تقرير| بعد زلزال اليابان.. معاناة مستمرة لسكان واجيما في ظل الدمار

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بعد مرور نحو أسبوع على الزلزال الذي هز اليابان وتسبب في إحداث فوضى عارمة وأسفر عن تدمير العديد من المباني، لا تزال الأنقاض المتراكمة والأبنية المهدمة على الطرقات عقبة أمام جهود فرق الإنقاذ في الوصول إلى بعض السكان المحاصرين خاصة في جزيرة واجيما اليابانية التي تأثرت بشدة جراء الزلزال الذي بلغت قوته 7.6 ريختر.


روايات بعض السكان المتأثرين بزلزال اليابان

أكد أحد السكان المتضررين من الزلزال في جزيرة واجيما، يدعى ميتور هيرانو، على حالة القلق التي يعيشها الأهالي، قائلا: "ما يقلقني أكثر هو معرفة ما إذا كان سيكون بإمكاننا العودة إلى منازلنا هناك، إنها فكرة مرعبة ومصدر قلق شديد بالنسبة لنا"، حسبما أفادت "العربية" الإخبارية.

ومن جانبه، أدلى كازوهيرو شيمومورا، وهو من السكان المتأثرين أيضًا بالزلزال، بشهادته، معربًا عن معاناة والديه البالغان من العمر حوالي ثمانين عامًا، قائلًا : "والداي اللذان يبلغان من العمر تقريبًا ثمانين عامًا، يعيشان وحدهما وليس لديهم ماء، لذلك، جئت إلى هنا لجلب الماء والمواد الغذائية ووسادات التدفئة".

وبحسب الإحصائيات الرسمية، فقد بلغ عدد ضحايا الزلزال حوالى 126 قتيلًا، وأكثر من 200 شخصًا في عداد المفقودين، من بينهم حوالي 44 شخصًا في جزيرة وجيما وحدها، تلك الفاجعة فاقمت الوضع في الجزيرة مما دفع الكثير من سكانها إلى النظر جديًا في إمكانية مغادرتهم إياها.

اقرأ أيضًا: بعد مرور 124 ساعة.. إنقاذ «مسنة» من تحت أنقاض زلزال اليابان
معاناة السكان من نقص الإمدادات رغم تدفق المساعدات

فيما يواصل آلاف من رجال الإنقاذ في اليابان جهود البحث عن ناجين من هذا الزلزال على أمل إنقاذ أكبر عدد ممكن من الضحايا، رغم انقضاء فترة الثلاثة أيام الأولى التي ترتفع فيها فرص النجاة.

وأوضحت تقديرات خبراء الطوارئ، أن فرص البقاء على قيد الحياة تتناقص بشدة بعد مرور 72 ساعة من وقوع الزلزال.

وأشار رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، في مؤتمر صحفي إلى ضرورة مواصلة بذل الجهود لإنقاذ الناس حتى بعد مرور 72 ساعة على وقوع الكارثة.

وبحسب السلطات اليابانية، تم إنقاذ أكثر من 156 شخصًا، ومع ذلك، لا يزال 179 آخرون على الأقل في عداد المفقودين، لتظل فرق الإنقاذ تكافح من أجل الوصول إلى المناطق النائية في أقصى شمال شبه الجزيرة، حيث تعاني الطرق المقطوعة من تحديات تعيق الجهود الإنقاذية نحو وصولهم إلى المناطق المتضررة.

وأشارت السلطات اليابانية، إلى التدفق الكبير للمساعدات المالية تجاه المناطق المتأثرة بالزلزال، ولكن الأشخاص الذين تم إجلاؤهم لا يزالون يعانون بشكل كبير من نقص إمدادات الطعام والماء والحرارة والاتصالات، خاصة في ظل الظروف الجوية الباردة.


المشي لمسافات طويلة والعودة مشيًا على الأقدام

وفي ظل التحديات التي تواجهها فرق الإنقاذ في توصيل المساعدات الغذائية لسكان الجزيرة، يجدون أنفسهم مضطرين إلى المشي لمسافات طويلة إلى نقاط التجمع، حيث يتعين عليهم الانتظار في طوابير طويلة للحصول على المساعدات، ثم العودة مشيا على الأقدام إلى منازلهم، بسبب الطرق الوعرة والمباني المقلوبة التي تعرقل أي وسيلة مواصلات أخرى.


موجات تسونامي

وتسبب الزلزال في حدوث موجات مد عالية بلغ ارتفاعها أكثر من متر، وعلى الرغم من تحذيرات هيئة الأرصاد اليابانية من موجات تسونامي عالية جدًا قد تصل إلى 5 أمتار في البداية، تم تعديل هذا التحذير لاحقًا للتأكيد على حدوث موجات تسونامي بارتفاع قد لا يتجاوز ثلاثة أمتار.

وتشهد اليابان زلازل على الأقل مرة واحدة في السنة، ويعتبر "حزام النار" في المحيط الهادئ الذي يمتد بشكل قوسي حول الحافة الشمالية والشمالية الشرقية للمحيط الهادئ، مصدرًا رئيسيًا للنشاط الزلزالي، وتتأثر البلدان المتاخمة لهذا الحزام، مثل اليابان، بتأثيرات هذه الزلازل بشكل خاص، حيث تشهد المنطقة حوالي أربعة أخماس من موجات تسونامي في المحيط الهادئ.