قررت شركة الشحن الدنماركية ميرسك تحويل مسار جميع سفنها لنقل الحاويات بعيدا عن البحر الأحمر واستبداله بطريق رأس الرجاء الصالح خلال المستقبل القريب، منبهة عملائها بضرورة الاستعداد لتعطيل ضخم، فى الوقت الذى كشفت فيه شركة الشحن الألمانية هاباج-لويد عن زيادة كبيرة فى تكاليف تحويل مسار السفن وسط توترات فى باب المندب. وتتحكم ميرسك فى حوالى سُدس تجارة الحاويات عالميا.
ويمر عبر قناة السويس ما يقرب من ثلث شحنات سفن الحاويات فى العالم، وقد يكلف إعادة توجيه السفن حول أفريقيا وقودا إضافيا بما يصل إلى مليون دولار للرحلة الواحدة ذهابا وإيابا بين آسيا وشمال أوروبا.
وتتواصل هجمات الحوثيين ضد السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ الاحتلال عبر البحر الأحمر، وتطلق الجماعة اليمنية موجة تلو الأخرى من الطائرات المسيرة والصواريخ منذ 19 نوفمبر الماضي، دعمًا لأهالى قطاع غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتسببت هجمات الحوثيين فى تعطيل الشحن الدولي، ودفع بعض الشركات إلى تعليق عمليات العبور من البحر الأحمر، والتحول إلى رحلة أطول وأكثر كلفة حول أفريقيا.
وأدت الهجمات المتواصلة فى تعطيل الشحن الدولى بعد إعلان العديد من الشركات تعليق مرور سفنها عبر البحر الأحمر، وهو ما يزيد الضغوطات على إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن للرد بشكل حاسم على عمليات الجماعة اليمنية، وسط مخاوف أمريكية وتردد من أن يتسبب ذلك باتساع رقعة الحرب لتتخذ بعدا إقليميا.وهاجم الحوثيون أكثر من 20 سفينة فى البحر الأحمر منذ منتصف نوفمبر الماضي، وفقا لتقديرات القيادة المركزية الأمريكية. وردًا على ذلك، أعلنت الولايات المتحدة الشهر الماضى عن تشكيل تحالف دولى تحت اسم «حارس الازدهار»، بهدف التصدى لهجمات الجماعة اليمنية فى الممر البحرى الاستراتيجي.
وترافق كذلك مع نشر الولايات المتحدة 3 قطع بحرية فى المنطقة، منها المدمرة «يو إس إس مايسون»، وحاملة الطائرات «أيزنهاور» التى انطلقت منها المروحية التى هاجمت الحوثيين. فيما لدى بريطانيا المدمرة «دايموند» التابعة للبحرية الملكية والتى انضمت إلى التحالف الجديد، كما لدى فرنسا الفرقاطة متعددة المهام «لانجدوك».
ولعل ما زاد الوضع توترًا، عبور المدمرة الإيرانية «إيران البرز» مضيق باب المندب ودخولها البحر الأحمر الأسبوع الماضي، برفقة السفينة العسكرية «بوشهر»، المزودة بصواريخ كروز بحرية بعيدة المدى.
