الخروج عن الصمت

باب الرجاء لا ينقطع

محمد عبدالواحد
محمد عبدالواحد

محمد عبدالواحد

هناك أشياء كثيرة تجعلك صابرا على متاعب الحياة وكلما عاندك الحظ تعطى نفسك أملا بأن غدًا أحلى وقد يأتى الغد دون أن يطرق بابك ما طال انتظارك وصبرك عليه ودائما تخلد الى نفسك تدعو الله متمسكا بباب رجائه أن ينعم عليك بعطائه. وعندما تجد من يبتسم فى وجهك تشعر بالرضا بأن هناك من لامست أوتاره أوتارك وعرف أنك تخفى بين أضلاعك قلبا لا يحمل غلا ولا حقدا على أحد ويعكس ذلك بأن يرسم على وجهك ابتسامة تريح من يقترب منك أو يتعامل معك. ولكى لا تظهر أوجاعك فتغلف حياتك بسخرية من أى شىء وكل شىء تجعل من يتعامل معك يتحير من أمرك ويسأل نفسه ألف سؤال هل هذا الموقف يحتاج سخريته أم أنه جاد فيما ذهب إليه. ولا أحد يعلم أنك قد تتألم أو تكون ممزقا من داخلك فتلجأ إلى التخفيف مما تعانيه بأن تجعل أمور حياتك تميل إلى المزاح ويعلم الله أنك حين تميل إلى ذلك لم تكن أبدا محاولًا التقليل من شأن محدثك ولا الاستخفاف به.

لكن من يمتلك قلبا تجده يشعر بك حتى ولو حاولت إخفاء ما تعانيه، فهو يقرأ وجهك ويعلم أن ابتسامتك التى صنعتها مزيفة وأن قسماته عندما تكون سعيدًا ترسل رسائل سعادة لكل من حولك. ورغم إخلاصك فى عملك وتفانيك فيه فإن الجميع ينظر إليك وكأنك عبء ثقيل على هذا العمل ويحمد الله أنه تخلص من مزاحك لذلك تجده لا يعطيك حقك من الثناء رغم أنه فى مجالسه عندما يذكر اسمك يعترف بكفاءتك ولكنه يعانى من مزاحك. لذلك غاب عنى كثيرا التقدير والتكريم لعملى وعندما بلغت من زميلتى رضوى الصالحى بأن الأستاذ خالد ميرى رئيس تحرير الأخبار اختارنى أنا وزميلى الأستاذ محمد حمدى الذى أكن له كل تقدير واعتبره شريكا لى فى جزء كبير من شخصيتى كى نحظى بالتكريم عادت إلى قلبى نغماته وتراقصت ابتسامات وجهى وقلت لنفسى أخيرًا كرمت ووجدت من يشعر بأدائك رغم أنك تحولت لصنم يخشى أن يبتسم كى لا يغضب أحدا أو يفهمه على عكس ما ذهب إليه عندما رسم البسمة على وجهه.


 شكرًا لكل من حاول أن يأخذ بيدى ليعيد إلىّ ابتسامتى، شكرًا زملائى، شكرًا مؤسستى أخبار اليوم، ألف شكر أستاذ خالد.