شكوك حول قدرة إسرائيل على تدمير حماس

جنود الاحتلال يتموضعون على الحدود مع غزة المدمرة
جنود الاحتلال يتموضعون على الحدود مع غزة المدمرة

كتب: آمـــال المغـــربى - مروى حسن حسين - سميحة شتا

توجد حالة من الإجماع على أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحاول إطالة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حفاظاً على منصبه السياسى، وأن هدف تكفيك حركة المقاومة الإسلامية حماس، يكاد يكون مستحيلاً.

ترى صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية أن نتنياهو يحاول فرض فكرة الحرب طويلة الأمد من خلال تمسكه بما يسميه «النصر الكامل». ونقلت الصحيفة عن خبراء أن أمورًا منها الخسائر الكبيرة التى تتكبدها إسرائيل فى المعارك وصعوبة القتال فى مناطق حضرية والتكلفة الاقتصادية الكبيرة، ستجبر الحكومة على مناقشة إنهاء الحرب فى نهاية المطاف.
وتناولت «نيويورك تايمز» الأمريكية، مقالاً لها بعنوان «الشكوك المتزايدة فى قدرة إسرائيل على تفكيك حماس»، آراء منتقدى استراتيجية الحرب حيث يرونها هدفاً غير واقعى، وربما يكون مستحيلاً. ونقل المقال عن محللين أن أقصى ما يمكن لإسرائيل تحقيقه هو إضعاف القدرات العسكرية لحماس، وحتى هذا الهدف يتطلب جهداً كبيراً.. تعهدت إسرائيل مراراً وتكراراً بالقضاء على حركة حماس، لكن المتابعين لمجريات الأحداث يرون بشكل متزايد أن هذا الهدف غير واقعى أو حتى مستحيل التحقيق.. ويرى محللون أنه لن يكون من الممكن التخلص من حماس تمامًا، والسبب الرئيسى هو أن حماس أكثر من مجرد منظمة مسلحة فهى أيضاً حركة اجتماعية تحظى بدعم جماهيرى فى قطاع غزة.. ويرى الخبراء أن بنية حماس، المصممة لتحمل الضغوط الخارجية، إلى جانب التكتيكات الإسرائيلية التدميرية، قد تؤدى إلى تطرف السكان وإلهام المجندين الجدد. 

ينظر إلى حماس باعتبارها قوة مرنة. ويؤكد المحللون أن اقتلاع مثل هذه المنظمة أمر غير واقعى، نظرًا لمعتقداتها العميقة وصمودها التاريخى.

يزعم الجيش الإسرائيلى أنه قتل الآلاف من مقاتلى حماس، لكن منهجية الإحصاء لا تزال غير واضحة. ويرى المنتقدون أن التصريحات حول الانهيار الوشيك لحماس قد تخلق توقعات زائفة حول مدة الصراع. وتشير المقاومة المستمرة والمعارك اليومية إلى أن حماس بعيدة عن الانهيار. 

لقد أثبتت جهود إسرائيل المبذولة للقضاء على القيادة العليا لحركة حماس أن تحقيق هدفها فى القضاء على المنظمة صعب للغاية. ولا تزال البنية التحتية الواسعة للأنفاق، سليمة إلى حد كبير على الرغم من الجهود الإسرائيلية لهدمها.

ينتقد مستشار الأمن القومى الإسرائيلى السابق الطبيعة الغامضة لخطة تفكيك حماس، مشددًا على الحاجة إلى أهداف أكثر وضوحًا. كما يشكك الرئيس إيمانويل ماكرون فى إمكانية التدمير الكامل، مشيرًا إلى أن مثل هذا الهدف يمكن أن يطيل أمد الصراع لسنوات.. ومنذ ظهورها للمرة الأولى عام 1987، نجت حماس من المحاولات المتكررة للقضاء على قيادتها. وقد تم تصميم هيكل المنظمة لاستيعاب مثل هذه الحالات الطارئة، وفقًا للمتخصصين السياسيين والعسكريين.

ويقول الخبراء إن حماس متجذرة فى أيديولوجية مفادها أن السيطرة الإسرائيلية على الأراضى الفلسطينية يجب معارضتها بالقوة، وهو مبدأ سيستمر.. وانتقد مايكل ميلشتاين، ضابط مخابرات كبير سابق فى إسرائيل، تصريحات بعض القادة الإسرائيليين التى تصور حماس على أنها وصلت إلى نقطة الانهيار، قائلًا إن ذلك قد يخلق توقعات زائفة بشأن طول مدة الحرب.. ووزع الجيش الإسرائيلى منشورات فى غزة مؤخرًا عرض فيها أموالًا مقابل معلومات تؤدى إلى اعتقال أربعة من قادة حماس.. ويُعتقد أن كبار قادة التنظيم يحتمون، إلى جانب معظم مقاتليه والرهائن المتبقين، فى أنفاق عميقة. وعلى الرغم من أن الجيش الإسرائيلى قال إنه هدم ما لا يقل عن 1500 عمود، إلا أن الخبراء يعتبرون أن البنية التحتية تحت الأرض سليمة إلى حد كبير.. ويعتقد أن الأنفاق، التى تم بناؤها على مدى 15 عامًا، واسعة للغاية، ويقدر طولها بمئات الأميال، لدرجة أن الإسرائيليين يطلقون عليها اسم مترو غزة.

وقال جيورا إيلاند، اللواء المتقاعد والرئيس السابق لمجلس الأمن القومى الإسرائيلي، إن حماس أثبتت قدرتها وسرعتها على استبدال القادة الذين قتلوا بآخرين على نفس القدر من الكفاءة والتفانى.

وفشلت سلسلة من الاغتيالات الإسرائيلية لزعماء حماس السياسيين والعسكريين والدينيين فى إضعاف الجماعة.

وقال إليوت تشابمان، محلل شئون الشرق الأوسط في شركة جينز للتحليل الدفاعى، إن محاولة القضاء على حماس بالكامل ستتطلب قتالاً من شارع إلى شارع ومن منزل إلى منزل، وإسرائيل تفتقر إلى الوقت والأفراد.

ويقول الخبراء إنه فى أفضل الأحوال، ربما تستطيع إسرائيل احتواء حماس. ولكن حتى لو نجحت إسرائيل بطريقة أو بأخرى في تفكيك الجماعة في غزة، فلا تزال هناك فروع لها في الضفة الغربية وخارجها، فى أماكن مثل لبنان وتركيا، قادرة على إحيائها.