المنطقة الخضراء تسيطر على أسواق النفط .. ونظرة تشاؤمية لمستقبل الطلب على الخام

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أنهت أسعار النفط الأسبوع الأول من 2024 في المنطقة الخضراء، في خط متواز مع التوترات الجيوسياسية، وحقق خام برنت مكاسب أسبوعية 2.23 % والخام الأمريكي مكاسب بنحو 3 %.

وفي هذا الإطار، ذكر تقرير "ريج زون" النفطي الدولي، أن أسعار النفط الخام سجلت تقدما أسبوعيا مدعوما باضطرابات الإنتاج في ليبيا وزيادة التوترات في الشرق الأوسط، مشيرا إلى ارتفاع خام غرب تكساس الوسيط بالقرب من 74 دولارا للبرميل، مسجلا مكاسب أسبوعية بنسبة 3 %، فيما عطل المتظاهرون في ليبيا الإمدادات من حقلي الشرارة والفيل وهو ما قد يؤدي إلى خروج نحو 300 ألف برميل يوميا من السوق.

ولفت التقرير إلى أن الأخطار الجيوسياسية عوضت بيانات المخزونات الأمريكية الهبوطية التي أظهرت زيادات كبيرة في مخزونات البنزين والديزل، موضحا أن مكاسب النفط الخام تأتي هذا الأسبوع رغم أن المحللين أصبحوا أكثر تشاؤما بشأن مستقبل الطلب في السوق النفطية.
وأفاد التقرير بتخفيض وول ستريت بالفعل توقعات الأسعار لهذا العام بعد انخفاض مؤشر برنت العالمي بنحو الخمس في الربع الأخير، موضحا أن من المتوقع أن تستمر الزيادة في الإمدادات من خارج تحالف "أوبك +"، بقيادة شركات النفط الصخري الأمريكية في حين من المتوقع أن يتباطأ نمو الاستهلاك.
من جانبه، ذكر تقرير "أويل برايس" النفطي الدولي أن أسعار النفط الخام أغلقت الأسبوع الأول من العام الجديد بمكاسب مع استمرار التوترات في الشرق الأوسط في تقديم الدعم. وأشار التقرير إلى أن أسعار النفط أنهت هذا الأسبوع على ارتفاع طفيف، بعد أن ساعدت التوترات الجيوسياسية على تعويض الخسائر وفقا لبيانات المخزون الأمريكي، وذلك رغم السحب الكبير من مخزون النفط الخام بمقدار 5.5 مليون دولار، مشيرا إلى تسجيل كل من البنزين والديزل مخزونات ضخمة لكن التوترات الجيوسياسية حدت من انخفاض الأسعار.
ونوه التقرير إلى أنه تم إغلاق أكبر حقل نفط في ليبيا، وهو حقل الشرارة، الذي تبلغ طاقته 300 ألف برميل يوميا، بعد أن سيطر محتجون على الحقل، للمرة الثانية خلال الأشهر الستة الماضية.
وأبرز التقرير أن صفقات الاندماج والاستحواذ في مجال النفط الأمريكي لم تنته بعد، حيث وافقت شركة إنتاج النفط الأمريكية APA Corp على شراء نظيرتها في الصخر الزيتي Callon Petroleum في صفقة تشمل جميع الأسهم بقيمة 4.5 مليار دولار بما في ذلك الديون، حيث تعزز APA نشاطها في مشروعات المنبع في الولايات المتحدة.

اقرأ أيضًا|تغير طفيف في أسعار النفط قبل بيانات المخزونات الأميركية
وسلط التقرير الضوء على أن تحالف "أوبك +" سيجتمع مرة أخرى في فبراير المقبل في اجتماع سيركز على تأكيد التماسك والوحدة، حيث تعتزم "أوبك +" عقد اجتماعها الوزاري الأول لعام 2024 سعيا لتقييم تنفيذ تخفيضات الإنتاج الطوعية التي يبلغ مجموعها 2.2 مليون برميل يوميا. 
من جانبها، ذكرت وكالة "بلاتس" الدولية للمعلومات النفطية في أحدث تقاريرها بشأن العقود الآجلة للنفط، أن النفط الخام ارتفع إلى أعلى مستوياته في ست جلسات مع استعداد السوق لاضطرابات الشرق الأوسط.
وأوضح التقرير أن خام غرب تكساس الوسيط استقر لفبراير في بورصة نيويورك على ارتفاع بمقدار 1.62 دولار ليصل إلى 73.81 دولار للبرميل، وارتفع سعر خام برنت لمارس في بورصة نيويورك 1.17 دولار لينهي الجلسة عند 78.76 دولار للبرميل. ونقل التقرير عن "تي دي سيكيوريتيز" تأكيدها أن أسواق الطاقة أقل من أسعارها بشكل كبير بسبب الارتفاع المستمر في الأخطار الجيوسياسية.
وأبرز التقرير تأكيد بيانات "ستاندرد آند بورز جلوبال كوموديتي إنسايتس" أن حركة المرور المحولة في البحر الأحمر أدت إلى ارتفاع عدد حجوزات السفن في جنوب إفريقيا بنسبة 80 % في الأسبوع المنتهي في 4 يناير، في حين أن الموانئ عبر غرب وشرق إفريقيا تلبي الطلب المتزايد.
ونوه التقرير إلى شعور مستوردي الطاقة الرئيسين في شمال شرق آسيا بقلق متزايد بشأن الأخطار المحتملة على الإمدادات بسبب تصاعد التوترات في المنطقة. ونقل التقرير عن جمعية النفط اليابانية تأكيدها الشعور بقلق بالغ إزاء أي تدهور إضافي في الوضع في الشرق الأوسط، حيث تحتاج بشدة إلى مراقبته عن كثب لأن اليابان خصوصا لديها اعتماد كبير للغاية على الشرق الأوسط في إمدادات النفط الخام.
ولفت التقرير إلى تلقي أسعار النفط مزيدا من الدعم من تقرير التوظيف الأمريكي القوي، الذي خفف المخاوف من تباطؤ الطلب على المنتجات المكررة في الولايات المتحدة على المدى القريب، وقد أضاف أصحاب العمل 216 ألف وظيفة في ديسمبر، حسبما أظهرت بيانات وزارة العمل في 5 يناير، بزيادة 43 ألفا على الشهر السابق وتجاوزت توقعات السوق بكثير. ونبه التقرير إلى ارتفاع مخزونات المنتجات المكررة في الولايات المتحدة بشكل حاد في الأسبوع المنتهي في ديسمبر، وقد أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في 4 يناير، أن النفط ارتفع وسط تراجع الطلب خلال أسبوع العطلة. من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، أنهت أسعار النفط الأسبوع الأول من 2024 في المنطقة الخضراء، في خط متواز مع توترات منطقة الشرق الأوسط، وفي ظل تصاعد الأخطار في البحر الأحمر جراء الهجمات التي تستهدف السفن التجارية.
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.51 % عند التسوية، الجمعة 5 يناير، لتسجل 78.76 دولار للبرميل، لتحقق مكاسب أسبوعية 2.23 %. في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.24 % عند التسوية، لتصل إلى 73.81 دولار للبرميل، محققة مكاسب أسبوعية بنسبة 3 %.
وقال جون كيلدوف، الشريك في شركة Again Capital LLC، "مع التوترات في الشرق الأوسط، يجب أن ترتفع علاوة التداول الجيوسياسية"، موضحا أن "من الصعب على المتداولين تجاهل هذه العناوين الرئيسة".
وأنهى الخامان القياسيان الأسبوع الأول من العام في المنطقة الخضراء في الوقت الذي أصبح التجار أكثر قلقا بشأن التوترات في الشرق الأوسط.
وتثير الاضطرابات في البحر الأحمر مخاوف واسعة، في ظل تصاعد الهجمات الحوثية ضد السفن، ومع اضطرار شركات شحن عملاقة إلى اتخاذ تدابير حمائية مع ارتفاع حدة الأخطار.
ودفعت الهجمات على السفن في البحر الأحمر شركة ميرسك الدنماركية، على وقف الشحن عبر الممر المائي الرئيس في المستقبل المنظور. يشار إلى أن أسعار النفط، كانت قد أنهت 2023 مسجلة أكبر انخفاض سنوي منذ 2020، بنحو 10 %، وذلك مع سيطرة المخاوف المرتبطة بزيادة المعروض في السوق من الإنتاج القياسي خارج "أوبك". ورغم تصاعد التوترات الجيوسياسية خلال 2023، إلا أن أسعار النفط سجلت تراجعا على أساس سنوي، لينهي الخام الأمريكي تعاملات العام عند 71.65 دولار للبرميل، ليخسر نحو 10.73 % خلال العام في أول انخفاض سنوي له منذ 2020. كما أنهت العقود الآجلة لمزيج برنت العام عند مستوى 77.04 دولار للبرميل، لتخسر 10.32 % خلال عام. من جانب آخر، انخفض إجمالي عدد منصات الحفر النشطة للنفط والغاز في الولايات المتحدة هذا الأسبوع بمقدار واحدة. وذكر تقرير شركة بيكر هيوز- الجمعة وهي أول بيانات أسبوعية للعام الجديد- أن إجمالي عدد منصات الحفر انخفض بمقدار واحدة إلى 621 هذا الأسبوع. وعلى مدار 2023، شهدت الولايات المتحدة انخفاضا في عدد منصات النفط والغاز النشطة بمقدار 157 منصة، مع تحقيق إنتاج قياسي. وكان عدد منصات الحفر في نهاية العام أيضا أقل بـ452 منصة من عصر ما قبل الوباء، مرة أخرى، كل ذلك مع تجاوز معدلات الإنتاج قبل الوباء بمقدار 1377 مليون برميل يوميا، وفقا لبيانات إدارة معلومات الطاقة.