عادت كوريا الشمالية إلى تجاربها الصاروخية وإطلاق القذائف الصاروخية صوب الجارة الجنوبية، في خطوةٍ اعتبرتها سيول وواشنطن استفزازية، ودعت الولايات المتحدة بيونج يانج إلى وقف أفعالها "المزعزعة للاستقرار"، بحسب واشنطن.
وأطلقت كوريا الشمالية، أمس السبت 6 يناير، أكثر من 60 قذيفة مدفعية قرب جزيرة يونبيونج الكورية الجنوبية على ما أعلن الجيش الكوري الجنوبي غداة دفعة أولى أطلقتها بوينج يانج ما استدعى ردًا من سيول مع تدريبات بالذخيرة الحية في المنطقة.
جاء ذلك بعد أن أطلقت بوينج يانج يوم الجمعة أكثر من 200 قذيفة مدفعية قرب جزيرتي يونبيونج وبانجيوندو الواقعتين جنوب حدود بحرية قائمة بحكم الأمر الواقع بين الكوريتين.، في وقتٍ يسكن الجزيرتين عدد قليل جدًا من الأشخاص.
وبذلك تحيي كوريا الشمالية من جديد نار التصعيد مع جارتها الجنوبية، والتي خملت قبل أكثر من 70 عامًا، على وقع اتفاق هدنة، لم يجلب السلام، لكنه أوقف الحرب بين الكوريتين.
اقرأ أيضًا: مناورات كورية شمالية بالذخيرة الحية قرب الحدود البحرية بين الكوريتين
اتفاق الهدنة
ففي 27 يوليو عام 1953 تم توقيع اتفاق الهدنة بين الكوريتين، لُينهي حرب الأربع سنوات المشتعلة بين الكوريتين فعليًا وعلى أرض الواقع، لكن العداء بين الجانبين ظل قائمخًا وإلى يومنا هذا، فالاتفاق كان على هدنة لإيقاف الحرب، وليس اتفاق سلام بين الجانبين.
لكن عدم التوصل لاتفاق سلامٍ مع تعثر المباحثات المتواصل بين الجانبين، أبقى البلدان في حالة حرب نظريًا، على مدار 70 عامًا لاحقة، باعتبار أن الحرب توقفت باتفاق هدنة وليس بمعاهدة سلام، ليظل البلدان في حالة تعبئة لتلك الحرب، رغم أنها وضعت أوزارها على أرض الواقع في عام 1953.
وكانت الحرب بين الكوريتين قد بدأت في 25 يونيو من عام 1950 برعايةٍ أمريكيةٍ، واستهلت أحداث تلك الحرب بتمكن الجيش الشعبي الكوري في الشمال من تحرير سيول عاصمة الجنوب من القوات الأمريكية المسيطرة عليها، وإلحاق الهزيمة بالولايات المتحدة، قبل أن تدحل واشنطن في المعركة لصالح الشطر الجنوبي.
خط ترسيم الحدود بين الكوريتين
وتمخض اتفاق الهدنة على تثبيت مسألة تقسيم الكوريتين عند دائرة عرض 38 شمالًا، وهو الخط الفاصل بين الكوريتين، عند قرية بان مون جوم، وهي منطقة منزوعة السلاح بين الجانبين.
وخط ترسيم الحدود العسكرية بين الكوريتين، يشار إليه أحيانًا باسم خط الهدنة، هو خط الحدود البرية الفاصل بين شطري شبه الجزسرة الكورية، وعلي جانبي الخط المنطقة الكورية منزوعة السلاح.
وجرى ترسيم خط الحدود العسكرية والمنطقة الكورية المنزوعة السلاح قبل اتفاقية الهدنة الكورية في نهاية الحرب الكورية في عام 1953.
وبالنسبة للحدود البحرية بين الجانبين، يتم تقسيم الحدود البحرية بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية في البحر الأصفر عند خط ترسيم الحدود العسكرية والحدود البحرية المسماة خط الحدود الشمالية الذي رسمته الأمم المتحدة في عام 1953.
