماء في الشوارع.

وتابع بيير، "حاولنا الاختباء لمدة ساعة كاملة حتى ظهرت قوات الشرطة التي أنقذت من استطاعوا البقاء على قيد الحياة.".

وأوضح أن المسلحين الذين ظهروا بجوار المنزل احتجزوا ما يقرب من 20 شخصا كرهينة حتى جاءت الشرطة؛ وأنه راح ضحية هذا الحادث فقط ما يقرب من 80 شخصا.

وأشار بيير، إلى أنه سمع الإرهابيين يتحدثون مع الرهائن بباتكلان، وقالوا لهم -بحسب الإندبندنت-، "ما كان على بلادكم التدخل في سوريا، إنه خطأ رئيسكم أولاند"، كما سمعهم يتحدثون عن العراق.

وكانت الدولة الإسلامية "داعش" أعلنت في بيان مسؤوليتها عن الحادث الذي راح ضحيته ما لا يقل عن 128 شخصاً، بالإضافة لإصابة 200 شخص من بينهم 80 في حالة حرجة.

وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند، حالة الطوارئ في فرنسا، قائلا إن الإرهابيين كانوا "يتصرفون وكأنهم في حرب حقيقة"، وأن فرنسا لن تظهر أي رحمة في ردها على هذه "الهمجية المطلقة".

كما أعلنت السلطات الفرنسية العثور على جوازي سفر سوري وآخر مصري بجوار مواقع الانفجارات، كما تم التعرف على هوية أحد المتشددين الفرنسيين المشاركين في الهجمات الإرهابية من خلال بصماته.