«الصوت الثالث».. قصة قصيرة للكاتبة نجوى عبد الجواد

الكاتبة نجوى عبد الجواد
الكاتبة نجوى عبد الجواد

لكل منهما صفحته الناجحة ومتابعيه، يتنافس الاثنان في جودة النشر وحسن العلاقة مع الأصدقاء. اتفقا على أن يكون أصدقاؤهما الصوت الثالث في حياتهما، وما يختلفان عليه يصاغ في منشور بطريقة غير مباشرة، ويأخذ كل منهما رأي أصدقائه، وصوت الأغلبية يرضخان له.

وظل الأمر إلى أن قالت ولم لا؟

هز رأسه مستفهما؟؟

ترددت قليلا ونطقت بعد جهد وبصوت متلعثم: لِمَ لا نخضع مشكلتنا للصوت الثالث؟

أية مشكلة؟! ليس لدينا مشاكل.!

بل لدينا ويمنعك حياؤك من إثارتها أو التلميح لها.

لا تفتحى الموضوع، انتهينا.. هل اشتكيت يوما؟ إنه قدرنا، قال الطب رأيه لكن رحمة الله واسعة. هم لا يعرفون أن معي جميلة الروح والقلب، أنت نعمة حياتي ولا مطلب آخر لى .

تأملته وهي تغالب دموعها، سامحني لقد نزل المنشور على صفحتينا.

: أنت مجنونة! هل تدار الحياة بمنشورات النت!؟

: لا بأس فلننتطر ونر رأى الأصدقاء.

ليكن مجرد فضول منك فقط سأريحك تسلي منفردة سوف أدخل لأستريح. تسلي أيتها الطفلة.

جلست تراقب هاتفها كان المنشور موضوعيا صيغ بحيادية خالية من العاطفة تميل تعليقات الصديقات إلى صفها ودعمها ويدعونهما للتمسك بالأمل ويستنكرن الزواج الثاني. ولكن الصوت الكاسح كان لحقه في الزواج؛ فلا شرع يمنع، ولامجتمع فلِمَ نحرِّم الحلال؟، لن يفرط في زوجته وسيبحث عن ابن يسعد قلبه.

أخذت تحصي الأصوات فكانت في صالح الزوج. استجمعت نفسها وقالت لابأس، سوف أرى نتيجة الأصوات على صفحته، أين هاتفه؟ نظرت يمينا ويسارا لم تجده، تسللت على قدميها حتى لا توقظه ودخلت حجرته تبحث عن الهاتف، اقتربت من السرير، وجدته تحت الغطاء لم يكن نائما، كان ممسكا بالهاتف، مستغرقا لدرجة أنه لم يشعر بها وهى بجواره، انصبت نظراتها على تعبيرات وجهه: تركيز عال منه، اندماج مع المكتوب، راحة غطت الوجه يحاول إخفاءها.

مسحت دمعة غالبتها وقالت: مبروك.