بقلم مصرى

الحلاقة بالمجان

صلاح سعد
صلاح سعد

إنها دراما مأساوية بكل المقاييس تتناقلها كل يوم عدسات الفضائيات والمواقع الإخبارية على مدى ثلاثة شهور كاملة عن المجازر والمذابح التى يرتكبها الكيان الصهيونى فى حق أهل غزة والضفة الغربية ..

أما المنظمات الدولية فقد اكتفت بالجلوس على مقاعد المتفرجين بعد أن أدركت أن قراراتها سواء بالشجب أو الإدانة أو المطالبة بوقف إطلاق النار مجرد حبر على ورق وليس لها موقع من الإعراب فى عرف أمريكا والغرب الذين يريدونها حربا ودمارا ..

ولكن على الباغى تدور الدوائر فقد ظنت إسرائيل أنها قادرة على سحق المقاومة الفلسطينية فى أيام معدودات ولكن ها هى الحرب تدخل شهرها الرابع ولم تضع بعد أوزارها ومازالت نيراها مشتعلة داخل قطاع غزة دون أن يتمكن العدو من تحقيق أى من أهدافه المعلنة ..

بل إن خسائره تتضاعف يوما بعد يوم  على المستوى الميدانى من حيث عدد قتلاه من الضباط والجنود والآليات العسكرية ناهيك عن جبهته الداخلية التى بدأت تتصدع وتتزايد ضغوطها على مجلس الحرب من أجل إطلاق سراح الرهائن وأيضا الأزمات الاقتصادية التى تعيشها إسرائيل وكان من نتيجتها سحب العديد من ألوية الجيش من الميدان للاستعانة بهم فى حركة الانتاج التى توقفت بفعل الحرب ..

فضلا عن الانقسامات التى ظهرت بوادرها بوضوح بين الحكومة والجيش بشأن إدارة الحرب والأهداف المرجو تحقيقها بعد ( اليوم التالى ) وهو مايرفض نتنياهو مناقشته فى الوقت الحالى !! ولكن ( غدا ) الذى تنتظره إسرائيل لن يأتى أبدا فى ظل  صمود المقاومة الباسلة لأهل فلسطين ورفضهم أى محاولات للتهجير القسرى .. وليس على إسرائيل غير انتظار ( غد ) حيث تكون الحلاقة بالمجان وبالتالى سيطول انتظارها لأن ( غدا ) لا يأتى أبدا وبالتالى فإن الحلاقة ستكون بمقابل وليس بدونه !!.